داليا نعيم والهوس في عمليات التجميل.. طبيبة نفسيّة كشفت لنا السبب
محتويات
لقد تحوّل اللجوء إلى عمليات التجميل إلى أمرِ عادي وطبيعي جداً. إلى حدٍ بات هوس الجمال الصناعي يفتك بالمرأة العربية. في هذا السياق، أثارت قصة الإعلامية العراقية داليا نعيم مع عمليات التجميل ضجة واسعة، فهي من الشخصيات المثيرة للجدل في العالم العربي. إذ نجحت في خلق حالة إستثنائية وإثارة الجدل بملامحها الغريبة الناجمة عن المبالغة إلى حد الهوس في عمليات التجميل التي أجرتها. مع العلم أنّ الكثير من المتابعين قد شبهوها بإحدى الدمى الشهيرة التي تظهر في مسلسلات الرعب، وهي "تشاكي". إنّ داليا نعيم نموذج مُعبّر لتخطي عمليات التجميل غايتها، وتحولها إلى هوسٍ يشوّه كثيرات بدل تجميلهنّ.
مؤخراً كشفت داليا نعيم عن عدد عمليات التجميل التي خضعت لها خلال حلولها ضيفة في برنامج "شو القصة" مع الإعلامية رابعة الزيات. إذًا ما هو عدد عمليات التجميل التي خضعت لها الإعلامية العراقية وما السبب الدافع لخضوعها لهذه العمليات؟ وماذا تقول الاختصاصية النفسية كاتيا مارون غاوي عن الهوس بالجمال الصناعي وعمليات التجميل؟ تابعي هذا المقال لتعرفي المزيد عن هذا الموضوع.
قصة داليا نعيم مع عمليات التجميل
View this post on Instagram
خلال لقائها مع الإعلامية رابعة الزيات كشفت داليا نعيم بكل صراحة عن الأماكن التي خضعت للتجميل في جسمها ووجهها. لكنّها استثنت من ذلك حقن الفيلر والبوتكس. فقالت إنها خضعت لـ 12 عملية تجميل، وإن عدد عمليات التجميل التي أجرتها في جسمها وصلت إلى أربع عمليات تقريباً. لكنّ نتائج إحدى هذه العمليات كانت فاشلة، بالرغم من إجرائها لدى طبيب معروف ومشهور في لبنان، رفضت أن ذكر اسمه. في هذا السياق أوضحت نعيم أنّها خضعت لعمليات تجميل في جسمها، بهدف الحصول على تضاريس تجعلها أكثر أنوثة.
View this post on Instagram
أمّا اللافت في حديثها أيضاً أنّها من أصل الـ 12 عملية هناك 5 عمليات كانت لأنفها. فقالت: "عمليات خشمي ما خدت نص عمليات التجميل اللي أجريتها".
من الجهة الأخرى، أكدت داليا نعيم في الحوار على تفضيلها لشكلها الحالي بعد عمليات التجميل وليس قبلها. وقد عبرت عن انزعاجها من ملامحها القديمة. فكشفت أنّ شكل الأنف والبروفايل لم تكن راضية عنهم وهو ما دفعها للتجميل.
لقد أنفقت نعيم مبالغ خيالية للخضوع لهذا العدد الضخم من عمليات التجميل. فتخطت تكلفتها الـ100 ألف دولار. وعلى الرغم من كل الإنتقادات التي تتعرض إليها ودفعها هذه المبالغ الضخمة، تحدثت في تصريحات سابقة عن حبها الكبير لعمليات التجميل، وعن تحولها إلى قدوة لنساء كثيرات يرغبن في تجميل ملامحهن وأن يُصبحن مثلها.
لا شك أنّ إطلالات داليا نعيم الإعلامية وتغيّر ملامحها بسبب عمليات التجميل وإكثارها أيضاً من المكياج، جعلتها مادة دسمة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي. فهي تواجه حملة تنمر وتتوجه إليها إنتقادات حادة بسبب هذه المسألة.
عمر داليا نعيم الحقيقي يصدم الجمهور
لم تتوقف صدمة الجمهور على عدد عمليات التجميل التي خضعت لها الإعلامية داليا نعيم. فإنّها كشفت عن أنّها من مواليد عام 1993. بالتالي لم يتجاوز عمرها الـ29 عاماً.
يبدو أنّ هوس داليا نعيم بعمليات التجميل لا يرتبط بالعمر. فقد أثار تصريحها صدمة لدى الجمهور والمتابعين.
داليا نعيم قبل التجميل
هل تصدقين أنّ هكذا كان شكل داليا تعيم قبل التجميل؟
ماذا يقول علم النفس عن الهوس بعمليات التجميل؟
تأخذنا قصة داليا نعيم إلى التعمق أكثر في هذه الظاهرة التي بدأت تفتك بكثرة بالمرأة العربية وتسيطر عليها. فمع تغيّر معايير ومفاهيم الجمال على مر الزمن من جهة، وتغيّر عالم العمليات الجراحية وتقنياتها وتحوله إلى صناعة بحد ذاته... تخطت عمليات التجميل الرغبة بتصحيح مشكلة صحية أو خلل ظاهر، لتتحول إلى رغبة في تغيير ملامح الشخص والتشبه بالفنانات ومؤثرات مواقع التواصل الاجتماعي. فبات الغرق في هذه الدوامة يؤدي إلى تشويه الكثيرات بدلاً من تجميلهنّ.
على الرغم من أنّ الخضوع لعمليات التجميل هو حرية شخصية، ماذا يقول علم النفس عن هذه المسألة؟
تؤكد الاختصاصية في علم النفس كاتيا مارون غاوي أنّنا نعيش في عصر عبادة الجسد، لدرجة أنّ هذه العبادة قد باتت على جدول الأعمال اليومية للفتيات والسيدات. وتقول إنّ:
- الهوس بالكمال وبعمليات التجميل أمور لها دلالة نفسية تتراوح بين الافتقار للأمان الذاتي والرضا عن الذات
- وصولاً أيضاً إلى وجود مشاكل خطيرة في علاقاتنا الإجتماعية.
- كما يُمكن أن تصل على حد قولها إلى اضطرابات نفسية مثل اضطراب تشوه الجسد او ما يُعرف بـ Body dysmorphic disorder (BDD). لتُكمل حديثها وتقول: "من الملاحظ أنّ الكثير من الأشخاص يلجأون مثلاً إلى عمليات تجميل جديدة وبخاصة بعد تعرضهم لأزمة نفسية أو حدث مرهق... وذلك من أجل الوصول إلى مرحلة يستطيعون فيها السيطرة على حالتهم ويصلوا إلى الكمال. فإنّهم يلجأون إلى عمليات التجميل كنتيجة للخوف من عدم إرضاء وجذب الطرف الآخر أو محيطهم. ليصل بعض الأشخاص إلى مرحلة الاضطراب الهوسي".
- يأخذنا هذا التفسير إلى اضطراب نفسي بتنا نراه أكثر في هذا العصر. ألا وهو اضطراب تشوه الجسم الذي يُعتبر مرضاً نفسياً. تُفسّر "غاوي" أنّ هذا الاضطراب يتسبب في عدم توقف المريض عن التفكير في واحد أو أكثر من العيوب أو النواقص التي يتصورها عن مظهره، وهي في الأساس عيوب بسيطة أو قد لا يراها الآخرون.
- لكن المريض قد يشعر بالخجل الشديد والقلق منها لدرجة تأثيرها على حياته الشخصية والاجتماعية. وتضيف قائلة: " إنّ طلب الجمال يؤدي إلى الكثير من السيناريوهات بحسب قصة كل شخص وخلفياته. لكن كل ما يدخل في سياق اضطراب التشوه الجسدي أو اضطرابات الوسواس القهري أو الهوس بعمليات التجميل، يدفع بالمريض إلى التحلّي بأفكار متطرفة ومفرطة ومتهورة. باعتبار أنّه يخاف فعلياً من جسده".
- وتشرح أنّ عند الإصابة باضطراب تشوّه الجسم، يركز المريض بشدة على مظهره وشكل جسده، ويبالغ في الاعتناء بشكله أو تلقي عبارات الاستحسان والقبول من الآخرين. وهذه النواقص التي يتصورها المريض والسلوكيات المتكررة التي يقوم بها تسبب له ضيقًا وحرجاً شديدًا. وتقول أنّ هذا الهوس مرتبط بجزء من الجسد الذي نضع عليه كل آلامنا النفسية. وتُركز "غاوي" بشدة على فكرة الألم النفسي الذي يسبب اضطراباً نفسياً.
- تجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ اللجوء إلى العديد من الإجراءات التجميلية يأتي في محاولة من الشخص "لإصلاح" العيوب التي يتصورها عن نفسه. وفيما بعد، قد يشعر بسعادة مؤقتة أو يقلّ شعوره بالضيق، ولكن غالبًا ما يعود الشعور بالقلق والتوتر مرة أخرى، ليُواصل البحث عن طُرق أخرى لإصلاح النواقص التي يتصورها.
أما بالنسبة لأسباب هذا المرض أو هذا الاضطراب، فتقول الاختصاصية في علم النفس كاتيا غاوي أنّ أسبابه لا تُعرَف تحديدًا.
- فاضطِراب تشوُّه الجسم، مثل الكثير من الأمراض النفسية قد ينتُج عن مجموعة من المشكلات كتاريخ عائلي للإصابة بالاضطِراب
- والتعرُّض لتجارب مؤلمة أو مواجهة تقييمات سلبية عن جسم الشخص أو صورته الذاتية والتنمر
- بالإضافة إلى التعرًّض لتشوهات في وظائف الدماغ.
انطلاقاً من هنا، تكون الصورة عن الذات هشة وسريعة التأثر والعطب. لهذا السبب يصبح لدى الشخص انشغال مكثف بعيب صغير (Default) موجود فيه أو عيب بالأصل قد لا يكون موجود فيه بالأصل.
وتلفت غاوي أيضاً إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يُصبح لديهم قلق واكتئاب ومشاكل عاطفية وعزلة اجتماعية وتراجع الثقة بالنفس .... وقد تأتي مع هذه الحالة اضطرابات أخرى مثل اضطرابات الأكل واضطرابات النظافة والانتباه وغيرها من عوامل الخطر.
في الأخير تُصر "غاوي" على أهمية العلاج النفسي في هذه الحالة والبدء به بمرحلة مبكرة، لتجنب الغرق أكثر في دوامة الهوس المرضي بعمليات التجميل واضطراب تشوه الجسد الذي له تداعيات خطيرة على الأشخاص على أكثر من صعيد. وقد يُهدد حياتهم أيضاً في مرحلة متطورة منه، فإنّ أفكار وسلوك الانتحار شائعة بين الأشخاص المصابين باضطراب تشوُّه الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، تلفت الاختصاصية في علم النفس أيضاً إلى الدور السلبي والخطير الذي تلعبه وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في التكريس لمعايير معيّنة عن الجمال وتكريس صور نمطية عن النساء. إلى جانب بالطبع علامات استفهام عديدة تُطرح عن دور أطباء التجميل والجراحات التجميلة في هذا السياق من جهة وظيفتها الحقيقية والأخلاق المهنية التي تفرضها هذه الوظيفة.
إقرئي أيضاً: