إيمان خليف تتحدى التنمر العالمي وتفوز بالذهبية!

فازت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024، منتصرةً على التنمر العالمي الذي لم يوفّر فرصةً بالسخرية منها بعدما أثارت الجدل حول هويتها الجنسية.

فمن هي إيمان خليف؟ كيف بدأت مسيرتها الرياضية؟ وما هي قصتها في الأولمبياد؟

 

من هي إيمان خليف؟

ولدت إيمان خليف في بيبان، قرية صخيرة في جنوب غرب الجزائر. بدأت مسيرتها الرياضية في عمر الست سنوات، حيث كانت تمارس كرة القدم والركض. ويخبر والدها كم كانت بارعة في كل الرياضات.

 

بداياتها الرياضية

بسبب بُعد قريتها عن مدينة تيارت حيث باستطاعتها تعلم الملاكمة، عملت ايمان في بيع الخبز وجمع الحديد والبلاستيك لإعادة بيعه حتى تحصل على مصاريف التنقل. ولم يتوقف طموح ايمان عند هذه الدرجة، فعملت بجهد لتنتقل من المدينة الى العاصمة لتدرس في معهد تكنولوجيا الرياضة التابع لوزارة الشباب والذي يحتوي على قاعات وحلبات ملاكمة تفتح لها مجال تطوير موهبتها.

أما انطلاقتها الحقيقية على المستوى العالمي كانت عندما استدعاها مدرّبها محمد شعوة في عمر 17 عاماً، لتلتحق بنادي الحماية المدنية للملاكمة في تيارت. ومن هنا بدأت مسيرة مشاركاتها في الأولمبياد. فبعد أربع سنوات من التحضير تمكنت من اقتطاع تذكرة المشاركة في الألعاب الأولمبية في طوكيو في صيف 2021 وحصلت على المركز الخامس.

 

قصتها وأولمبياد 2024

استمرت ايمان بالمشاركة في كل المنافسات الدولية افريقياً ومتوسطياً، حتى وصلت الى بطولة العالم عام 2023، غير أن الاتحاد الدولي للملاكمة استبعدها من المشاركة بسبب ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون وفقاً لملفها الشخصي على نظام معلومات أولمبياد باريس 2024.

غير أن الاتحاد الدولي للملاكمة الموقوف من اللجنة الأولمبية الدولية قال أن خليف أوقفت "لعدم تلبية معايير الأهلية... لم تخضع الرياضيات لفحص تستوستيرون، لكن الاختبار منفصل ومعترف به تبقى تفاصيله سرّية".

وفي وقت ظن الجميع أن ذلك سيقضي على مسيرتها الرياضية، سمحت لها اللجنة الألمبية الدولية بالمشاركة في باريس.

 

إيمان خليف والتنمر

تعرضت إيمان خليف لموجة من التنمر خلال أولمبياد باريس 2024 بسبب المفاهيم الخاطئة حول جنسها.

وجاء ذلك، إثر هجوم واسع وعنيف عقب فوزها على نظيرتها الإيطالية أنجيلا كاريني، واتهامات لها بأنها "متحولة جنسيًا".

وبالإضافة الى ردود الفعل على مواقع التواصل الإجتماعي، وصلت قضية خليف الى الولايات المتحدة الأميركية، حيث أثار تدخل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلاً واسعاً.

خلال حملته الانتخابية، علّق ترامب على الجدل حول أهلية إيمان خليف للمشاركة في أولمبياد باريس 2024، مشيراً إلى أن الملاكمة الإيطالية التي واجهتها تلقت ضربة قوية لدرجة أنها لم تعرف ما الذي أصابها.

تصريحات ترامب أثارت ردود فعل قوية من الجزائر، التي دافعت بدورها عن إيمان خليف وأكدت أهليتها للمشاركة في المنافسات النسائية.

بالإضافة الى ذلك، عبّر بعض الشخصيات العامة والإعلاميين الأمريكيين عن دعمهم لإيمان، مشيرين إلى أهمية مكافحة التنمر والتمييز في الرياضة. في المقابل، كانت هناك بعض الانتقادات التي تركزت على الجدل حول أهلية إيمان للمشاركة في المنافسات النسائية بسبب مستويات هرمون التستوستيرون.

وفي تصريح لها، قالت ايمان خليف إن هذه الموجة "تمس كرامة الإنسان" ودعت إلى وضع حد للتنمر على الرياضيين.

إيمان التي تأثرت بشكل أو بآخر بسبب ردود الفعل الدولية ضدها، عبرت عن امتنانها للجنة الأولمبية الدولية ورئيسها توماس باخ لدعمهما القوي لها.

 

الفوز الساحق

أحرزت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف ذهبية وزن 66 كيلوغراما في أولمبياد باريس 2024، يوم الجمعة 9-8-2024 في ملاعب رولان غاروس.

وتغلّبت خليف على الصينية لو يانغ المصنفة ثانية 5-0 بإجماع الحكام، فأصبحت ثاني رياضي جزائري يحصد ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية الحالية بعد لاعبة الجمباز كيليا نمور.

وأكملت إيمان خليف مسيرتها الحالمة في الأولمبياد بالفوز في المباراة النهائية بنتيجة 5 - صفر على الصينية يانغ لو التي حققت الميدالية الفضية.

وفي هذا الفوز تكون خليف أول ملاكمة جزائرية وأفريقية تحصد الذهب في الألعاب الأولمبية.