اختفاء قرية بالكامل وقصة الطفل مروان... قصص زلزال المغرب تكسر القلب!

بينما كانت مسابقة فرق الإنقاذ تسابق الزمن للعثور على ناجين في اليوم الثالث بعد الزلزال الذي ضرب المغرب، قام أحد الناجين من هذا الزلزال العنيف بشرح تجربته التي اعتبرها شبيهة بالمعجزة.

بعد الزلزال الذي ضرب المغرب، تم تسجيل حوالي 2500 حالة وفاة. وأفاد الناجي الوحيد من هذا الكارثة الهائلة التي ضربت قرية ثلاثة يعقوب أنه نجا بأعجوبة. وأوضح الناجي من قرية ثلاثة يعقوب أنه كان نائمًا عندما سمع صوتًا هادئًا في البداية، واستيقظ مع زوجته وابنه ليروا المبنى ينهار بعد ثوانٍ. وأكد أن عددًا قليلًا جدًا نجا في قريته، وأن معظم السكان لقوا حتفهم، وتعرضت البنية التحتية لأضرار جسيمة بحسب تصريحه.

يُشار إلى أن هذا الزلزال الذي وقع في المغرب في فجر السبت هو الأكبر من ناحية عدد الضحايا في البلاد منذ عام 1960، حين قتل أكثر من 12 ألف شخص في زلزال بأغادير. أسفر الزلزال عن مقتل ما لا يقل عن 2497 شخصًا، وإصابة 2476 آخرين، وفقًا لأحدث إحصائيات وزارة الداخلية المغربية التي تم نشرها في وقت سابق اليوم.

المبادرة التي أنقذت الكثير

في انتظار وصول فِرَق الإنقاذ إلى المناطق المتضررة من الزلزال الهائل في منطقة الحوز بمراكش، شرع محمد وزملاؤه في جهود البحث عن الناجين وتقديم المساعدة للمصابين. يقول محمد آيت الطالب، أحد سكان قرية ثلاثاء نيعقوب بالحوز، إنهم نجحوا بالتعاون مع سكان القرية في استخراج عدد من الأشخاص من تحت الأنقاض. وأشار إلى أنه كان من الصعب الحصول على المساعدات ووصول فِرَق الإنقاذ في غضون ساعات قليلة فقط بعد وقوع الكارثة. وأضاف آيت الطالب خلال محادثته مع موقع "سكاي نيوز عربية" أن "الخسائر كانت هائلة، ولا يمكن ببساطة وصف حجم الكارثة التي ألمت بالمنطقة، وبعض القرى اختفت تمامًا".

قصة الطفل مروان تكسر قلوبنا

بعدما طلب حميد بن هنا من ابنه الصغير مروان جلب سكينًا لتقطيع البطيخ لوجبة العشاء التي كان يستمتع بها مع عائلته في مرحلة بداية عطلة نهاية الأسبوع، وقع زلزال هائل في المغرب مساء الجمعة. كانوا يستمتعون بتناول طاجن من لحم الضأن والخضروات، وكان مروان يتحدث مع والده حول الأدوات التي سيحتاجها للعام الدراسي القادم.

وفيما كان بن هنا يقول: "وقع الزلزال حدث في تلك اللحظة". وأشار إلى أن الغرفة بدأت تهتز، وانقطعت الأنوار، وبدأت الأنقاض تتساقط من سقف منزلهم التقليدي الواقع في قرية نائية بجبال الأطلس الكبير. خرج بن هنا وابنه الآخر معاذ من الباب المفتوح إلى الزقاق عندما بدأ المنزل في الانهيار، وتمكنوا من إخراج زوجته أمينة وابنته الصغيرة مريم. لكن عندما انقشع الغبار، اكتشفوا أن مروان لم يتمكن من النجاة.

 

 

وكان الطفل مروان البالغ من العمر ثماني سنوات قد دخل المنزل وعثروا عليه تحت كومة من الأنقاض بارتفاع متر. لم يتم استخراج جثمانه إلا في اليوم التالي، عندما وصل إخوة بن هنا بسيارتهم من الدار البيضاء، والتي تبعد حوالي خمس ساعات، للمساعدة في إزالة الأنقاض. وجرى دفن جثمان مروان صباح السبت.

وأوصفه والده بأنه كان ولدًا متحمسًا يحب الذهاب إلى المدرسة.

الآن، الأسرة ليست فقط حزينة، بل أصبحت في وضع صعب للغاية. جميع ممتلكاتهم تحت الأنقاض المنزلية المنهارة، ويضطرون للبقاء في العراء لليلة ثالثة متجمدين بسبب البرد القارس. مصدر رزق بن هنا، الدراجة ذات الثلاث عجلات التي كان يستخدمها لنقل البضائع في الحي مقابل رسوم رمزية، دُفنت تحت الأنقاض وأصبحت غير قابلة للتشغيل. والزقاق الذي يؤدي إلى منزلهم مغطى بالصخور المتساقطة.

بعد الزلزال، لم تتبق أمام الأسرة سوى حمار وعنزة، ولكن طعامهما كان في مخزن أيضًا تعرض للدفن تحت الأنقاض، وليس هناك إمكانية لتبريد لحومهما. تقريبًا لم ينج أي منزل في قرية تافغاغت من هذه الكارثة. وأكد الناجون أن من بين ما يقرب من 400 قروي، فإن 80 منهم لقوا حتفهم. وتتراكم أكوام كبيرة من الركام في القرية. وقال بن هنا إن إحدى الأسر التي يعرفها فقدت سبعة من أفرادها.

قرية كاملة مُسحت عن الخريطة

قصة قرية تنزيرت المنكوبة جراء زلزال المغرب تعتبر واحدة من أكثر القصص المأساوية والصادمة التي خلفتها هذه الكارثة. تقع هذه القرية على بعد حوالي 80 كيلومتراً جنوب مراكش، وبسبب وعورة الطريق إليها، لم يكن هناك اهتمام كبير بها.

الزلزال أدى إلى انهيار المنازل وقطع الطرق المؤدية إلى القرية، والوصول إليها أصبح صعبًا للغاية عبر طريق ضيق بالقرب من قرية ماريغا. هذا الوضع جعل عمل أجهزة الإنقاذ والإغاثة صعبًا للغاية، وأدى إلى تحول القرية المعزولة إلى إحدى أكثر المأسي الإنسانية تأثيرًا. في حين أن المصابين والجرحى والعالقين تحت الأنقاض بحاجة ماسة إلى المساعدة والإنقاذ، يعاني المسعفون والمتطوعون من الصعوبة الشديدة في الوصول إليهم بسبب الطريق الصعب إلى قرية تنزيرت المنكوبة.

وبحسب سكان القرية، فإن الوضع لا يمكن وصفه بكلمات. على الرغم من أن القرية تبعد فقط حوالي 10 كيلومترات عن قرية ماريغا، إلا أن الوصول إليها يتطلب تسلق الجبال الشاهقة والمرور عبر طرق ضيقة ومتعرجة بشكل لا يصدق. في الأحوال العادية، يعاني سكان القرية من صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية والمرافق الضرورية، وكانوا يعيشون هذه الصعوبات حتى قبل وقوع الزلزال المدمر الذي جعل حياة سكان القرية المعزولة أكثر صعوبة.

بالفعل، يمكن القول إن القرية لم تعد موجودة، وقد انقضت قصة تنزيرت المنكوبة من زلزال المغرب واختفت عن الخريطة بشكل نهائي، وهذا ما يوضح تقرير نُشر على موقع الجزيرة نت وتم تسليط الضوء عليه.

 

إقرأي أيضاً: نجوم المغرب يتعاونون في مساعدة البلد المنكوب جراء الزلزال!

 

scroll load icon