حلمٌ، فعملٌ دؤوبٌ، فإنجازٌ، إنّها الشاعرة تيفاني سعادة البالغة من العمر 16 عامًا
إلى جميع الذين فقدوا حسّهم الشاعري: هذه قوّةٌ شافيةٌ، وعبرةٌ للحياة، وتذكيرٌ من أجل التألّق.
وُلدت مع هذه الموهبة؛ موهبةٌ بالفطرة منذ اللّحظة التي فتحت فيها عينيها على هذا العالم. وراحت هذه الموهبة تتطوّر معها وهي تخطو خطواتها الأولى، لتُصبح في نهاية المطاف شعورًا تَجَسَّدَ من خلال الكتابة: إنّه الشّعر.
بدأت الطالبة في مدرسة الإنترناشيونال كولدج (IC) في بيروت تيفاني سعادة البالغة من العمر 16 عامًا بكتابة قصائد قصيرة ضمن فروضها المدرسيّة لدروس اللّغة الإنجليزيّة، لتجدَ نفسَها الآن توقّع كتابَ الشّعر الأوّل لها.
"فإلى جميع الذين فقدوا حِسّهم الشاعري"، هذا كتابُ شِعرٍ من تأليف تيفاني سعادة، يضمّ سلسلةً من القصائد القصيرة ونشر باللغة الفرنسية في شهر أيّار 2019. إنّ هذا العمل موجّه لكلّ شخصٍ مكسور الخاطر، لكلّ من خسر هبةً، أو شخصًا عزيزًا أو حتّى شعورًا. أمّا بالنسبة للكاتبة الشابّة، فيُعتبر كتابها قوّةً شافيةً لجميع الذين لم يجدوا أو خسروا حسّهم الشاعري ولجميع الذين وجدوا هذا الحسّ وإنّما يحتاجون إلى حمايته والمحافظة عليه. وتغتنم تيفاني، تلك الشّابة الصغيرة مع طموحاتٍ كبيرةٍ بأن تصبح محاميةً تدافع عن حقوق الإنسان؛ تغتنمُ الفرصة لتكتب عن الصراعات والعقبات المختلفة التي تواجه الناس في مجتمعاتٍ ضيّقة الأفق، ومتحجّرة الفكر وإجراميّة، مع تسليط الضوء، في الوقت عينه، على جمال الحياة، وأهمّيّة الوقوف من جديد بعد التعرّض للخسارة أو مواجهة المعوّقات المختلفة التي تحول دون الوصول إلى النّجاح وتحقيق الأحلام. وقد ركّزت أيضًا على عددٍ من القضايا الاجتماعيّة المتعلّقة بالظلم والحرب والفَقر.
وبهذه المناسبة، قالت تيفاني: "أريد أن أسيرَ في هذا العالم وأصنعَ تغييرًا وأنا متمسّكة بهذا الوعد في كلّ ما أفعله في حياتي". ومع إصدار كتاب الشّعر الأول لها، تنازلت الشابّة الملهمة عن حقوق النّشر والطباعة لصالح مِنَح الإنترناشيونال كولدج التعليميّة، لأنّها تؤمن أنّ التعليم ليس مكافأة وإنّما حاجة وضرورة بالنسبة لكلّ طفل، ليتمكّن من بلوغ أعلى المستويات في الحياة، مع تعلُّم كيفية العيش بحسب ثقافته الخاصة ومع احترام الثقافات المختلفة الأخرى.
وأضافَت تيفاني: "لقد أردْت أن أردّ الجميل إلى الإنترناشيونال كولدج، حتّى وإن كان ذلك رمزيًا جدًّا أو بسيطًا جدًّا، لأنّها منحتني كلّ شيء. الإنترناشيونال كولدج هي بيتي الثاني، والمكان الذي أجد فيه نفسي منذ أن كنت طالبةً في حرم المدرسة في عين عار، قبل الانتقال إلى المدرسة الثانويّة في بيروت. ما كنت لأبلغ هذه المرحلة لولا الدَّعم الذي تلقّيته من عائلتي، وأصدقائي، والهيئة التعليمية في الإنترناشيونال كولدج وموظفيها وبالأخصّ؛ معلّمتي السيدة سلمى كوجوك التي ساعدتني في تأليف التمهيد وإرساله إلى المحرّرين".
ستستمرّ تيفاني حتّى سنّ التسعين عامًا بالكتابة وإلهام كلّ من يقرأ كتبها. هذا هو الكتاب الأوّل من الكتب المتعدّدة التي ستصدرها في المستقبل حيث أنّ تيفاني تعِد بعدم التوقف عن الكتابة، وهي تشعر بالفعل بشغفٍ كبيرٍ لتأليف كتابها الثاني.
وفي النهاية، تؤمن تيفاني بأنّ سرّ النجاح هو العمل الدؤوب والجهد والمثابرة وقد تكون جميعها ممزوجة بالألم والدّموع، وهي بذلك تدعو صاحب كلّ حلم ويعتقد أنّه عاجز عن تحقيقه، للانطلاق في مسيرته فورًا وللعمل من أجل تطوير ذاته باستمرار. ستستمرّ تيفاني سعادة بمطاردة أحلامها والعمل بجهد أكبر من أي وقتٍ مضى. إنّها إسمٌ لن يُنسى ومصدرُ إلهامٍ للمراهقات.
اقرئي أيضاً