ريموشا أول فتاة تبيع الكبدة والسجق على العربة
ريم المرشدي أو "ريموشا" كما صار يناديها أصدقاؤها، والمقبلون إلى تناول ما تقدّمه من طعام على عربتها في القاهرة. متخصصة بالأدب الفرنسي، ولكنّها سعت بعد تخرجها إلى نيل شهادة عالمية في فن الطهي، لتتبع هوايتها الأحب إلى قلبها.
"ريموشا" كما حملت عربتها الاسم، هي أول فتاة تبيع الكبدة والسجق في مصر على عربة، وكان الوضع الاقتصادي السبب في اختيار العربة وليس المطعم، وريثما استأجرت مكاناً لتركن العربة فيه وحسب، عند ساعات الإقفال.
نجاح سريع
بسرعة، وفي فترة لم تتجاوز السنة والنصف من العمل الجاد والملتزم، ذاع صيتها وبات الزبائن يتكاثرون بأعداد كبيرة إلى درجة تعرضت فيها ريم إلى الإحراج أحياناً حين وجدت نفسها وقد باعت كل الأطباق بسرعة مذهلة. هذا الأمر كان يدفعها إلى مضاعفة شراء المكونات مراراً لتلبي طلبات الزبائن وأعدادهم المتزايدة.
بدأت لوحدها واستمرت مع موظفين، ولكن وجود الموظفين لم يبعدها عن أعمال أخرى غير الطهي من تنظيف الأرض والطاولات والكراسي في الشارع، التي صفّتها بعفوية أمام العربة.
العديد من الزبائن ولكثرتهم، يتناولون الطعام وقوفاً ويحرصون على التقاط صورة مع ريم أو ريموشا، لوضعها على صفحة الفايسبوك والتباهي بها أمام أقرانهم.
صورة مع ريموشا
تقول ريم "العمل ليس عيباً، ومن هنا لم أكترث في بداياتي لما قد يصدر من انتقادات كوني فتاة تبيع الطعام على العربة. والحمد لله أحب الزبائن الطعام الذي أحرص تماماً على نوعيته، وأكون قد انتقيت المكونات واشتريتها بنفسي بحرص شديد لتكون جودة الطعام مضمونة".
نسجت ريموشا علاقة لطيفة مع زبائنها، فهي صادقة في التعامل معهم، وواضحة، فحين ينفد الطعام، توقف العمل وتعلن لهم معتذرة عن ذلك بكل لطف. ولا يثني من لم يحصل على طبق، عن العودة مجدداً في يوم ثان لتذوق أطباق ريموشا، وربما لالتقاط صورة معها أيضاً.
تحسن استخدام الفايسبوك وسيلة للتواصل مع زبائنها، وهي تحرص على تحديد وقت تقديم الطعام ووقت الإقفال، كما تعلن عن أيام الفرص.
قالت لموقع "يومياتي": "هذا المشروع كان حلماً لي منذ زمن بعيد، منذ طفولتي. حلمي كان عبارة أن أعمل أي شيء لي، بمعنى أن أكون مستقلة. طبعاً أكرمني الله وهذه نعمة بحد ذاتها، ولم أندم للحظة واحدة على الرغم من كل الجهد المبذول على تحقيق حلمي. أتمنى لو تسمح الظروف كي أتوسّع في عملي، والتوسّع طموح كل إنسان".
فتاة في مهنة رجل
عن كونها فتاة في عمل يحتسب على الرجال بسبب الوقوف في الشارع، أشارت إلى أن ذلك "لم يسبّب لها أية مشكلة، لا بل على العكس فقد رأى الناس أنني فتاة أكافح في حياتي وشجعوني وجدوا الفكرة جميلة وعبروا عن انبهارهم كوني فتاة وأبيع على عربة".
وتضيف: "قمت بذلك عن حب، وبإرادة هدفها تحقيق حلمي. لكن لم أكن أتخيل ردة فعل الناس الجميلة والمشجعة".