سلسلة نساء في السلطة: إميلدا ماركوس... سيدة التبذير
كاراج قديم آيل للسقوط، أسرة فقيرة، طفولة بائسة... هذه كانت بداية صبية أصبحت في العام 1965 سيّدة الفيلبين الأولى إنها "إميلدا ماركوس".
التقت ماركوس للمرة الأولى بشابٍ سياسي صاعد يدعى فيرديناند ماركوس سيصبح رئيساً للبلاد، فتنته بسحرها وجمالها فتزوجها بعد 10 أيام فقط.
لم تكتف إميلدا بدور زوجها، بل راحت تفرض سطوتها السياسية، ففازت في العام 1978 بعضوية البرلمان، الخبر الذي نزل كالصاعقة على خصومها ومعارضيها، وبقيت تمارس الضغوط على زوجها حتى أنشأ وزارةً جديدة ووضعها على رأسها. وكانت تدور في العالم باعتبارها المبعوثة الشخصية لزوجها.
قابلت الملوكَ والرؤساءَ أمثال معمر القذافي وصدام حسين وفيدل كاسترو والزعيم الصيني ماوتسي تونغ ووزير الخارجية الأميركي جورج شولتز وغيرهم.
بدأت تفوح منها رائحة الفساد الذي أتى على موارد البلاد، حيث وصفها الغرب بأنها تمثل أسوأ إمرأة في التاريخ من حيت الإسراف والتبذير. وقد وضع إسمها في القاموس، حيث أصبح مصطلح "إميلدي""Imeldific" يستخدم ليعني التبذير المتناهي.
حانت لحظة السقوط، ففي عام 1986 سقط عرش إميلدا، حلقت بها طائرة عسكرية أميركية ونقلتها إلى المنفى مع زوجها، ويقال أنها هرّبت معها مليارات الدولارات في سفينة إلى سويسرا بينما أكثر من نصف الشعب يعيش تحت خط الفقر.
وقد كسبت إميلدا عام 1992 الدعوى التي أقيمت ضدها في نيويورك بتهمة نهب حوالى 500 مليون دولار من المال العام. وكانت المتّهمة محاطة بفريقٍ من ألمع المحامين المسلحين بأكثر من 350 ألف وثيقة لصالحها.
بعد معركتها الرابحة عادت إلى الفلبين مع جثمان زوجها، حيث أمضت بقية حياتها، ومن أشهر أقوالها: " الحمدلله أنهم عندما فتحوا خزانة ملابسي، وجدوا أحذية بدلاً من الجماجم".