سلسلة نساء في السلطة: ديمترا من مضيفة الى سيدة أولى

تزوجته وهو يكبرها بـ 35 عاماً، وبسببها ترك زوجته الأولى وأم أولاده. كانت تحبّه كثيراً، فقررت أن تكون مديرة مكتبه، وكل مَن كان يريد مقابلة رئيس الحكومة كان عليه أن يستأذنها.

 هي الحسناء اليونانية "ديمترا لياني" وقد لقّبت بـ "ميمي". أصبحت سيدة اليونان الأولى بعد زواجها من "أندرياس باباندريو" الذي كان يومها رئيس وزراء اليونان، وزعيم الحزب الاشتراكي المعروف باسم "الباسوك".

باباندريو من مواليد العام 1919، بينما هي من مواليد العام 1954، أي أن فارق السن بينهما 35 عاماً.

 امتلكت ديمترا كل مواصفات الجمال بطول 180 متراً وبقوامٍ مثير. تزوجت في بادئ الأمر بشاب يتكافأ مع عمرها، لكن هذا الزواج لم يدم طويلاً. عملت كمضيفة على الخطوط الجوية اليونانية - اولمبيك، وتعرفت في هذه الفترة على السيدة مارغريت، زوجة باباندريو الأولى، التي ساعدتها لتنتقل كمضيفة على طائرة رئيس الحكومة باباندريو.

 كان أول لقاء بين ميمي وباباندريو في العام 1985 خلال رحلته إلى الهند، فكانت بداية الإعجاب. وبانتهاء الرحلة كان قد اتخذ القرار بأن تكون هذه الحسناء له.

قبل أن يتزوج باباندريو من ديمترا الجميلة كان على موعدٍ مع المرض، حيث أصيب بأزمةٍ قلبية خطيرة، فوقفت ميمي إلى جانبه حتى شفي.

 وبسبب المعارضة السياسية الشديدة له خسر الانتخابات صيف 1989 وسقطت حكومته، لكنه عاد إلى الأضواء في انتخابات خريف 1993 واعتلى السلطة من جديد. وفي هذه الفترة لم تكن ديمترا زوجته فقط، بل عيّنها مديرةً لمكتبه، لا تفارقه لا في البيت ولا في العمل. حاولت ميمي ترشيح نفسها في انتخابات البرلمان اليوناني لتصبح نائبا، وأعلنت أنها تنوي خوض المعركة في مسقط رأسها في منطقة فلورينا اليونانية، ما أظهر أنها تسعى إلى المزيد من النفوذ والقوة.

  شنّت عليها الصحف اليونانية هجوماً عنيفاً وقالوا إنها أصبحت متسلّطة وتتمتع بنفوذٍ كبير داخل الحزب الاشتراكي، ما أدّى الى انشقاقات داخل الحزب.

مات الزوج العجوز باباندريو نهاية حزيران/يونيو عام 1996 عن عمر يناهز 77 عاماً، وترك "ميمي"، التي كانت تبلغ يومها 42 عاماً، أرملة في مهب الريح تتخبط وتحاول الوصول إلى السلطة من جديد.

اختارت الشابة أن تثير الجدل من جديد بعد وفاة زوجها، فنشرت في العام 1998 كتاباً بعنوان "10 اعوام و54 يوماً"، تحدّثت في الشطر الأكبر منه عن ذكرياتها مع حبيبها، وتوقفت فيه عند حملته الانتخابية الثانية، والسعادة التي غمرتها عندما تزوجا رغم تكالب الأعداء على حبهما، ومحاكمة باباندريو، والكآبة التي بددها الفرح. وقد نفذت 6 آلاف نسخة من الكتاب خلال ساعات قليلة من صدوره.

أما آخر أعمال ديمترا، فكان كتاباً بعنوان "Andreas’ rage"، نشرته في العام 2015، وجاء ردّاً على كتاب نشرته ماغريت باباندريو، زوجة اندرياس السابقة، بعنوان "Love and Power". وتخصّص ديمترا صفحات للرد على مارغريت، وتشرح أنها لم تتطفّل على حياتهما، إنما تعرّفت على أندرياس في وقت كانت علاقته بزوجته السابقة شبه مقطوعة...

scroll load icon