صاحبة أشهر قصص الغموض والجرائم.. ما سر اختفاء أغاثا كريستي 11 يوماً؟

تعتبر أغاثا كريستي واحدة من أشهر أدباء القصة البوليسية، فقد نالت نجاحًا خيالياً في رواياتها ليس على الصعيد الغربي فحسب، بل عبرت الحدود وانتشرت في أرجاء العالم بكتاباتها المميزة، وقد قدرت مبيعات رواياتها بالانجليزية بما يقرب لمليار رواية، ومليار أخرى بلغات متعددة كان من ضمنها العربية. لكن هل تعلمين لغز اختفاء هذه الكاتبة لمدة 11 يوماً؟ يبدو أن الغموض أحد ابرز سمات هذه الروائية.

فيلم مرتبط بحياة الكاتبة الانكليزية

"أغاثا كريستي.. النسخة الأصلية من الفتاة الغائبة" هذا العنوان الذى تصدر العديد من المقالات بعد عرض فيلم الإثارة الأمريكي "فتاة غائبة" "Gone Girl" الذى يحكي لغز اختفاء زوجة في ظروف غامضة وظهور أدلة تشير بأصابع الاتهام إلى زوجها، وتعاطف الرأي العام معها فى حين أنها في الحقيقة هي من دبرت اختفائها.

فور عرض الفيلم الذى حقق نجاحًا كبيرًا ربطه المشاهدون والنقاد بلغز اختفاء الكاتبة الإنجليزية التي تعد أعظم مؤلفة روايات جريمة فى التاريخ، والذي لم يعرف أحد حتى الآن حقيقته رغم مرور أكثر من 40 عاماً على رحيلها.

لغز الـ 11 يوماً

وتمامًا مثلما حدث فى الفيلم، كانت "أغاثا كريستث" قد اختفت فى صباح أحد أيام عام 1926 بينما كان زوجها يستعد للذهاب وقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع أصدقائه، بينما تعرف هي في الحقيقة أنه ينوى قضائها مع عشيقته. وفي ذلك اليوم عثر على سيارتها على الطريق وبها رخصة القيادة بينما اختفت هي وظلت مختفية لمدة 11 يومًا كاملة بينما انشغل البلد بأكمله بالبحث عنها.

وتزامن ذلك الحادث مع فترة عصيبة يمر بها زواجهما، فرغم حبها له إلا أن التفاهم بينهما أصبح صعبًا، ويقال إنه كان تحدث معها عن ضرورة الانفصال وأنه يريد الزواج من عشيقته، وحسبما ذكر كتاب "11 يومًا مفقودة.. لغز أغاثا كريستي الأعظم" فإن أغاثا دبرت حادث اختفائها من أجل الانتقام من زوجها وإفساد خطته لقضاء هذه الأيام مع حبيبته.
وتم العثور عليها بعد أيام الغياب في أحد الفنادق حيث كانت تسأل الناس "من أكون" إلى أن تعرف عليها أحد الأقارب وكانت شبه فاقدة للذاكرة.

الحقيقة المجهولة حتى الآن

وما لا يعرفه الكثيرون أن حياة أغاثا كريستي لم تكن سعيدة، كما يتحدث عنها الناس، بل كانت على خلاف دائم مع زوجها الذي يهوى فتاة تصغره بـ 10 سنوات، وطلب منها الموافقة على الطلاق كما أن وفاة والدتها كان صدمة أخرى في حياتها، وهو ما جعل نومها خفيفاً وقصيراً وأكلها قليل.

وعلمت بعض الصحف ذلك فلمحت إلى الفائدة التي ينالها زوج أغاثا من وفاتها، رجّحت صحف أخرى إلى أن هذا الاختفاء ضربة دعائية لدفع الكتب التي ألّفته إلى مزيد من الانتشار أو فضيحة لعلاقة زوجها مع عشيقته نانسي نيل.

وبعد 11 يومًا من الاختفاء شوهدت في أحد فنادق هاروجيت فاتصلت الشرطة بزوجها فاستقل القطار وعرف أن زوجته استجأرت غرفة في الفندق بـ7 جنيهات أسبوعيًا، وكانت سعيدة ترقص وتلعب القمار وتقرأ أنباء اختفاءها والبحث عنها في الصحف بشكل عادي.

وصل زوجها إلى الفندق فنظرت إليه نطرة من يعرف الشخص ولا يتذكره، وقال زوجها إنها تعاني أسوأ أنواع فقدان الذاكرة التي تجعلها تجهل نفسها، وأوضح أنها عندما اختفت كانت ترتدي رداءً رمادي اللون بسيط، وتحمل عدة جنيهات في حقيبتها، وعندما وجدت كانت ترتدي ثياب أنيقة جدًا وتملك الكثير من النقود، وذكرت للفندق أنها زائرة من جنوب أفريقيا.

وبعد هذه الحادثة ارتفعت نسبة البيع وانتشرت رويات أغاثا كريستي ثم انفصلت عن زوجها وتزوجت عام 1930 من البروفسير السير ماكس ماللوان، ورفضت الإفصاح عن اختفائها تمامًا، وكان هذا شرط إجراءها المقابلات الصحفية.

وحتى الآن يظل اختفاؤها سرًا غامضًا حيث يتساءل الكثيرون كيف يمكن أن تكون فقدت الذاكرة، ومن ثم تأتي بالثياب الفاخرة والأموال الكثيرة؟ لذا يعتقد البعض أن اختفاءها هو خطة رسمتها للتخلص من عشيقة زوجها.  

إقرئي أيضاً

تعرفي على بطلات أشهر برنامج سرعة على نتفليكس: هايبردرايف