قصّة نجاح: سالي موسى حجار... أمٌّ إستثنائية في عالم ريادة الأعمال

محتويات

في مقابلة خاصة مع رائدة الأعمال والشريكة في شركة HU Management سالي موسى حجار، اللبنانية المقيمة في دبي، أجابت على بعض الأسئلة المتعلّقة بعائلتها وعملها والتحديات التي واجهتها خلال مسيرتها الناجحة بالإضافة إلى كيفية قضاء وقتها مع عائلتها في الحجر الصحي ونصيحتها لكل شابة طموحة. تعرفّي إليها معنا في ما يلي.

 

ما هي التحديات التي واجهتها قبل أن تصلي إلى مركزك اليوم؟

من الأشياء التي لطالما افتخرت فيها في حياتي هي بدئي مسيرتي المهنية من أسفل السلّم، وتعلّمي لصغائر الأشياء التي جعلتني مع الزمن أحسن قراءة للقرارات الكبيرة، وساعدتني على اكتساب شمولية في نظرتي العملية. أغلبية الشباب اليوم يودّون بدء مسيرتهم المهنية من الباب العريض فينغرّون بالألقاب والمراكز المهنية، غير أنني أستطيع أن أقول لهم وبثقة غن النجاح يُكتسب خطوة تلو الأخرى، والأهم أن الغحترام المهني من الزملاء والشركاء والخصوم لا يأتي إلا باكتساب المعرفة والخبرة. خلال مسيرتي المهنية أحسنت الإصغاء والتعلّم، ولم أكن أخاف أن أسأل حينما خذلتني معرفتي الصغيرة. لقد كنت محظوظة بأنني اكتسبت المعرفة والخبرة من عمالقة في التلفزيون والإخراج والفن والإعلام، تعلّمت منهم من خلال مراقبتي وتحليلي لأنماط عملهم وطريقة تفكيرهم. وما زلت حتى اليوم أسعى لأن أتعلّم من كل شخص أصادفه في الحياة مهما كانت مرتبته المهنية، فالتعلّم لذّة كبيرة ومسيرة لا تنتهي إلا بانتهاء الحياة.

 

 

كيف تنظمين وقتك بين العمل والعائلة والبيت والمناسبات؟

من أهم أسرار النجاح في الحياة هو معرفة كيفية احترام الوقت والاستفادة منه، وهذا بالضبط سر مقدرتي على القيام بواجباتي كزوجة وكأم وكامرأة عاملة، وعلى الاهتمام بنفسي أيضاً في الوقت المتبقي لي. عائلتي هي أولويتي، غير أنني أيضاً أحاول المحافظة على كينونتي وأحلامي، وهذا لا يمكن الوصول إليه إلّا بتنظيم وقتي ومهماتي اليومية. من هنا تجدينني دؤوبة في احترام الوقت الذي اعطيه لكل من هذه الشخصيات داخلي، وهذا ما يعطيني أيضاً حس الإكتفاء والسعادة فلا أشعر أنني "مقصّرة" مع أي من الجهات.

 

 

نعلم أنك ما زلت تدرسين، كيف تتمكنين من القيام بكل ذلك مع عملك كـ PR روتانا وشريكة في HU Management وكونك أم لثلاثة أطفال؟

منذ تخرجي من الجامعة عام 2005 وأنا أصبو إلى متابعة دراساتي العليا، غير أن عملي وعائلتي أجّلا الموضوع لغاية العام المنصرم حيث وبتشجيع من زوجي أيضاً، التحقت بالجامعة الأمريكية في  دبي، حيث بدأت دراستي في مجال القيادة والإعلام الجديد تحت إشراف نخبة من أبرز الأسماء اللامعة في المنطقة والعالم، ومنهم بعض أهم صنّاع القرار في المحطات الأمريكية الكبرى واستديوهات هوليوود، وهو أمر اعتبره فرصة مميزة بالرغم من خبرتي الطويلة في هذا المجال. وبالتالي إلى جانب عملي، كان لا بد مرة جديدة من أن أنظم وقتي بما يتناسب مع وقت دراستي ولا يتعارض مع متطلبات عملي ومستلزمات عائلتي. ولا بد من الإعتراف أنه حينما يكون هناك تصميم وإرادة وشغف للمجال الذي تعملون فيه فلا بد من أن تجدوا الوقت والطريقة للقيام بذلك.

 
 
 
View this post on Instagram

Change always starts from within... Whether you want it for your country, in your home or just on a personal level, remember change always begins and ends with you! This year i decided to go back to university, it is something that I have been feeling a deep need to do for the past few years. Believe it or not, after 15 years of professionally working in the media and marketing sectors, i felt saturated and i needed a bit of a challenge. So this semester i joined @audubai in pursuit of my Masters degree at @mbrsc_aud . With 3 kids, a family and 2 jobs, this has been the most indulging challenge yet the most rewarding one. I owed it to myself so i went for it! #momlife #mompreneur #education #stepup #change #challenge #womeninbusiness #aud

A post shared by Sally Moussa Hajjar (@sallymhajjar) on

 

بين الـ entrepreneur والـ PR والعمل مع مدوّنات الموضة واللايف ستايل والمشاهير، أي عمل تفضلين أكثر ولماذا؟

كل هذه الأعمال هي سلسلة واحدة ومترابطة، فمسيرتي المهنية التي بدأتها في العمل ضمن المكاتب الإعلامية لأهم المحطات التلفزيونية في الوطن العربي، تطوّرت مع الوقت لمعرفة أكبر في حقل الإعلان والتسويق والخطط الانتاجية. وكلّما كبرت خبرتي توسّع معها نطاق عملي الذي تأثر بطبيعة الحال بالتطوّر التكنولوجي الحاصل في مجالي الإعلام والإعلان اللذان تحوّلا في السنوات الأخيرة تدريجياً من المنصات التقليدية كالتلفزيون والصحف والمجلّات إلى المحتوى الرقمي. ومن جديد تأقلمت سريعاً مع الوضع المستجد وكان دخول المدوّنات والمدوّنين إلى الصورة، بحيث أصبحوا جزءاً من منظومة الشخصيات العامة والتسويق. غير أنه وفي نهاية المطاف يبقى شغفي الأول والأكبر هو للعمل التلفزيوني والإنتاجي ولما يدور خلف كواليسهما من سحر خاص لا يعرف لذّته إلا من عمل به!

 

أنتِ أصدقاء مع سيرين عبد النور وهبة طوجي والعديد من المشاهير، هل هذه صداقات حقيقية أم أنها فقط للـ business؟

أنا سعيدة جداً بأني وجدت في معظم الشخصيات العامة التي تعرّفت عليها في حياتي أصدقاء حقيقيين استطعت أن أتواصل معهم على صعيد إنساني، وبنيت معهم أواصر شخصية متينة. منهم بالطبع سيرين عبد النور التي اعتبرها أقرب إلى أخت لي، نتواصل سوياً يومياً وبيننا علاقة عائلية، حتى أن أولادننا أصدقاء. هبة طوجي وأسامة الرحباني أيضاً أصدقاء أعتزّ بهم وأنا فخورة جداً بما وصلت إليه هبة، وبموهبتها الجميلة والكبيرة التي تمثّل من خلالها الشباب اللبناني والعربي الموهوب والمجتهد، وبعبقرية أسامة الرحباني الذي دائماً ما أسرّ بالحديث إلى صديق مثقّف ومطلّع مثله. غيرهم الكثير أيضاً من الشخصيات التي وإن لم تجمعني بهم صداقة مقربة إلا أنني اكتشفت فيهم أطباعاً جميلة وتجمعني بهم علاقة احترام ومحبة.

 
 
 
View this post on Instagram

She is Gold...inside out! Wishing my cyro an amazing year ahead! #friends #happybirthdaycyrine #celebrations #love #friendship

A post shared by Sally Moussa Hajjar (@sallymhajjar) on

 

ماذا تعلّمت من الحجر الصحي المنزلي؟

 من المنصف القول إن هذه الفترة وبالرغم من صعوبتها على الجميع، إلا أنها قدّمت للبشرية جمعاء دروساً كبيرة في الحياة والعلاقات الإنسانية. على الصعيد الشخصي، إستطعت خلال هذه الفترة أن أنمّي مقدرة الصبر في داخلي فكأم عاملة لثلاثة أطفال لم يكن من السهل التأقلم مع هذه الأوضاع المستجدة، لا سيّما أنني وكسائر الأمهات بدأت بتدريس أولادي بشكل كلّي يومياً وهذا ما جعلني أقدّر من جديد كافة المعلّمين الذين يبذلون مجهود جمّاً، ونادراً ما يستوفون حقهم المعنوي على هذه الرسالة. كما تعلّمت من جديد أهمية الوقت والزمن، واكتشفت مرة جديدة أبعاد الصلاة وأهمية تغذية الروح والنفس لأنها تساعدنا على رؤية الأمور بمنظار أشمل وأعمق بعيداً عن صخب وسرعة الحياة اليومية.

 

ما هي نصيحتك لكل شابة طموحة تريد الوصول إلى مراكز عالية؟

نصيحتي لها أن تكون مثابرة وصبورة ومجتهدة، وأن تصغي جيداً و تتعلّم دوماً من كل ظرف وكل مناسبة لتطوير نفسها ولبناء ثقتها ومعرفتها، فبهما تستطيع الوصول إلى أهدافها والأهم أنه بهما ستستطيع المحافظة على نجاحها.

 

اقرئي أيضاً

لبنانية الأصل تزوّجت من جورج كلوني... قصص ونجاحات أمل علم الدين

scroll load icon