لم تسمح للحزن بالتغلّب عليهما..قصة مُلهمة لأم لبنانية وإبنها المصاب بالتوحد
هناك بعض القصص التي تجعل قلبنا ينبض بالفرح والسعادة والأمل والفخر. وهذا هو الشعور الذي يراود كل من يشاهد الفيديوهات التي تنشرها الأم "الخارقة" فاتن مرعشلي لإبنها محمود حجازي المصاب بالتوحد والذي تحوّل إلى بطل بكل ما للكلمة من معنى. بات محمود حجازي ووالدته فاتن مرعشلي أسرة قدوة في عالمنا العربي. سنُسلّط الضوء اليوم على قصة هذه الأم اللبنانية وابنها المصاب بالتوحد، التي انطلقت قصتهما من مواقع التواصل الاجتماعي.
كيف بدأت القصة؟
بدأنت القصة مع انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لأم تغني لإبنها المصاب بالتوحد أغنية "شو حلو حبيبي شو حلو" للفنان زياد برجي، ولاقى هذا الفيديو انتشاراً واسعاً واحتل كافة المواقع من فيسبوك وتويتر وصولاً الى يوتيوب، محققاً مئات آلاف المشاهدات. إلى جانب تلقي الفيديو الكثير من التعليقات الإيجابية حول هذه العلاقة المميزة بين الأم وابنها.
ومن بعد انتشار هذا الفيديو تحولت الأم وابنها إلى نجوم على الوسائل الإعلامية المُختلفة.
وكانت الأم فاتن أنشأت سابقاً صفحة في موقع فيسبوك تدعى "Proud of my son with Awesomeness" أي "أفتخر بإبني المذهل" والتي تضم حالياً أكثر 500 ألف متابع. وتقوم ببث فيديوهات ليومياتها مع ابنها وهو يمارس العديد من الأنشطة. بالإضافة إلى الكثير من الصور التي تجمعهما وتنبض بالحب والأمل.
يعكس المحتوى الذي تقدمه التحول في حياة محمود ومختلف المحطات التي مرّ فيها والتقدم الكبير الذي أحرزه. بالتالي هدف هذه الصفحة توعوي بالدرجة الأولى ورسالة أمل للكثير من الأهل الذين يعانون بصمت ولا يعرفون كيفية التصرّف بهذه الحالة.
لقد منحت هذه الأم إبنها محمود حقّه بالحياة الكريمة والطبيعية تماماً كباقي الأولاد. وقد غيرت بهذا المحتوى الذي تنشره نظرة المجتمع للأطفال ذوي الاجتياجات الخاصة. وقد أثبتت الأم أنّ محمود تخطى كل شيء ولم يمنعه التوحد من ممارسة هواياته أو يقلص من مهاراته.
لم تتعامل فاتن مع مرض ابنها منذ البداية بهذه الطريقة الإيجابية، لكنّها قررت بعد فترة أن تزيل غبار اليأس والحزن عن نفسها لتتمكن من أن تعطي لإبنها الحياة التي يستحقها.
تنشر فاتن فيديوهات من يوميات ابنها وطرق التعامل معه ومع محيطه. وهي تشجعه قدر المستطاع على التواصل الإيجابي والمباشر مع كل ما يحيطه باتباع استراتيجيات مُعيّنة.
تُطلق فاتن "الأم المناضلة" لقب "البطل" على ابنها محمود، وهي تدافع بكل شراسة لتعمل من أجل قضية كل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد خطرت على بال فاتن صنع أرجوحة خاصة للأطفال المصابين بالشلل. لتتسلح بالإرادة اللازمة وتنطلق في إنشائها. وعندما لمست فرحة الأطفال، خطر على بالها فكرة توسيع هذه المبادرة على صعيد العالم العربي والعالم. فأطلقت على فيسبوك مبادرة مرجوحة وضحكة في العالم العربي. وكان الأردن أول من تبنى هذه الفكرة، وبعدها تبنتها جمعيات في كل من الأردن وفلسطين وسوريا والكويت والعراق وليبيا وتونس...
فنجحت هذه الأم بتحقيق حلم آلاف الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة في العالم العربي من خلال صنع أرجوحة خاصة بهم.
لا شك أنّ محمود بكل ما يفعله بطل بكل ما للكلمة من معنى، وهذا بفضل أمه الخارقة والمناضلة التي لم تسمح للحزن بالتغلب عليها لتُقاتل لأجل محمود حتّى الرمق الأخير.
إقرئي أيضاً: