نجاة بلقاسم من راعية أغنام إلى وزيرة

ليست قصة نجاة بلقاسم القصة الأولى الملهمة في التاريخ، ولكن حداثتها في زمننا الحاضر جعلت منها أيقونة ونموذجاً يُحتذى به في العالم.

 

أول امرأة

 

لم تخجل وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي في فرنسا بتاريخ نشأتها ولم تحاول اخفاءها، لا بل زوّدت الإعلام بصورتها وهي صغيرة، ترعى الأغنام.

 

نعم، نجاة بلقاسم، المغربية المولودة في العام 1977، من جماعة بني شكر، التي ترعرعت في ريف قريب من منطقة الناظور المغربية، وكانت تساعد في رعاية الأغنام في الحقول، هي التي أصبحت أول امرأة فرنسية وزيرة للتربية والتعليم.

 

هي الثانية ضمن عائلة مؤلفة من سبعة أولاد، التحقت ووالدتها بوالدها في أميان في فرنسا، وكان الأخير مهاجراً يعمل في مجال البناء.

 

درست في فرنسا ونالت في العام 2002 إجازتها الجامعية من معهد الدراسات السياسية في باريس. وفي الجامعة تعرّفت على بوريس فالو وتزوّجته في العام 2005.

 

غمار السياسة

 

بدأ اهتمامها بالسياسة والعمل في الشأن العام مبكراً، وانضمت في عام تخرجها إلى الحزب الاشتراكي الفرنسي، وفريق رئيس بلدية ليون جيرار كولومب العام 2003، حيث قادت التحرّكات من أجل دعم الديمقراطية المحلية ومكافحة التمييز العنصري وتوفير العمل والسكن.

 

ما لبثت في العام 2004 أن انتخبت لعضوية المجلس الإقليمي في رون- الألب، مترئّسة لجنته الثقافية، لتستقيل في العام 2008. وكانت في هذه الفترة قد أصبحت مستشارة في الحزب الاشتراكي، وكاتبة عمود في برنامج ثقافي على شاشة تلفزيون ليون.

 

وفي العام 2007، التحقت بفريق سيغولين روايال كمتحدثة رسمية لحملتها الانتخابية. وفي آذار/ مارس العام 2008، انتخبت مستشارة عامة لقسم رون مع نيلها 58.53 % من الأصوات في الجولة الثانية.

 

عيّنت في آيار/ مايو العام 2012 في حكومة فرنسوا هولاند وزيرةً لحقوق المرأة والناطقة باسم الحكومة.

 

محطّات

 

من آرائها الشهيرة ومواقفها، أنها دعمت الرقابة الفرنسية على تويتر لإزالة كل خطاب عنصري يحثّ على الحقد والكراهية، وعن المثلية الجنسية ترى أن قوننتها مسألة تتعلق بالتطوّر التاريخي.

 

هي متحدثة بارعة ولا تخجل بنشأتها المتواضعة في الريف المغربي ولا بكونها مسلمة.

 

معروفة بابتسامتها الساحرة، وباحترامها لمتابعيها، فهي تضع آراءها على صفحتها الرسمية على الفايسبوك. وتنشر صورها في كل المناسبات والمؤتمرات والنقاشات العلنية التي تشارك بها. وآخرها تهنئتها للفرنسيين المشاركين بالأولمبياد مع ذكر أسماء الفائزين، وإصرارها على جعل الأعوام الدراسية من المدارس إلى الجامعات أعواماً أولمبية عبر التركيز على الرياضة.

scroll load icon