يسرى مارديني... من قارب اللجوء إلى الأولمبياد

لثلاث ساعات ونصف، سبحت يسرى مارديني وشقيقتها سارة بين أمواج المتوسّط المتلاطمة، لايصال زورقهما الى برّ الأمان على شاطىء اليونان. ابنة مدرّب السباحة التي تمارس تلك الرياضة منذ كانت في الثالثة، فكّرت أنّه سيكون عارًا عليها أن تجعل القارب يغرق، وهي سبّاحة محترفة. نزلت إلى الماء، وجرّت القارب مع شقيقها، ولاجئة الثالثة، وبرغم التعب، تمكّنت من النجاة بنفسها وبركّاب القارب جميعًا الذين باتوا مثل عائلتها.

 

تشارك مارديني (18 عامًا) في دورة الألعاب الأولمبية الصيفيّة في ريو (من 5 إلى 21 أغسطس)، ضمن فريق من اللاجئين. تشكّل الفريق بمبادرة من مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة، وسيشارك في المنافسة من دون علم أو نشيد، للمرّة الأولى في تاريخ الألعاب.

 

حظيت قصّة مارديني بمتابعة اعلاميّة كبيرة على الصعيد العالمي. تحكي مارديني كيف تركت عائلتها في دمشق، وانتقلت إلى بيروت، حيث انطلقت رحلة لجوئها. تحكي كيف نامت في غابات أوروبا، وكيف كانت حياتها مهدّدة على الدوام بسبب المهرّبين. تحكي كيف شعرت بالمسؤولية تجاه الأطفال اللاجئين معها في ذات القارب، وكيف ارتمت على الشاطىء حين وصلت، وحمدت ربّها لأنّها وصلت إلى برّ الأمان، بعدما ظلّت تسبهح لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، وشعرت أنّها تكاد تشلّ.

 

تقول إنّها كلما استعادت التجربة في خيالها، لا تصدّق أنّ ذلك حصل بالفعل. بعد فترة وجيزة من وصولها إلى ألمانيا في سبتمبر 2015، بدأت تتدرب في "نادي واسرفروندي سباندو 04" في برلين. وتقول: "أريد أن أمثل جميع اللاجئين لأنني أرغب في أن أثبت للجميع بأنه بعد الألم والعاصفة، يحل الهدوء. أريد أن أحثهم على القيام بأمور جيدة في حياتهم".

 

ويشمل فريق اللاجئين 10 رياضيّين: سباحان من سوريا، ولاعبا جودو من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وعدّاء من إثيوبيا لسباق الماراثون، وخمسة عدائين للمسافات المتوسطة من جنوب السودان، شاركوا أمس في حفلة افتتاح الألعاب الأولمبيّة في البرازيل. ويشمل فريق اللاجئين أيضًا السبّاح السوري رامي أنيس (25 عاماً) من حلب. ويشارك أنيس في مسابقة سباحة 100 متر فراشة، وقد لجأ الى تركيا مع تصاعد أعمال التفجير والخطف في مدينته. ومن تركيا، ركب زورقًا الى جزيرة ساموس اليونانية، ومنها إلى بلجيكا، حيث استكمل تدريباته في السباحة.

scroll load icon