إطلالات درة التونسية تلهم النساء.. هل يعود الأحمر ليكون لون القوة هذا الموسم؟
في عالم الموضة الذي يتبدل فيه كل موسم ما بين ألوان الباستيل الهادئة وتدرجات النود الكلاسيكية، يبدو أن اللون الأحمر يستعد هذا الخريف للعودة بقوة إلى الواجهة، كلونٍ يجمع بين الشغف والهيمنة والأنوثة المتمردة.
ومع ظهور النجمة درة زروق في أكثر من مناسبة أخيرة بإطلالات لافتة تعتمد على الأحمر بدرجاته الجريئة من القرمزي حتى النبيذي، أصبح واضحًا أن هذا اللون لم يعد حكرًا على المناسبات المسائية أو السجادة الحمراء، بل بات رسالة أنثوية جديدة عنوانها الثقة والطاقة.
فهل عاد الأحمر ليكون لون القوة والجرأة في موسم الأناقة القادم؟ أم أنه مجرد ومضة عابرة في سماء الموضة؟
دعونا نكتشف ذلك من خلال إطلالات درة الأخيرة، وسحر هذا اللون الذي لا يعرف الحياد.
درة بالأحمر.. مزيج من الفخامة والأنوثة
تُعد النجمة التونسية درة زروق واحدة من أكثر النجمات العربيات قدرة على توظيف الألوان بما يخدم ملامحها الراقية وشخصيتها المتزنة. فخلال الأشهر الماضية، لفتت الأنظار بعدة إطلالات باللون الأحمر، سواء في المهرجانات الفنية أو جلسات التصوير أو حتى على السجادة الحمراء.
في جلسة تصوير حديثة، فاعتمدت بدلة أنثوية بلون الأحمر النبيذي من خامة المخمل الفاخر، أضافت إليها أحمر شفاه قوي وتسريحة شعر ملساء منسدلة، لتثبت أن الأحمر لا يرمز فقط إلى الرومانسية، بل أيضًا إلى السلطة والسيطرة والثقة بالنفس.
هذه القدرة على التنقل بين الدرجات الحارة من الأحمر دون أن تفقد توازنها الجمالي جعلت من درة مرجعًا في كيفية ارتداء هذا اللون بذكاء وأناقة دون مبالغة.
View this post on Instagram
الأحمر في علم النفس: لون التحذير والإثارة والهيمنة
من الناحية العلمية، لا يأتي تأثير اللون الأحمر من فراغ. فبحسب خبراء علم نفس الألوان، يعد الأحمر أكثر ألوان الطيف وضوحًا وجاذبية للبصر، وذلك بفضل طوله الموجي الكبير، مما يجعله أول ما يلفت انتباه العين. لهذا السبب نراه في إشارات التوقف وصفارات الإنذار وسيارات الإطفاء — كلها رموز ترتبط بالقوة والتحذير.
لكن هذا اللون لا يثير الخوف فقط، بل يحفّز الإثارة والطاقة الجسدية أيضًا. فالتعرّض له أو ارتداؤه يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب والتنفس ورفع ضغط الدم، مما يجعل الإنسان أكثر يقظة وحيوية.
ولهذا يُقال إن اللون الأحمر يمكن أن يمنح مرتديه دفعة من الطاقة والثقة، وهو ما يفسر انجذاب المشاهدين إلى إطلالات درة القوية بالأحمر، وكأنها تبعث رسالة "أنا هنا، لا يمكن تجاهلي".
لون الحب والجاذبية
يرتبط الأحمر في الثقافات حول العالم بمعاني الحب، والرغبة، والعاطفة. فالدراسات الحديثة تؤكد أن من يرتدي هذا اللون يُنظر إليه على أنه أكثر جاذبية.
في تجربة علمية نُشرت في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي عام 2008، طُلب من مجموعة من الرجال تقييم جاذبية امرأة ترتدي ألوانًا مختلفة، فكانت النتيجة أن المرأة التي ترتدي الأحمر حصلت على أعلى درجات الإعجاب.
ولذلك ليس غريبًا أن تختار درة الأحمر في المناسبات الرومانسية أو على السجادة الحمراء، فهو لون يضخ الدفء والأنوثة والثقة في الوقت نفسه. وبينما يعتبر البعض الأسود لون الأناقة المطلقة، ترى درة — والكثير من عاشقات الموضة — أن الأحمر هو الأناقة الصاخبة التي لا تخشى الظهور.
الأحمر لون القوة والسيطرة في بيئة العمل
لم يعد الأحمر حكرًا على الحفلات، بل أصبح من ألوان التمكين المهني في أزياء النساء.
ففي بيئة العمل، يُظهر ارتداء الأحمر استعدادًا للتحدي واتخاذ القرار، إذ يوحي بالقيادة والطموح. كثير من السيدات اليوم يخترن بذلات أو جاكيتات حمراء في الاجتماعات أو المؤتمرات، لإرسال رسالة بصرية فحواها الثقة والحزم.
وتشير الأبحاث إلى أن اللون الأحمر في الملابس يمكن أن يعزز الإحساس بالهيمنة ليس فقط في نظر الآخرين بل في شعور المرأة بذاتها. تمامًا كما يمنح الرياضيين تفوقًا نفسيًا بسيطًا على منافسيهم — وهو ما أثبتته دراسة من أولمبياد أثينا عام 2004، حيث فاز المتسابقون الذين ارتدوا الزي الأحمر بعدد جولات أكبر في الرياضات القتالية.
وهذا يفسر ربما لماذا تختار النجمات مثل درة أو جينيفر لوبيز الأحمر في إطلالاتهن الرسمية: لأنه لون يُعلن القوة دون أن ينطق بكلمة.
View this post on Instagram
كيف تعتمدين الأحمر بطريقة أنيقة مثل درة؟
ليس كل درجات الأحمر تناسب كل بشرة، ولهذا ينصح خبراء التجميل باختيار الدرجة المناسبة لكِ:
الأحمر الكلاسيكي (True Red): يناسب صاحبات البشرة الفاتحة والمتوسطة.
الأحمر الكرزي أو القرمزي: مثالي للبشرة الزيتونية أو القمحية مثل درة.
الأحمر الداكن أو النبيذي: يليق بالبشرة السمراء أو الحنطية، ويضفي عمقًا وأناقة.
للحصول على توازن مثالي، يمكن دمج الأحمر مع الذهبي أو الأسود أو البيج، مع مكياج بسيط يركز على الشفاه القوية والبشرة المشرقة.
أما في الإطلالات النهارية، فاختاري الأحمر في الإكسسوارات — حقيبة، حذاء، أو طلاء أظافر — ليمنحك لمسة من الجرأة دون إفراط.
رمزية اللون الأحمر في الموضة والثقافة
يُعد الأحمر من الألوان التي لا تعرف الانقراض في الموضة. من فساتين مارلين مونرو في الخمسينات، إلى الريد كاربت في كل حفل عالمي، ظل هذا اللون يرمز إلى الهيمنة والرغبة في لفت الأنظار.
بل إن مفهوم “السجادة الحمراء” نفسه أصبح تعبيرًا عن الفخامة والتميز، لأن اللون يرمز إلى المكانة والاحتفاء.
في الثقافة الشرقية، الأحمر هو لون السعادة والزواج والخصوبة. وفي الثقافات الغربية، هو لون الحب والعيد والاحتفال.
أما في الموضة الحديثة، فيحمل الأحمر رسالة مزدوجة: حب الذات أولاً، ثم الجاذبية نحو العالم.
التوازن بين الشغف والهدوء
رغم كل طاقته الإيجابية، يحذر بعض خبراء الألوان من الإفراط في استخدام الأحمر لأنه قد يثير مشاعر الغضب أو الاندفاع في بعض الحالات.
لذلك، يُنصح بمزجه مع ألوان محايدة مثل الأبيض أو الرمادي أو الذهبي، لتحقيق توازن بصري ونفسي. فالأناقة لا تعني الصخب، بل القدرة على السيطرة على الطاقة التي يبعثها اللون.
درة تلهم النساء لاختيار الأحمر بثقة
من خلال إطلالاتها الأخيرة، استطاعت درة أن تعيد للأحمر هيبته كرمز أنثوي للقوة والإثارة والجمال.
اختياراتها المدروسة بين البساطة والرقي جعلت هذا اللون يبدو كأنه امتداد لشخصيتها القوية الهادئة.
فالأحمر ليس فقط لون الفساتين اللافتة، بل لغة طاقة تعبّر عن امرأة تعرف قيمتها، وتثق في حضورها، وتملك شغفها الخاص.
هذا الخريف، إذا كنتِ تبحثين عن لون يعكس ثقتك، شجاعتك، وحبك للحياة — فلا تترددي في أن تجعلي الأحمر صديقك الجديد، تمامًا كما فعلت درة.
نصيحة ختامية:
ابدئي بخطوة صغيرة — أحمر شفاه جديد، أو حقيبة لامعة — ودعي اللون يتحدث عنك قبل أن تتحدثي أنتِ.
ففي عالمٍ يزدحم بالألوان الباهتة، تبقى من ترتدي الأحمر امرأة لا تُنسى.