“الموضة" من أكثر العوامل المسببة للتلوّث!
منّ منا لا تعشق عالم الموضة والأناقة؟ فقد ساهمت الموضة منذ بدايتها في إبراز جمال المرأة وأنوثتها وهي اليوم من المكمّلات والأساسيات لمنح المرأة إطلالة جذّابة وعصرية. وفي كلّ موسم ننتظر بشوق وحماس للإطّلاع على آخر الصيحات التي تطلّقها أهم الماركات العالمية ضمن أسابيع الموضة من أجل أن نأخذ فكرة عن أجدد الأساليب الرائجة التي تسيطر على منصّات عروض الأزياء.
ولكن الخبر الصادم هو أن الموضة لا تقتصر فقط على منافعها الجمالية لأنها ليست فقط كما نظنّ!
هل فكّرت يوماً أن الأزياء التي تشترينها يمكن أن تسبب تلوّثاً بيئياً؟ من ناحيتي أنا لا، لم تخطر ببالي الفكرة أبداً من قبل.
على ما يبدو، إن الموضة لا تصب في مصلحتنا دائماً إذ إنها بحسب ما توصّلت إليه آخر الدراسات من أكثر العوامل المسببة للتلوّث! كيف؟
في إطار بعض الأبحاث التي أجرتها وكالة التجارة الدولية التابعة للأمم المتحدة، يعتبر قطاع الموضة ثاني أكبر مسبب للتلوّث. وتؤدّي صناعة الملابس والأكسسوارات إلى انبعاث غازات سامة بنسبة تفوق الإنبعاثات الملوّثة الناجمة عن الطائرات والبواخر.
من هذا المنطلق، توصّلت مجموعة من أهم الماركات ودور الأزياء العالمية الكبرى منها شانيل وبرادا وفيرساتشي وبربري إلى ايجاد حلّ لهذه المشكلة من خلال التحالف والتوقيع على "اتفاقية الموضة" ضمن اجتماع قمة مجموعة السبع في فرنسا، وذلك بهدف تقليص التلوّث البيئي الناجم عن صناعة الأزياء.
تشكّل الشركات والعلامات الموقّعة على هذا الإتفاق حوالى 30% من مصنّعي الأزياء في العالم، ولكن ستعمل هذه الماركات على اتّخاذ إجراءات مهمّة وفعالة من أجل تخفيض التلوّث البيئي والقضاء على الغازات الدفيئة التي تنتج عن صناعات الموضة والأنسجة. فبحسب ما أظهرته الدراسة التي أجرتها وزارة البيئة الفرنسية، حوالى 6% من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم صادرة عن قطاع النسيج وحده وهو مسؤول أيضاً عن حوالى 30% من النفايات البلاستيكية التي ترمى في المحيطات.
والأمر لا يتوقّف فقط عند هذا الحدّ إذ إن قطاع النسيج أيضاً مسؤول عن 10 % من انبعاث ثاني أكسيد الكربون و20% من تلوّث المياه. وإذ استمرّت صناعة الموضة والنسيج على حالها من المتوقّع أن تزداد انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 60% أو أكثر في حال لم يتمّ اتّخاذ أي تدابير جديدة وبالتالي سيزيد الإحتباس الحراري.
من الضروري أن يبدأ مصنّعو الموضة باتّخاذ التدابير اللازمة لحماية البيئة من الكارثة ولكن بهذه الحالة، ماذا سيحصل بصناعة الموضة؟ وإلى أي مدى ستتأثّر الماركات العالمية؟
اقرئي أيضاً: