يجد الأطفال المصابون بالتوحّد صعوبة في التواصل مع الآخرين، وصعوبة في التعبير عن رغباتهم وعمّا يشعرون به. لذلك قد تجد بعض الأمّهات مشكلة في فهم الحالة، أو يتأخرن في تشخصي حقيقة لمشكلة. تختلف أعراض التوحّد من طفل إلى آخر، وقد تتشعّب كثيراً، فبعض الأطفال المتوحدين ينزعجون من الضوء العالي مثلاً، أو من صوت شرب العصير، ويصابون بنوبة صراخ. ولكن، هناك بعض الأعراض العامّة التي يمكن أن تساعد الأهل في فهم مرض أولادهم.
تشخّص حالة معظم المصابين بالتوحّد قبل أن يبلغوا سنّ الثالثة، ولكن، في بعض الحالات، يتأخّر التشخصي إلى سنّ السادسة، أو حتّى الثانية عشرة. في حالات نادرة، يتأخّر التشخيص إلى سنّ الرشد.
في الأشهر الأولى من عمرهم، قلّما يصدر الأطفال المتوحدون أصواتاً، أو غمغمات، كحال الأطفال الآخرين. ومع التقدّم في السنّ، سيجدون صعوبة في فهم محيطهم الاجتماعي، إذ يتجنبون النظر مباشرةً في عيون الآخرين، ولا يفهموم تعابير الوجوه، ولا لغة الجسد. لهذا السبب، يفضّل الأفطال المتوحّدون اللعب وحدهم.
إلى جانب فقدانهم المهارات الاجتماعيّة، يجد المتوحدّون صعوبة في تعلّم النطق، وعوضاً عن تعلّم اللغة أو الكلام، قد يحاولون تقليد أصوات الآخرين أو كلامهم. ومع صعوبة التعبير بالكلام، يجد المتوحدون طرقاً أخرى للتعبير عن القلق أو الفرح، من خلال تحريك أيديهم.
بعض الأطفال المتوحّدين لا يتقبّلون أيّ تغيير يطرأ على روتينهم اليومي، ويفضّلون التواجد في مكان نظيف ومرتّب. وفي أغلب الأحيان، يعاني الأطفال المتوحدون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، إلى جانب أعراض قلق واكتئاب