اكتشفي كيفية التعامل مع الطفل العنيد

اكتشفي كيفية التعامل مع الطفل العنيد

محتويات

لا شك بأن تربية الأطفال هي من أصعب المهام التي يتولاها الأهل، فهم يواجهون تحديات ومصاعب متعددة ويجدون أنفسهم عاجزين في بعض المواقف وحائرين بشأن كيفية التعامل مع الطفل العنيد. يبدأ الطفل لغاية عمر 3 سنوات ببناء أساسات شخصيته وتكوينها، لذا قد تكون هذه المرحلة الأصعب بالنسبة إلى الأهل كونهم سيكتشفون جوانب جديدة من شخصية طفلهم، وسيتعيّن عليهم تقويمها إذا لزم الأمر أو في حال كانت مضرّة بحياته في المستقبل وبأجواء المنزل السليمة.

إذًا، كيف أتعامل مع الطفل العنيد الذي لا يسمع الكلام

 

كيفية التعامل مع الطفل العنيد

إذا سألنا مجموعة من الأمهات عما يُتعبهنّ في شخصية أطفالهن، لجاوبن غالبيتهنّ بالمعاندة. فمن الطبيعي أن يمر الطفل بمرحلة يكون فيها عنيدًا، ولكن يجب التدخل بشكل سريع وصحيح لتخفيف عناده وإلا فات الأوان. 

أملك شخصيًا تجربة خاصة مع الأطفال، إذ لدي طفلة بعمر 3 سنوات تقريبًا مرّت بدورها في مرحلة المعاندة ونجحنا سويًا في تخطيها بنجاح ورويّة. إليك كيفية التعامل مع الطفل العنيد:

 

 لا تبادلي معاندته بالصراخ

عندما يبدأ طفلك بالمعاندة في موقف ما، يسبب لك الإحراج لاسيما إذا حدث ذلك أمام الناس. قاومي رغبتك بالصراخ عليه، وتكلّمي معه بصوت منخفض ولكن حازم في آن بدون أن تهدديه بما يخيفه. فإذا قامت طفلتي مثلاً بمعاندتي لأشتري لها إحدى الحلويات التي تضر بصحتها، أتكلم معها برويّة وأشرح لها سبب امتناعي عن شرائها حتى تهدأ، ثم أشتري لها غرضًا آخرًا أراه مناسب أكثر لصحتها. أما إذا أصرت على المعاندة حتى بعد محاولاتي، فأتجاهل المعاندة وأؤنبها في المنزل على انفراد.

 

 إياك والضرب

لا تظني بتاتًا أن الضرب طريقة فعالة للتعامل مع طفلك العنيد، فهو مؤذي لشخصيته ويزيد من حدّة المعاندة مع الوقت. لذا امتنعي كليًا عن ضرب طفلك العنيد لاسيما أمام الناس، وبادليه بالتفهم والحزم في آن. وتذكّري أن العنف الجسدي واللفظي لا ينفكان يفتكان في شخصية الطفل حتى بعد بلوغه.

 

 لا تجعليه يشعر بتسّلطك عليه، بل بسلطتك

من الطبيعي أن يبادلك الطفل العنيد بالرفض والمقاومة إذا تعاملت معه بتسلّط وحزم دون بلورة الأسباب والدوافع. فهو يبني في هذه المرحلة شخصيته الخاصة وآخر ما يريده هو الشعور بالهزيمة. اجلسي بقربه وانظري في عينيه واشرحي له سبب رفضك للأمر الذي يريده، وعامليه كصديقة وليس كأم له.

 

افهمي من الأسباب الكامنة وراء سلوكهم

يمكن أن يكون الأطفال عنيدون لعدة أسباب. قد يكون بسبب نقص الثقة بالنفس وبالآخرين، أو الخوف من التغيير، أو الشعور بالإرهاق والتعب، أو الرغبة في السيطرة والاستقلال.  يمكن أن يساعدك فهم السبب الجذري لسلوكهم في الرد بطريقة أكثر ملاءمة وتعاطفًا.

 

تجنبي استخدام صراعات القوة

الانخراط في صراعات على السلطة مع طفل عنيد يعزز فقط مقاومته ويخلق ديناميكية سلبية لديه في مواجهتكِ. بدلاً من ذلك، حاولي استخدام التعزيز الإيجابي لتشجيع التعاون والعادات الجيدة لديه.

 

ضعي حدودًا واضحة ومتسقة

يحتاج الأطفال إلى معرفة ما هو متوقع منهم وماذا ستكون العواقب إذا لم يلبوا تلك التوقعات.  عند وضع الحدود، كوني واضحة ومتسقة وهادئة. سيعرف الطفل مسؤولياته وحقوقه.

 

عرض الخيارات

يمكن أن يؤدي منح الأطفال خيارات إلى تمكينهم ومساعدتهم على الشعور بمزيد من التحكم والإدارة. يمكن أن يساعد ذلك أيضًا في تقليل مقاومتهم وزيادة استعدادهم للتعاون معكِ وفهم ما تريدينه منهم.

 

استخدمي لغة إيجابية

الطريقة التي تتواصلين بها مع طفلك يمكن أن تؤثر بشكل كبير على سلوكه. حاولي استخدام لغة إيجابية تركز على ما يفعلونه بشكل صحيح، بدلاً من ما يفعلونه بشكل خاطئ.

 

 أظهري التعاطف

يحتاج الأطفال إلى الشعور بأنهم مسموعون ومفهومون.  عندما يكون طفلك عنيدًا، حاولي أن تضعي نفسك في مكانه وتفهمي وجهة نظره. يمكن أن يساعد إظهار التعاطف في نزع فتيل الموقف الصعب وتحسين العلاقة بينك وبين طفلك. وتذكّري، لقد كنتِ طفلة يومًا ما وقد تمنّيتِ لو فهم أحدهم وجهة نظركِ من منظوركِ الشخصي.

 

استخدمي الفكاهة

يمكن أن تكون الفكاهة أداة رائعة لنزع التوتر ومساعدة الأطفال على التفتيح. حاولي أن تجدي الدعابة في الموقف واستخدميها لجعل الطفل أكثر تقبلاً لاقتراحاتك.

 

امنحي الوقت والمساحة

في بعض الأحيان، يحتاج الأطفال فقط إلى الوقت والمساحة لمعالجة مشاعرهم والتوصل إلى قرار بأنفسهم. امنحيهم الوقت الذي يحتاجون إليه، ولا تضغطي عليهم لاتخاذ قرار على الفور.

 

التحلي بالصبر

التعامل مع الطفل العنيد يتطلب الصبر والمثابرة. تذكري أن التغيير يستغرق وقتًا، وأن طفلك لا يزال يتعلم وينمو.

 

اطلبي المساعدة الخارجية

إذا كنت تكافحين للتعامل مع سلوك طفلك العنيد، فلا تخافي من طلب المساعدة الخارجية. يمكن أن يساعدك التحدث إلى معالج أو مستشار على فهم طفلك بشكل أفضل وتزويدك باستراتيجيات إضافية للتعامل مع سلوكه. 

قد يكون التعامل مع طفل عنيد تحديًا، ولكنه ممكن. باستخدام التعزيز الإيجابي والحدود الواضحة والتعاطف ومجموعة متنوعة من الاستراتيجيات الأخرى، يمكنك مساعدة طفلك على أن يصبح أكثر تعاونًا ومرونة. تذكري التحلي بالصبر والإصرار، واطلبي المساعدة الخارجية إذا لزم الأمر. 

قدّمنا لك بعض الطرق الفعالة حول كيفية التعامل مع الطفل العنيد على أمل على تفيدك مع أطفالك.

 

اقرئي أيضًا:

كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنة والنصف

متى ينتهي بكاء الطفل الرضيع؟

scroll load icon