"الزوجة التقليدية" ترند جديد... هل هو حقيقة أم قصص مزيفة؟
خلال تصفحك مواقع التواصل الاجتماعي، لعله وقع بين يديك فيديو أوصور لسيدات، ذات مظهر أنيق، يرتدين ثياباً تذكرك بالخمسينيات، ويقمن بالأعمال المنزلية. هؤلاء يا عزيزتي يعرفن بـ Tradwife أو "الزوجة التقليدية". ما هو هذا الترند؟ هل لديه خلفيات إجتماعية وسياسية؟ وهل هو حقيقة أم قصص مزيفة؟
معنى Tradwife
Tradwife مصطلح يمزج بين كلمتي traditional (تقليدية) وwife (زوجة)، ومعناه "الزوجة التقليدية".
وهو مفهوم يشير الى مجموعة من النساء الغربيات الناشطات على الإنترنت واللواتي يرين في التخلي عن الوظيفة والبقاء في البيت لطهي الطعام وتنظيف المنزل ورعاية الأطفال وطاعة الزوج، أساس حياة أسرية سعيدة. في حين يكون الزوج هو المعيل الرئيسي للأسرة.
انطلاق هذا الترند
برزت هذه الحركة بوضوح عام 2020 خلال جائحة كورونا، وتدعو الى العودة لنمط الحياة التقليدي الذي يرتكز على الأدوار المنزلية والابتعاد عن فكرة الاستقلال المالي للمرأة. ولا تزال تستمر حتى أيامنا هذه.
ويعود سبب تنامي هذه الظاهرة على الإنترنت، لأسباب عدة. أبرزها اعتماد "الزوجات التقليديات" الطبيعة الشاعرية للمحتوى الذي تقدمنه، فيتضمن مناظر طبيعية خلابة وإضاءة مبهرة وصورة نمطية تقليدية للمرأة والرجل تعود إلى حقبة زمنية أكثر بساطة.
الزوجة التقليدية VS الحركات النسوية
الجدل حول هذا الترند ينبع من كونه يتعارض مع الحركات النسوية التي تدعو للمساواة بين الجنسين في كل المجالات. إذ يرى البعض أن هذا النمط يعيد النساء إلى أدوار تقليدية قديمة، بينما يعتبره آخرون خيارًا شخصيًا يعبر عن حرية الاختيار، وليس بالضرورة تقليلاً من شأن المرأة.
وهناك رأي ثالث يقول إن فكرة النسوية خذلت السيدات، وأرهقتهن، لأن عليهن العمل بجهد وتحقيق أحلامهن وفي الوقت عينه العودة الى المنزل والاعتناء بعائلتهن والقيام بالأعمال المنزلية، وإن تشاركن هذه الأعمال مع أزواجهن، فهن يتعبن كثيراً ويشعرن بأن ضغط الحياة كبير جداً. لذا لجأن وأيّدن حركة "الزوجة التقليدية"، إذ أصبح تقسيم الأعباء أكثر عدلًا وقلل من التوتر بالنسبة لهن ولأسرهن بشكل عام.
خلفيات سياسية؟
في حين يرى البعض في هذا الترند مجرد اختيار حر من بعض النساء لتكريس وقتهن للأسرة، كما ذكرنا، يحذر منه آخرون ويرون أنه يتقاطع مع أفكار يمينية متشددة، ومن شأنه تقويض الحقوق التي حاربت النساء من أجل نيلها.
شكوك حول الاستقلال المالي
إن أشهر دعاة هذه الحركة على الانترنت هن نساء غربيات ينشطن على تيكتوك وانستغرام، ويشاركن صوراً مستوحاة من خمسينات القرن الماضي. وهؤلاء المؤثرات، اللواتي يروجن للاعتماد على الأزواج مادياً، يكسبن المال من منصات التواصل الاجتماعي مقابل ما ينشرن من فيديوهات مثيرة للجدل. بالإضافة الى الاعلانات التي تدفع لهنّ مقابل نشر محتوى محدد.
صورة مزيفة؟
تواجه هذه الحركة أيضاً، انتقادات لترويجها صورة مزيفة عن حياة المرأة تقليدية. إذ تظهر فيها أغلب المشاركات في أبهى حلة أثناء القيام بالأعمال المنزلية. يضعن المكياج، ويلبسن ثياباً ضيقة تبقى نظيفة طوال الوقت، والابتسامة لا تفارق وجههن.
في حين أنه على أرض الواقع، المرأة عند قيامها بالأعمال المنزلية لا تتزين وترتدي ثياباً مريحة. فيكون مظهرها مختلفاً جدًّا عما نراه مع الزوجات التقليديات.
نارا سميث أبرز مثال
إن عارضة الأزياء نارا سميث، البالغة 22 عاماً، أبرز مثال عن "الزوجة التقليدية"، وربما الأكثر تثيلاً للجدل الحاصل حول هذه الحركة. فالبعض يعتبرها مكروهة بينما يجدها آخرون مُلهمة.
@naraazizasmith ???????? #easyrecipe #homecooking #fypツ #snack #cheetos #marriage ♬ Nice and Easy - Louis Adrien
وأنت يا عزيزتي، ما هو رأيك بـ"الزوجة التقليدية"؟ هل من الممكن أن تجربي هذا الترند؟