الشريك يكذب أم يتفادى المواجهة؟

في علاقة زوجية تعمّها الصراحة وتتوّجها الثقة، قد يبدو غريباً أن نكتشف كذباً غير مباشر يتمّ تمريره بين السطور. هو إخفاء حقيقة أكثر منه كذباً.

لماذا يكذب الشركات الشريكة  أو يتفادى قول بعض الأمور كما هي؟ ما هي الأسباب؟

 

مسائل عابرة

 

يعتقد الشريك أن عدم البوح ببعض الأمور لن يؤثر على العلاقة، لا بل إن البوح بها قد يؤثر سلباً، فيفضّل الشريك الإبقاء على الأمر سريّاً.

تندرج هنا كمثال، تعليق الأخ أو الأخت على مسألة تخص شريكنا، وقد يؤثر الافصاح عنها سلباً على العلاقة. أو أن تقول الحماة قولاً اعتباطياً نجد أن نقله لا يفيد لا بل قد يوتّر العلاقة مع الأهل.

 

مسائل دقيقة

 

لقاء بالصدفة في مكان عام مع حبيب سابقة، وتحية عادية عابرة. يحرص الشريك في بعض الأحيان على عدم ذكر اللقاء العابر هذا لعدم أهميّته من جهة، ولتفادي إثارة غيرة غير مبرّرة لدى الطرف الآخر.

هذا النوع من تحاشي قول الحقيقة يوضع أيضاً في خانة مراعاة مشاعر الآخرين.

 

تفادي المواجهة

 

يلجأ الشريك إلى تفادي المواجهة في مسائل قد تؤدي إلى نشوء خلاف وتوتّر في الأجواء.

لهذا التفادي حسنات وسيئات، ومن حسناته عدم توتير الأجواء، ومن سيئاته تأجيل حسم الأمور التي تستدعي اتخاذ قرارات تتعلق بحياة الشريكين وقد يؤدي تأجيل النقاش أو البوح بوقائع أو أفكار معيّنة إلى تفاقم المشكلة فيما بعد.

ينصح متخصصون استشاريون في العلاقات الزوجية بالاستعاضة عن الإخفاء، بالمصارحة مع طلب إرجاء النقاش لوقت آخر تفادياً لما قد ينتج عن النقاش من توتر وقلق وانزعاج.

 

الهروب كما الغزال

 

ليس بالوسع إزاء بعض الكذب، وخصوصاً بين شريكين يجمع بينهما الاحترام والثقة، إلا اعتباره هروباً "كما الغزال". هنا، يكون الشريك في وضع لا يسمح له بالمواجهة، إما بسبب اجهاده أو تعبه النفسي، وإما لأنه يعرف مسبقاً أن ما قام به – وإن بقناعة ذاتية- لن يعجب الطرف الآخر في كل الحالات.

يكذب، أو أنه يتحاشى الإجابة المباشرة على الموضوع إذا سئل عنه، عبر قول كلمات لا تخالف الواقع ولكنّها لا تعبّر عن الحقيقة ولا تدلّ إليها. 

scroll load icon