حين نكون أكثر تعليماً من أزواجنا...
من الطبيعي أن نجد في عالمنا العربي أزواجاً، يتفوق فيها الزوج بمستواه العلمي، أو أنهما يكونان متعادلان في أغلب الأحيان ويحملان مستوى الشهادة عينه. أما أن تتفوق الزوجة علمياً على الرجل فهو أمر غير مألوف كثيراً، قد يولّد عقدة نقص لدى أحد الطرفين، وقد تتطور إلى حدّ خلق فجوة بينهما.
يختلف الموضوع بين ثنائي وآخر، وذلك بحسب نسبة الوعي لدى الطرفين، وبحسب تقدير الزوجة للأمور وحبّها واحترامها لزوجها.
يلجأ بعضهن، وبعد مرور فترة من الزمن بالطبع، إلى تعيير الزوج بأنه لا يملك شهادة جامعية، ومعاملته بفوقية والتذمّر من غياب لغةٍ مشتركة بينهما. لكن من المعلوم أن هذه المعاملة لا تفضي إلى شيء، وقد توصل في نهاية المطاف إلى الانفصال.
في المقابل، يشجّع بعض الأزواج زوجاتهن لاستكمال تحصيلهن العلمي، من دون أن يشكّل الأمر أي عقدة نقص لدى الزوج، ذلك أن الثقافة واكتساب المعرفة والتجربة والخبرة في الحياة توازي الشهادات الجامعية.
الارتباط بين الرجل والمرأة قد يتمّ بدافع الحب والتفاهم، الذي ينشأ عن حدوث لغة مشتركة، بغض النظر عما إذا كان هناك فارق في المستوى الأكاديمي لمصلحة أيٍ منهما. فالمرأة إذا وجدت مواصفات محدّدة في رجل يراعي مشاعرها ويهتم بها ويحترم حاجتها إليه، تراها تشعر بالاطمئنان وتنسجم معه حتى لو كانت أعلى منه شهادة علميةً.
لذلك علينا حين نختار زوجاً مستواه التعليمي أقل من في مستوى تعليمنا، أن نلتزم بخيارنا، وندرك حاجتنا إلى الحب والارتباط، خصوصاً عندما يحبنا الشريك لذاتنا ويقدّرنا ويحترمنا ويتمتّع بكل مواصفات الزوج القادر على احتوائنا واستيعابنا.