دعوا المراهقين ينامون!

ما إن يبدأ العام الدراسي حتى نسمع شكوى الأهل من معاناتهم في إيقاظ أولادهم للذهاب إلى المدرسة. أظهرت دراسات متعددة حول حاجات النوم عند المراهقين، أن نمو دماغهم في هذه المرحلة يحتاج إلى ساعات محدّدة من النوم.

فهل تعمد المدارس إلى تأخير توقيتها الصباحي؟

 

من الساعة 10:45 ليلاً حتى الساعة السابعة صباحاً، هو الوقت الذي يستطيع فيه المراهق أو المراهقة اللجوء إلى النوم. ليس قبل هذا الوقت وليس بعده. هو الوقت الذي يبدأ فيه إفراز مادة الميلاتونين في الدماغ وينتهي، والذي لا يستطيع المراهق النوم قبل بدء إفرازه، ويجد صعوبة في الاستيقاظ إن لم تكن عملية الإفراز قد توقّفت. كيف سيتمكّن المراهق من تحضير نفسه وتناول الفطور والذهاب إلى المدرسة قبل الثامنة صباحاً؟

 

هذه الدراسات صدرت عن عدة مؤسسات بحوث علمية، منها المؤسسة الوطنية للنوم National Sleep Foundation وجامعة براون في الولايات المتحدة الأميركية. وبناءً على نتائجها التي نشرت منذ العام 2008 وحتى اليوم، عمدت بعض المدارس إلى تغيير توقيت الشروع بالحصص للمراهقين حصراً.

 

وقد عمدت هذه المدارس إلى توعية الأهل حول موعد نوم المراهقين الذي يختلف عن مواعيد نوم الأطفال والأولاد والبالغين.

 

إن عدداً من المراهقين، يعترفون أنّهم حتى لو خلدوا إلى النوم باكراً فهم يبقون يراقبون السقف أو يفكرون ولا يتمكنون من النوم إلا عند الساعة 10:45 ليلاً. وحين يستيقظون قسراً للّحاق بباص المدرسة، فهم يمضون الساعات الأولى من الحصص شبه نائمين ومتوترين.

 

الدراسات التي ركزت على توقيت النوم عند المراهقين، أشارت إلى أن معظم المشاكل التي نواجهها معهم، هي في غالبيتها بسبب توترهم وحاجتهم إلى النوم. لا بل إن بعض التلامذة المراهقين يلجأون إلى شرب الكافيين والدخان – وإن بالخفاء- كي يتمكنوا من مواكبة فرض الاستيقاظ باكراً. في حين أن المدارس التي أخّرت في توقيت الشروع بإعطاء الحصص، رصدت زيادة في التركيز لدى التلامذة، وانتاجية أفضل. 

scroll load icon