ريم السعيدي: ما حصل في الطائرة لن أنساه ما حييت وهذه قصتي مع بيلا

محتويات

    في مقابلة حصرية لها مع موقع يومياتي كشفت ريم السعيدي عن جمال لحظات الأمومة التي تعيشها اليوم مع ابنتها، وحدثتنا عن حياتها الخاصة، وهذه الرسالة التي وجهتها لكل أم...

    حدّثينا عن اختبارك للأمومة وعن حادثة طريفة حصلت معك

    الأمومة هي على ما أعتقد أصعب وأجمل شيء في الدنيا. ليس من السهل أن تكوني أماً، وأن تهتمي بطفل يعتمد في كل الأمور عليك. إن الاستيقاظ عند الساعة الثالثة والرابعة فجراً وكل ساعتين ليس سهلاً، وتبقى الأمومة الأجمل لأنها أروع شعور في الدنيا: إبنتي بيلا هي سعادتي في الدنيا، وهي كل شيء بالنسبة اليّ. كل ما تضعين فيه الكثير من التعب يتحوّل ليصبح أجمل شيء في حياتك، وبخاصة إن كان من لحمك ودمك.

    أما من حيث الأمر الطريف الذي حصل معي، فهناك حادثة لن أنساها مدى عمري. إضطررت أن أترك بيلا مرة مع والدتي وأن أتوجه الى ميلانو لجلب أوراقها فغبت عنها لفترة 24 ساعة فقط. تركت لبيلا حليب الرضاعة الطبيعية ولكنني لم أتمكن من ترك الكمية المطلوبة فسألت أمي أن تقدم لها زجاجة الحليب الصناعي بدل وجبة الرضاعة للمرة الأولى منذ ولادتها. عندما كنت في المطار وقبل صعودي الى الطائرة أخبرتني أمي عبر الهاتف بأن بيلا تبكي بشكل متواصل فحاولت التحدث اليها من خلال الكاميرا ولكنها لم تتوقف عن البكاء وبكيت بدوري. عند جلوسي في الطائرة اتصلت بي أمي قبل الإقلاع وأخبرتني أنها قدمت الزجاجة لابنتي ولكنها لم تشرب الحليب وبعدها انطلقنا الى ميلانو. هنا كان شعوري مؤلماً ولم أعلم ما الذي عليّ فعله، وكيف ستتمكن بيلا من انتظار عودتي من دون طعام، فتوجهت الى الحمام وقمت بشفط يدوي للحليب وكنت متأكدة من أن الطائرة، وبما أنها تابعة للطيران التونسي ستعود الى تونس، فقصدت حينها المضيفة باكية وطلبت منها أن تجلب زجاجة الحليب الطبيعي معها في طريق العودة وتسلمها لشقيقتي في المطار، ولكن مع صدمتها تعاطفت معي وقبلت طبعاً وهذه الحادثة لن أنساها طوال حياتي.

     

    بما أننا نراك تسافرين كثيراً هل من الصعب التنقل بين البلدان مع طفلة رضيعة؟

    أكيد من الصعب التنقل مع طفل، ولكن الأصعب هو عدم تنقلكما معاً، بخاصة إن كنت أماً مرضعة. أفضل عادة أن آخذ إبنتي معي لأنني لا أحتمل أن تغيب عني لأكثر من ساعة أو اثنين في اليوم. المرة الوحيدة التي سافرت بها من دون ابنتي كانت الى ميلانو كما ذكرت ولم أتمكن حتى من النوم، على الرغم من أنني اعتقدت بأنني سأحظى بليلة نوم هانئة، إلا أنني بقيت صاحية أبكي طوال الليل وأعد الساعات لأعود الى ابنتي. لذلك، مع العودة الى الموضوع، بالطبع من الصعب السفر مع طفل، فهو يبكي بشكل مستمر، وابنتي بالتحديد أصبحت بعمر الستة أشهر ولا تحب أن تنحصر في المكان عينه لفترة طويلة، وخلال السفر أجلسها في حضني على الطائرة وهذا الأمر يزعجها بالطبع الى جانب الضغط الجوي الذي يؤلم أذنيها...

     

    برأيك أي مرحلة هي الأسهل الرضاعة الطبيعية أو تقديم الأطعمة الجامدة للطفل؟

    الرضاعة هي من أصعب المراحل التي تمر بها الأم، لذلك تستسلم الكثيرات من بينهن، وأنا كنت أعاني من الأمر لشهرين وكنت أبكي يومياً كلما كانت بيلا تريد الرضاعة. أول شهرين كانا من بين الأصعب، استخدمت الأدوية وتحاورت مع مشرفين على الرضاعة بين لبنان وإيطاليا، حتى أنني بحثت عن حلول على يوتيوب ولكنني لم أجد ما يساعدني الى أن بلغت ابنتي الشهرين وأصبحت تعلم كيف يمكنها أن ترضع وأنا اعتدت وتعلمت منها لأن هذه التجربة تكون بين الأم والطفل معاً. من حيث الأطعمة الجامدة، يقال إن الطفل يعي نكهة الطعام من خلال الرضاعة الطبيعية التي تمرره له بالحليب، فالحمدلله بيلا تقبلت الأطعمة الجامدة ولم ترفضها. اتبعت نصيحة الطبيبة التي طلبت مني أن أتناول الطعام أمامها لترغب به، فقمت بذلك، وكنت أدخلها معي الى المطبخ وخطوة بخطوة قدمت لها الطعام بعمر الخمسة أشهر ونصف لأنها رغبت به.

     

    كيف أصبحت العلاقة بينك وبين وسام مع ولادة طفلتكما؟

    بحال لم يدعم الشريكان بعضهما، وبحال لم يحبا بعضهما بشكل كاف، قد يشكل تواجد طفل بينهما عائقاً لحياتهما معاً فيبتعدان عن بعضهما. أنا أشكر الله على وسام في حياتي لأنه دعمني خلال الحمل وبعد الولادة، وهو يساعدني مع بيلا. الفترة الأولى كانت الأصعب وكان يحاول أن يريحني قدر المستطاع، ولكن اليوم بدأت بيلا تتجاوب معنا وتبتسم لنا، فأصبح الحب بيننا أكبر وهو يزيد يومياً مع وجود ابنتنا. من الجدير أن نذكر بأن بوجود الطفل يعيش الأهل تحت ضغط وهذا طبيعي ولكننا نحاول تفهم الأمور ونتواصل طوال الوقت، وندعم بعضنا.

     

    أنت امرأة عاملة كيف توفقين بين العمل والأمومة وهل المهمة صعبة؟

    من حيث العمل، أحاول مؤخراً ألا أنشغل كثيراً وأخصص كل الوقت لابنتي وأفضل البقاء معها طوال الوقت، وأتركها فقط للتوجه الى النادي الرياضي. منذ ولادتها انشغلت فقط ببرنامج الموضة الذي يعرض على تلفزيون دبي، وفي معظم الوقت كنت أصطحبها معي الى التصوير. أنا متعلقة كثيراً بابنتي ولا أحب أن أتركها وأطمئن عليها طوال الوقت.

     

    ما الرسالة التي توجهينها لكل أم اليوم؟

    هناك الكثير من الأمهات اللواتي يشعرن بأنهن ومهما تممن واجباتهن تجاه أولادهن، مقصّرات، وأنا مررت أيضاً بهذه المراحل، فما أريد قوله لكل أم، أنت أم خارقة وفاضلة حقًّا.

     

    اقرئي أيضاً:

    ريم السعيدي تقدم نصائح للمتابعات عن العناية بالأطفال

    scroll load icon