طفل صغير في عالم الكبار: أين أغراضي؟
طفلك يحلم بأن يكبر وبسرعة، ويقارن طوله بطول الكبار ويتطلع لأن يصبح مثلهم ويحلم أن يتم ذلك بسرعة. ويزيد من رغبته ملاحظته لأشياء لا يستطيع أن يطالها أو استعمالها. وهذا ينبع من روح الفضول وحب الاكتشاف لديه. ولكن فضوله قد يتسبّب بأذيته في بعض الأمور لذا ينصح الأهل دائماً بإقفال الخزائن التي تحتوي على أدوية أو على مستحضرات التنظيف، عدم ترك الطفل لوحده في الحمام.
ولكن بوسع الأهل أن يوفروا لأطفالهم ما لا يؤذيهم من الأغراض التي صنعت خصيصاً لحجمهم. هناك كراس للحمام صغيرة لحجم الأطفال تثبت على الأرض، وكذلك مغاسل وبانيو بحجم الأطفال، ومنهم من يضعها، إذا كان حجم غرفة الدش والحمام كبيرة إلى جانب تلك الكبيرة ومنهم من يخصص لها مساحتها الخاصة، بغرفة باب لا يقفل. ولكن هذا لا يعني أنه بات بالوسع ترك الطفل في الحمام لوحده.
وللمطبخ، هناك كراس طويلة بمقعد صغير للأطفال، باتت المطاعم توفرها، وهناك أيضاً طاولات وكراس صغيرة لحجم الأطفال كما صوفا للأطفال، كلّها كما سرير الطفل بالحجم الصغير.
إن المزج بين أغراض الأطفال الصغيرة الحجم وأغراض الأهل لا بد منه، كي لا ينفصل عالم الأطفال عن عالم الكبار بحدّة.
لمن لا يحبذون تجهيز حمام كامل مناسب لحجم الأطفال، هناك كراسٍ بلاستيكية تشبه النونية ولها غطاؤها، كي يشعر الطفل أن ما لديه يشبه ما لدى الأهل والكبار في السن في عائلته. ولكن، هذا لا يمنع أخذ الحيطة دوماً لأن توفير هذه الأمور للطفل لا تعني أن ذلك سيحدّ من فضوله، والمثال نختصره بسؤال: كم أمّ وجدت طفلها يلعب بمياه كرسي الحمام؟ كم أم وجدت طفلها يحاول إدخال وجهه في كرسي الحمام أو يرمي بأغراضه فيه ويطال الزر الذي يدفع بالمياه، ومنهم من علق وهو يحاول تقليد الكبار في الجلوس على كرسي الحمام.
لذا من المفضل، حين يكون لديك طفلاً أن تضعي قفلاً على بابه في مكان مرتفع لا يطاله طفلك، وأن تقفلي الباب دوماً.
بعض المحال التجارية التي تبيع أغراضاً للأطفال تضع إلى جانب بابها باباً صغيراً لا يستطيع إلا الطفل المرور من خلاله لإشعاره بالتميز وفي دلالة على أن هذا المكان المميز للطفل ولعالمه الخاص.
ويعوّض الأهل ذلك ببناء بيت صغير أو خيمة خاصة لطفلهم بعمر معيّن. ولكن أيضاً، إن السعي لإشعار الطفل بتميزه بحجمه الصغير بالمقارنة مع عالم الكبار، لا يعني أيبداً أنه بات بوسع الأهل ألا يراقبوا طفلهم وهو يلعب أو هو في الحمام، لأن الطفل هو فعلاً في عالم الكبار ونقطة المياه على الأرض أو الأرض المبللة التي يتمكن الكبير من التنبه لها فلا ينزلق، قد تسبب بانزلاق الطفل بسهولة، ويد الكبير التي لن تدخل في أماكن معينة، لا تعني أن الطفل لن يُدخل يده فيها وربما تعلق. ابقوا قدر الإمكان عيونكم على أطفالكم وإن وفرتم لهم كل وسائل الأمان.