علم النفس: الحب ليس مبنياً على المشاعر وحسب!

تعتقدين حين تقعين في حب الشريك أنّك دخلت إلى قصة خيالية من قصص ألف ليلة وليلة. قد لا تجدين تعبيراً بالكلمات عن مشاعرك ولكن هناك أفعالاً تشير إلى وجود هذا الحب أو عدم وجوده.

 

ينظر علم النفس إلى الحب أنه نتاج مشاعر ورغبة جنسية بين الطرفين. ولكن هذه الرغبة قد تخفّ تدريجياً، وقد تتراجع معها قوة المشاعر التي يختبرها الشريكان في بداية العلاقة.

 

ماذا يبقى؟ وكيف يمكن للحب أن يستمر وكيف بوسعنا أن نعد الشريك عند الزواج بدوامه واستمرار مشاعرنا للأبد؟ كيف سنعرف ما ستكون عليه مشاعرنا بعد عشرة سنين أو عشرين عاماً؟

 

الحب هو أبعد من مشاعر ورغبة! إنه خيار وقرار. والخيار والقرار لا يعنيان إلا الالتزام والإرادة المعزّزان بالاحترام المتبادل. وهذا هو الرابط الحقيقي بين الشريكين.

 

يانا دابينسكي، دكتورة في علم النفس السريري، ومديرة التدريب السريري في مركز الرعاية الصحية الأولية في الولايات المتحدة الأميركية، تصرّ على أن الحب ليس مبنيّاً على المشاعر وحسب، وأن الوعد بالحب مدى العمر ليس إلا التزاماً بالعمل على تعزيز الاهتمامات المشتركة وتنمية التوجه الواحد بين الشريكين حيال أمور أساسية في حياتهما.

 

متأثراً بتحليلات دابينسكي، يقول المتخصص في علم النفس إريك فروم أن الحب واستمراره بين الشريكين هو التزام وإرادة واحترام ينبع من الخيار المتّخذ والقرار. ويرى في السلوكيات المشتركة من قبل الشريكين فعلاً من أفعال الإرادة والحكم والنيّة والوعد.

 

ويتفق العديد من المتخصصين في علم النفس والعلاقات الزوجية، على أن النضوج عند اتخاذ القرار يكفل إلى حد كبير استمرار العلاقة الزوجية واستمرار الحب "الحقيقي" بين الشريكين. 

scroll load icon