في عيد الأم... قصة أم قوّتها إصابة ابنها بالتوحد!
من قلب المعاناة، وُلدت التجربة! ومن قلب المرض والحزن والأسى ظهرت القوة والعزيمة والنجاح! ومن الطفل عباس الذي أصبح اليوم شاباً مستقلاً قوياً ظهرت قصة نجاح أمه السيدة أروى حلاوي التي لم تقيّدها إصابة إبنها بالتوحد بل على العكس جعلتها تفيض أمومة إسهاماً ودعماً لأمهات مثيلاتها، فتك التوحد بأولادهنّ.
أروى حلاوي
تروي السيدة أروى حلاوي، التي أسست جمعية التوحد في لبنان، أن القصة بدأت عندما ولدت ابنها البكر عباس، المولود عام 1988، والذي لم يكن حينها قادراً على التفاعل والتواصل معها، ليحدّد الأطباء لاحقاً
مرضه بـ"التوحد".
توضح أروى أنها في البداية قابلت الواقع بالإنكار وعدم التقبّل لتصاب بعدها بالكآبة وبوضع نفسي صعب، لتعود وتلملم قواها وتتقبل المرض، الذي لم يكن معروفاً في تلك الفترة، بعدما تعرّفت على 5 أمهات أولادهنّ مصابون بأعراض التوحّد، واستطاعت تبادل تجربتها معهن ما شكّل لها ارتياحاً نفسياً وتفهّماً.
تلك التجربة الشخصية دفعتها والأمهات الخمس إلى تأسيس "الجمعية اللبنانية للتوحّد" في العام 1999، من أجل تقديم الدعم النفسي للأهل لتخطي الصدمة الأولى وإدراك كيفية التعامل مع ابنهم المصاب بأعراض التوحّد، والأهم مساندة الأطفال عبر الاكتشاف المبكر، وهو ما لم يكن متوفراً في زمن طفولة عباس وأقرانه، إذ لم يتم اكتشاف حالته إلا بعد بلوغه الخمس سنوات.
تؤكد أروى أنه "كلما تم اكتشاف الحالة بشكل مبكر كلما كان ذلك أفضل للولد المصاب. أعراض التوحّد لا دواء لها بالعقاقير، بل بالمساعدة لاكتساب مهارات معينة والقدرة على التعامل في المجتمع بشكل أسهل، وهذا يحتاج إلى فريق متخصص".
وفق رئيسة "الجمعية اللبنانية للتوحّد"، فإن مركز التشخيص والتدخل المبكر في الجمعية قد تعامل مع 600 حالة بعد تشخيص مبكر، وتحسّنوا كثيراً، مشددة على أن احتضان الأسرة للمصاب بمرض التوحّد، ومعرفة كيفية التعامل معه هي مسألة مهمة، فهو وإن كان لا يستطيع أن يبدي مشاعره حيال الآخرين، لكن ذلك لا يعني أنه عديم الإحساس.