كيف أتعامل مع إبني المراهق إذا كان أنانياً وعدائياً

كيف أتعامل مع إبني المراهق إذا كان أنانياً وعدائياً

محتويات

 الأنانية لدى المراهقين هي واحدة من أصعب المراحل التي قد يختبرها الأهل. هذه هي مرحلة التطور التي غالبًا ما تتميز بالجدل المستمر، بما في ذلك السلوك المتطلب والانفجارات العاطفية المتكررة المتعبة. يشعر العديد من الآباء والأمهات كما لو أن أطفالهم قد تحوّلوا إلى مخلوقات مختلفة تمامًا، يبالغون بالعدوانية، والجدل، والعناد، مسببين الأذى النفسي لمحيطهم. من هو المراهق الأناني وكيف تتعاملين معه؟

 

خصائص المراهق الأناني

خصائص المراهق الأناني

النزعة الأنانية لدى المراهقين، وهي حالة شائعة لدى معظمهم، تعني أنهم يعتقدون أنّ العالم يدور حولهم. بالنسبة لبعض المراهقين، يؤدي نظام الاعتقاد هذا إلى تضخم الثقة. إنهم مقتنعون دائمًا بأن أقرانهم يشعرون بالغيرة والتواطؤ والتآمر عليهم.

تم تطوير مصطلح "تركيز المراهقين على الذات" من قبل طبيب نفساني يدعى الدكتور ديفيد إلكيند. درس الدكتور إلكيند المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 18 عامًا، مع التركيز على كيفية إدراكهم للعالم مقارنة بنظرائهم البالغين. اكتشف إلكيند أن المراهقين غير قادرين إلى حد كبير على التفريق بين تصوراتهم الخاصة وتصورات الآخرين. إذ يعتقد المراهقون باستمرار أن وجهة نظرهم هي وجهة النظر الوحيدة الممكنة، وكأن جميع الأفكار الأخرى خاطئة أو غير موجودة تمامًا.

 

المراهقون الأنانيون بين الأبوة والأمومة

يشعر العديد من أهل المراهقين بالإرهاق والوحدة بسبب المشاعر الأنانية التي قد تصيب أولادهم. إذا كنت تشعرين بهذه الطريقة، فأنت بالتأكيد لست وحدك! يشعر معظم الآباء والأمهات بكثير من خيبات الأمل والإرهاق خلال هذه المرحلة. على الرغم من أنه قد يبدو كما لو أن هذه الأيام لن تنتهي أبدًا، وأن علاقتك مع ابنك المراهق ستظل ضعيفة إلى الأبد، فإنّ مرحلة التطور هذه هي في الواقع مرحلة مهمة في نمو الطفل. سيساعدهم ذلك على التقدم إلى مراحل أكثر تقدمًا.

 

قد تشعرين كما لو أن طفلك ينخرط في سلوك شديد الخطورة أو متطرف، وهذه المخاوف صحيحة. يتفق العديد من علماء النفس على أن إحدى المشكلات المتأصلة في التمركز حول الذات لدى المراهقين تتمثل في انخفاض الدقة في تقييم المخاطر والخطر. لهذا السبب، يتصرّف العديد من المراهقين وكأنهم لا يُقهرون، سواء كان ذلك من خلال القيادة المتهورة أو السلوك الجنسي غير المسؤول وغير السوي، أو حتى الوصول إلى تعاطي المخدرات.

 

كيف يمكن للوالدين التعامل مع المراهقين الأنانيين؟

 العلاقة بين الأهل والمراهقين

قد يكون التعامل مع المراهقين الذين يمرون بهذه المرحلة أمرًا صعبًا ومرهقًا حتى بالنسبة لأولياء الأمور الأكثر خبرة وصبرًا. لذلك يجب ان تبقي واعية ومنفتحة. إليكِ بعض النصائح التي ستساعدك لتخطي المرحلة.

1)  تواصلي مع أطفالك: قد يكون التواصل مع أطفالك صعبًا خلال هذا الوقت، لكن اغتنمي أي فرصة ممكنة لإيجاد طرق للتواصل. على سبيل المثال، إذا كانت ابنتك/ ابنك يحبان الرقص، ففكري في اصطحابه/ ها إلى أحد العروض.

2) فكري في طفولتك. قد لا تعانين من نفس الضغوط التي يعاني منها أطفالك، ولكن من المؤكد أن هناك بعض الأطر في ماضيك تتعلّق بما يمر به أطفالك. يمكن أن يساعدك تذكر رحلتك الصعبة على تنمية التعاطف مع أطفالك.

3) تذكري: هذا أيضًا ابنك. قد يبدو أن الفترة الزمنية التي ينغمس فيها طفلك في هذه المرحلة من النمو تمتد وتطول، لكن تذكري أن هذه الفترة ستمر، مثل أي فترة نمو أخرى قبلها. سيخرج طفلك أقوى وأكثر صحة - بشرط أن يتعامل كلاكما مع تأثيرات المرحلة جيدًا.

4) قدمي أفكار جديدة: عليكِ ان تدركي أنّ الأولاد اليوم يتعرضون للكثير من الأفكار ووجهات النظر العالمية، لذا استمري في تعريف أطفالك على أنواع جديدة من الموسيقى والأفكار الثقافية الجديدة والتجارب الجديدة. على الرغم من أن هذه الخطوات لن تقضي على الفور على عامل الأنانية لديهم، إلا أنها ستساعد المراهقين على إدراك أنهم ليسوا وحدهم في العالم وأن هناك أشخاصًا وثقافات أخرى هناك.

5) قدمي الدعم: في النهاية، يحتاج الأطفال إلى الحب غير المشروط ودعم والديهم. على الرغم من أنك قد لا توافقين على كل ما يقوله أو يفعله ابنك المراهق، إلا أنه يحتاج منك أن تثبتي باستمرار أن حبك وقبولك ليسا مشروطين.

يمكن أن يكون التواصل مع والديك واكتشاف كيف ساعدا أو أعاقا تطورك خلال هذه المرحلة، حلاً أيضاً. لن يساعدك البحث في تجاربك الخاصة على معرفة المزيد عن طفلك وما قد يمر به من منظور أحد الوالدين فحسب، بل يساعد أيضًا في إضفاء نظرة ثاقبة على كيف تعامل معك أهلك كمراهقة حتى تخطيتِ الأمر.

 

إقرئي أيضاً:

خطوات تساعد طفلك في السيطرة على مشاعر الخوف

scroll load icon