كيف تكونين أماً صالحة بدون السعي إلى المثالية المستحيلة

كيف تكونين أماً صالحة بدون السعي إلى المثالية المستحيلة

محتويات

تُحاول معظم الأمهات أن تكون أمهات مثاليات، الأمر الذي يجعلهن عرضة للتشكيك بأنفسهن والاعتقاد بأنهن أمهات سيئات. في الواقع، لا وجود لأم مثالية أو إنسان مثالي، فيرتكب الجميع أخطاءً مختلفة في الحياة وفي التربية وفي المجنمع. من هنا، حاولي طرح سؤال "كيف أكون أماً جيدة" بعيدأً عن الكمال والمثالية المستحيلة. وعلى الرغم من عدم وجود معايير محددة لتقييمكِ كأم، هناك بعض الطرق والنصائح التي يجب أن تطبقيها لتكوني أماً جيدة وصالحة، وتكوني في الوقت نفسه على علاقة جيدة بنفسكِ وبأطفالكِ. هذا بالتحديد ما سيتطرق إليه مقالنا اليوم.

 

نصائح فعّالة لتكوني أماً جيدة بعيداً عن المثالية

 

لا وجود للأم المثالية

من أهم الأشياء التي يجب أن تعرفيها هي أن تفهمي أنّ لا أحد مثالي. فبالتالي عندما تحاولين أن تكوني أمًا مثالية، فأنت تسعين إلى شيء مستحيل. فمن الممكن بكل سهولة أن تكوني أماً مميزة ورائعة جداً، لكن من غير الممكن أن تكوني مثالية. حاولي فهم هذا الأمر والانطلاق نحو الاستمتاع بهذه التجربة الرائعة، أي تجرية الأمومة. لذا لا تضيعي وقتكِ في محاولة جعل كل شيء مثاليًا.

كل ما عليكِ التفكير به هو أن لا تقسي على نفسك ولا تقارني نفسكِ بالآخرين. ويكفيكِ أن تكوني أماً جيدة، تمنح عائلتها كل الحب والوقت والجهد الذي تستطيع.

 

الاعتناء بنفسكِ أيضاً

من أجل تقديم الأفضل لديكِ، من المهم أن تخصصي وقتاً لنفسكِ وللرعاية الذاتية التي تُعتبر جزءاً مهماً في كونكِ أماً جيدة. فالأم التي لا تهتم بنفسها من كل النواحي، لا تقدر أيضًا على رعاية أطفالها وعائلتها. فعلى سبيل المثال نتحدث هنا عن اهتمام الأم بصحتها والراحة في حال شعرت بالمرض أو كانت تعاني من أي مشكلة صحية. كما من الطبيعي أن تشعر الأم التي لا تأخذ وقتاً للراحة لنفسها بالتوتر وعدم الشعور بالحب. هذا الامر يجعلها غير قادرة على تقديم الحب إلى الآخرين بسبب الإجهاد.

 

القليل هو الكثير

لا تحاولي أن تبذلي جهداً هائلاً في كل الأشياء، فيستمتع الأطفال وبخاصة الصغار منهم بالأشياء البسيطة والصغيرة. فلن يتذكر أطفالكِ عندما يكبرون التعقيدات التي مررتِ بها لإعداد حفلة عيد ميلاد مثالية. كما لن يتذكروا الكمية الكبيرة من الهدايا... كل ما سيتذكرونه هو الهدية الواحدة الصغيرة التي اشتريتها لهم واللحظات التي رسمتيها في حياتهم. هذا ما سيبقى في ذكريات أطفالكِ وسيتذكرونه دائماً ويفرح به.

 

 كوني صديقة لأبنائك

لا مانع إطلاقاً ببناء علاقة جميلة مع أبنائك وتكوني صديقتهم وتستمعي إليهم باهتمام، وتتبادلي معهم الخبرات والتجارب والذكريات. لكن هذا لا يعني أن يتخطوا الخطوط الحمراء بالطبع ويتمادوا في المزاح على سبيل المثال.

 

جعل حياة أطفالكِ مليئة بالتنوع والخبرات المختلفة

حاولي أن تجعلي حياتهم ثرية بالمعرفة والفضول والخبرات المختلفة. وقومي بتشجيعهم على القراءة وتحدثي معهم عن الحياة، واجعليهم على استعداد بقدر الإمكان لتحديات الحياة المختلفة.

 

تقديم الاهتمام لأطفالكِ بشكل فردي

يحتاج كل طفل إلى الشعور بالأهمية منكِ. لذلك ينصح خبراء التربية بضرورة قضاء بعض الوقت مع كل طفل من أطفالكِ على حِدة. أي نتحدث هنا عن تخصيص بعض الوقت لكل طفل بمفرده. إلى جانب بالطبع قضاء الوقت مع العائلة كلها. كما من المهم أن تستخدمي هذا الوقت للتواصل والتعرف على اهتماماته والأشياء التي يُحبها... بالإضافة إلى الأمور الخاصة التي لا يتحدثوا فيها عادةً بوجود الجميع.

 

الإيمان بقدرة أولادك

يتمتع كل طفل بشخصيته الخاصة وإمكانياته وقدراته الخاصة أيضاً. لذلك، حاولي ألا تقارني بين طفلكِ مثلاً وإخوته أو أقربائه. فمن المهم أن كوني مؤمنة به وبقدرته على النجاح، وثقي أنه كلما شعر بهذا منكِ، سيبذل أفضل ما لديه لتقديم الأفضل والتقدم. بالإضافة إلى ذلك، حاولي دائماً أن تمدحيه على الأشياء الصغيرة كما الكبيرة ليشعر بالثقة بنفسه ويتطور.

 

التواصل مع طفلكِ

حاولي أن تفهمي اهتمامات طفلكِ وأن تقضي وقتاً معه وتتقربي منه بكل الطرق المتاحة. كما قومي بالتأسيس من عمر صغير على التواصل الفعال والجيد مع طفلكِ، عبر التخدث معه بكل طبيعية وأن تسأليه عن يومه ومشاعره وأصدقائه وغيرها من الأمور... من هنا، لن يستغرب طفلكِ في سن المراهقة إذا تحققتِ وسألتيه عن أي شيء خاص كأن تطلبي مقابلة أصدقائه مثلاً.

 

التأكد من أنّ العقاب يتناسب مع الخطأ

تذكري دائماً أن لا تتسرعي بردة فعلكِ. لذا تأكدي دائماً من أنّ العقوبة مرتبطة بشكل مباشر بما فعل، وأن تستخدمي أساليب العقاب الصحيحة، بعيداً بالطبع عن الصراخ والضرب.

 

لستِ سوبر موم

من المهم أن تفهمي أنه لا يمكن أن تكوني سوبر موم، فلا تجهدي نفسكِ أكثر من الممكن. فنحن نعتقد أنه يتعيّن علينا تنظيف المنزل بشكل كامل في جميع الأوقات، كذلك مساعدة أطفالنا في واجباتهم المنزلية والبحث وتقديم وجبة فاخرة تذهل أفراد العائلة خلال العشاء، المشاركة في كل أنشطة أطفالكِ وغيرها الكثير... لذلك اختاري فقط ما يُمكنكِ بالفعل القيام به وافعليه بشكل جيد. فأين الخطأ في تحضير وجبة عادية على العشاء أو تناول الطعام خارج المنزل أحياناً لإراحة نفسكِ...

 

التوقف عن مقارنة نفسكِ بأمهات آخريات

لا ينبغي لأي أُم أن تقارن نفسها بأي أُم أخرى. وتوقفي عن نقد نفسكِ، فنحن دائماً أسوأ منتقدين لأنفسنا ومن السهل جداً مقارنة أنفسنا بالأخريات. 

 

إقرئي أيضاً:

استراتيجيات فعّالة لتعليم طفلك الانضباط

scroll load icon