كيف نحضّر أطفالنا لتجربة التخييم؟
يستغل عدد كبير منا حلول فصل الصيف، حيث تتحسّن أحوال الطقس، خصوصاً في عطلة الصيف الطويلة، لإرسال أولادنا إلى المخيّمات الكشفية، لما لهذه التجربة من فوائد على أطفالنا وصحّتهم الجسدية والنفسية. لكنّ تجربة المخيّم ليست سهلة، خصوصاً إذا كان طفلنا يقوم بها للمرة الأولى، وذلك لأنّ معظم الأطفال الذاهبون الى المخيّمات يعانون من مشاكل في التأقلم الاجتماعي، بالإضافة إلى عدم تعوّدهم على الابتعاد عنّا وتحمّل مسؤولية الذات والشعور بالضغط خوفاً من الفشل في نشاطات المخيم. التخييم تجربة صعبة على طفلنا لأنه يبتعد خلالها عن المنزل على مدى أيامٍ عدّة، لكنها في المقابل تجربة مهمّة جداً، فهي تسمح له بناء صداقاتٍ، تصقل شخصيّته وتكسر روتين حياته. لذلك علينا الانتباه والتعامل مع الموضوع بحذر بهدف إنجاح تجربة التخييم، ويمكننا في هذا الإطار القيام بخطوات عدّة من شأنها أن تساعد بدءاً من إجراء نقاشات شاملة مع أطفالنا قبل الذهاب إلى المخيم، تحضيرهم نفسياً، تشجيعهم، تبديد كل مخاوفهم والتركيز على نقاط قوّتهم. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن نمتلك وأطفالنا توقعاتٍ واقعية حول تجربة التخييم، فهي ككل شيء في الحياة، لها ايجابيات وسلبيات، فقد يواجه الأطفال خلال المخيم لحظاتٍ سعيدة وكذلك لحظات صعبة أو مضجرة.
بعدها يتوجّب علينا معرفة الأشياء والأدوات التي يجب توضيبها في الحقيبة الخاصة بالمخيم، بالإضافة إلى وضع بعض الإرشادات الضرورية التي تسهّل نجاح تجربة التخييم على الأطفال.
يمكننا أيضاً مراجعة موقع المخيم الإلكتروني قبل موعده، ما يساهم بمعرفة تفاصيل حول منشآت المخيم. على سبيل المثال، يمكن معرفة المسافة التي يجب على طفلنا اجتيازها للوصول إلى الحمام خلال الليل، بعض الأطفال غير معتادين على الظلام الكلي، وهنا تبدو فكرة إرسال مصباح معهم فكرة ممتازة.
كذلك يجب إشراك أطفالنا في عملية التوضيب، لإعطائهم إحساساً أكبر بالمغامرة، وشرح الغاية من كل ما يتم توضيبه وطريقة استعماله في حال كان الطفل لا يفقه به، فضلاً عن شرح كيفية التعامل مع الثياب المتسخة والأحذية الملطّخة بالوحل.
وفي هذا الإطار، علينا التركيز على شرح تجربة الحياة المشتركة للأطفال، فكثير منهم غير معتاد على مشاركة الغرفة والنوم مع الآخرين، وفي المخيم سيضطرون للنوم في غرفٍ مع عدد لا بأس به من الأطفال الآخرين.
هذه بعض الخطوات التي يمكننا القيام بها خلال عملية إعداد الأطفال، ويبقى أن نتنبّه لوجوب عدم إخبار أطفالهم بأنّنا سنشتاقهم خلال فترة التخييم، فهذا لن يجعل من تجربة الذهاب إلى المخيم إلا أكثر صعوبةً وتعقيداً على الأطفال.