ماذا تعني المساحة للشريك؟
يتساءل البعض هل مسألة منح المساحة للشريك بدعة العصر أم أنّها واقع علينا التعامل معه كما هو من دون المبالغة في التحليل؟
يطلب الزوج من زوجته منحه بعض المساحة، وكذلك تفعل الزوجة أحياناً بعد نهارٍ شاق ومتعب جسدياً أو معنوياً. فما هي هذه المساحة؟
المساحة بدايةً، ليست ما تعنيه حرفياً. لا يمكن قياسها بالسنتيمترات أو الأمتار. هي مساحة معنوية قد تعني "امنحني أو امنحيني بعض الوقت من دون إضافة مواضيع مقلقة تحتاج إلى تفكير".
المساحة قد تعني في كثير من المواقف، إعطاء مهلة أو برهة للتفكير، أو لمجرد الاستراحة، خصوصاً عند تراكم أولويات ومسؤوليات منزلية، على الشريكين الشروع بتنفيذها أو إيجاد الحلول العملية لها.
يطلب الشريك/ة المساحة في كثير من الأحيان، حين يشعر بأن يومياته محتشدة بالعمل وبأنه تحمّل المسؤوليات إلى درجة تمنعه من ممارسة هواياته.
لكن في الغالب، يأتي طلب المساحة بعد نشوء مشكلة بين الشريكين. والزوج هو الأكثر طلباً لها في العادة. فالمرأة عموماً تفضّل معالجة المشاكل بالحديث عنها، وربما أحياناً تكرار ما قيل إلى أن تصل إلى موقف أو حلّ معيّن، في حين يفضّل الرجل الهدوء والصمت والتأمل من دون حديث لإيجاد حلّ أو تأجيل مشكلة قد تنشأ في المنزل.
المساحة قد تكون فسحة زمنية يسودها الصمت والراحة. ولا تعني بالضرورة هروباً كما يعتقد أحد الزوجين لدى طلب أحدهما منح المساحة من الآخر.
حين يطلب الشريك أو الشريكة المساحة، فهذا يعني انه على الطرف الثاني أن يمنحها للأول، خصوصاً عند تراكم المشاكل أو المسؤوليات. الفكر كما الجسد يحتاج إلى راحة وفرصة ستكونان كافيتين إذا ما مُنحتا بصدق واستيعاب لتجاوز ما يمرّ به الشريكان من مشاكل وشعور بالإرهاق.