مراقبة العاملة المنزلية تلصّص أو ضرورة!

"هذا بيتي، إنهم أطفالي، هذا حقي" تقول غادة حماده التي لجأت إلى تطبيق على هاتفها من شركة الاتصالات في الإمارات، هو نوع من اتصال عبر الفيديو Video call، لمراقبة منزلها وهي في العمل.

 

ليست غادة الوحيدة التي لجأت إلى هذا الإجراء، فهي، كما سواها، امرأة عاملة، تضطر لترك أطفالها مع العاملة المنزلية خلال ساعات العمل. وتقول: "نسمع أخباراً في عدة بلدان عربية عن عاملات منزليات سبّبن الأذية للأطفال خلال غياب الأهل عن المنزل".

 

تلصّص!

 

لورنس الأسمر، تجد الأمر مزعجاً، لأن فيه مراقبة تشبه التلصص. ولكنّها تقرّ أنه حين تتعلّق المسألة بسلامة الأطفال، فلا بأس من استخدام الكاميرا لمراقبة المنزل عند الضرورة. وقد لجأ بعض الأهل إلى تركيب كاميرات للمراقبة متصلة بجهاز الكومبيوتر لتسجيل كل التحركات في المنزل.

 

تقول ديما الشعّار، أن هناك فرقاً طبعاً بين وظيفة العاملة المنزلية ووظيفة مربيّة الأطفال، لذا توافرت الحضانات التي تراقبها لجان تفتيش معيّنة من الدولة للتأكّد من مهنيّتها ومحيطها السليم. وتضيف: "لكن ليس بوسع الأهل تحمّل كلفة حضانة وكلفة عاملة منزلية، فيلجأون إلى هذا الإجراء المتمثّل بجمع الحضانة للأطفال مع العمل المنزلي".

 

مخاطر

 

الكاميرات كشفت قتل طفلة في لبنان، على يد عاملة منزلية أرادت أن تنتقم من الأهل لقرارهم الهجرة من دون اصطحابها معهم. وتقرّ غادة حماده أنها كانت تقدّم الكثير من التنازلات للعاملة المنزلية لديها خوفاً على أطفالها. ولكن، العلاقة التي نشأت بين العاملة والمنزلية والطفلتين، وهي علاقة انسانية طبيعية، دفعت بهذه العاملة مرة حين انزعجت من شيء بسيط، أن تحمل إحدى الطفلتين، المفضّلة لديها لأنها كانت تميّز في معاملة التوأم، لتحاول الهرب بها.

 

هذا الأمر أيقظ لدى غادة الوعي، فهي من الناحية الإنسانية تعي نموّ هكذا علاقة مع الطفل، ولكن شرط أن لا يتجاوز الأمر حدود الوظيفة المناطة بالعاملة المنزلية. لذا، اتفقت مع العاملة على إنهاء عملها معها، ولجأت مضطرة إلى إحدى دور الحضانة. وتواصل مراقبتها من الهاتف كل حين ما يجري في منزلها مع العاملة المنزلية الجديدة.

scroll load icon