مهلاً الرجل ليس من المريخ!

بعد عهود من تربية الرجل على انتظار إشارة المبادرة من المرأة، يجد نفسه حالياً في ورطة لم يخبره أحد عنها. يعرف تماماً أنه في ورطة، ولكن لا يعرف ما نوعها.

 

 لماذا لا تبادر؟

 

هذا السؤال الذي لا تطرحه المرأة لتحصل على إجابة، بل هو بمثابة انفجار لأنها بادرت دوماً، ووجدت نفسها في نهاية المطاف تريد من الرجل أن يبادر ولو لمرة واحدة فقط.

 

أين تودين تناول الطعام؟ ماذا تريدين أغراضاً من السوبرماركت؟ أين تريدين تمضية عطلة الأسبوع، عند أهلك أو أهلي؟ إلى أين أتجه؟ قرري...

 

هذه الأسئلة يطرحها الرجل بعد أن كانت المبادرة في القرار في هذه الشؤون تأتيه دوماً من قبل المرأة، فهو ليس من المريخ إنما من كوكب الأرض الذي تنتمي إليه المرأة، ولكنه اعتاد على المبادرة من المرأة.

 

كل ما كان عليه أن يبادر به هو طلب الزواج، ولكن غير ذلك، فالمرأة هي التي تؤثث منزلها على ذوقها، هي التي تقرر ماذا تشتري للمنزل، وهي التي تبادر في إعلان رغبتها بتناول الغداء أو العشاء خارجاً، كما تحدّد المحيط لعائلتها من أصدقاء وأصحاب، وحتى درجة قرب العلاقة من الأهل عنها وعن الرجل.

 

وفجأة تشعر المرأة أنها استلمت زمام الأمور كلّها. هذا ما بادرت به وسعت إليه، وحتى مصروف المنزل هو ملك يديها وقرارها.

كل مروجي البضائع يعلمون أن الرجل يملك المال ولكن المرأة هي التي تقرّر.

إذاً، لم تنفجر المرأة فجأة وتصرخ وتعاتب الرجل لأنه لا يبادر؟

 

سئمنا!

 

غالبية النساء اللواتي طرحن هذا السؤال، يقلن: "سئمنا".

بالفعل، هنّ سئمنا من المبادرة دوماً، ولكن هل الرجل ملام في ذلك؟

 

أسئلة مواجهة

 

نصائح ضرورية كي نحث الشريك على المبادرة:

 

1- منذ اللحظات الأولى لبداية الحياة الزوجية، فلنسأل: هل نريد إدارة شركة تجارية أم حياة مشتركة؟

 

2- إن كنا من النوع الذي يتولى تحمّل المسؤوليات، هل نحن قادرات على السير في هذا الطريق طيلة العمر؟ وإن كنا مديرات ناجحات، هل تحقق ذلك من دون موظفين متعاونين؟

 

3- علينا مراجعة أنفسنا في القرارات المتعلقة بالحياة المشتركة. هل في بداية الحياة الزوجية، مثالاً ، كنا نسيّر العلاقة وفق قراراتنا نحن، من مشاوير وتأثيث منزل واختيار أصدقاء...الخ؟

 

4- حين كان الرجل يبادر، هل كنّا نستمع لما يقترحه؟ أم كنّا نكتفي فقط بالتظاهر بأننا نستمع، وفي المحصلة لا ننفّذ إلا قرارنا الذي اتخذناه مسبقاً؟

 

5- حسناً، وصلت المرأة إلى نقطة تشعر فيها أنها تختنق وليس بوسعها تحمّل زمام المبادرة في كل تفاصيل الحياة المشتركة، وفجأة تريد من شريكها أن يمسك بزمام المبادرة في بعض الأشياء، هل سعينا إلى حوار أو طلب صريح وواضح من الشريك برغبتنا بعدم المبادرة في بعض الأمور.

 

6- هل نعتبر أنه من المعيب أن نتراجع عن المبادرة أحياناً؟ في الواقع، إن التراجع عن المبادرة وإعلام الشريك لا بأس به، لا بل إنه ضروري. 

scroll load icon