التواصل الاجتماعي يؤدي إلى الغيرة

دفعت شبكات التواصل الاجتماعية بالباحثين والدكاترة في الجامعات إلى إقامة العديد من الدراسات الموجهة لتحديد إذا ما كانت شبكات أو وسائل التواصل الاجتماعي هدّامة للمجتمع وللانتاجية في العمل أم مفيدة وتساهم في زيادة الانتاج؟

 

في دراسة اقتصادية، ووفقاً لـ LearnStuff.com، تكلّف وسائل التواصل الاجتماعي اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية نحو 650 بليون دولار أميركي سنوياً.

ولكن في المقابل، أشارت دراسات أخرى مثل التقرير الذي أصدره معهد ماكينزي العالمي McKinsey Global Institute (MGI)، ودراسة أعدتها Yahoo.Tech، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي (والأدق القول وسائل الاتصال الاجتماعي) تحسّن من إنتاجية العمل وتفتح المجال أمام الشركات وموظفيها لتوسيع أفقها، لا بل أفادت دراسات أخرى أن هذه الوسائل تغني الأفكار لدى الموظفين وتسهم في تعزيز الابداع في العمل.

 

توتر قلق غيرة

 

أصبح جلياً أن مراقبة الآخرين من النوافذ، انتقلت إلى مراقبة صفحاتهم.

إنه فعل التلصص بامتياز، ولكنه تلصص على شخص هو بنفسه يعرض ما يريد من حياته العملية أو الخاصة على صفحته.

هذا الموضوع جذب علماء ومحللي النفس وعلم الاجتماع لدراسة التغييرات التي تحدث مع تنامي وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مطّرد.

من أبرز الدراسات، تلك التي أجريت في جامعتي بوسطن وميسوري، وقد تناولت كل منها جانب نفسي محدد في استخدام المراهقين والبالغين لوسائل التواصل الاجتماعي.

 

وخلصت إلى أنه صحيح أننا أعدنا الاتصال بأصدقاء فقدنا أثرهم من الثانوية أو المدرسة الإعدادية، ولكنها إعادة افتراضية، من أثارها السيئة مراقبة الآخرين التي تنتج توتراً وقلقاً، وفي أحيان كثيرة غيرة تنشأ من هذه الصور الجميلة لزملائنا.

تبدأ سلسلة من عمليات المقارنة، من مثل "زميلي نجح وحلق في عمله وها هو يعيش حياة ترف. زميلتي تزوجت وأنجبت الأولاد وتضحك دائماً في صورها فيما أنا أقبع هنا عزباء لا عاطفة في حياتي ولا زوج ولا أولاد... إلخ."

تطول اللائحة، ولا ينتبه أي مستخدم لوسيلة الاتصال الاجتماعي أنه هو أيضاً لا ينشر إلا صوراً يضحك فيها ويلغي أي صورة تبدو فيها ملامحه كئيبة.

المقارنة تقود إلى الغيرة والحسد، وتتفاقم أحياناً الحالة لتقود إلى الاكتئاب أو إلى مضاعفة الاكتئاب الموجود.

غير ذلك، لاحظ الباحثون، كم من الوقت يمضي ونحن نحملق في هواتفنا متتبعين سوانا ومتتبعين "اللايكات" والتعليقات على ما نكتبه وما يكتبه الآخرون، إلى درجة أننا نفقد التواصل الاجتماعي مع الآخرين وجهاً لوجه.

scroll load icon