تجربتي مع الإجهاض في الشهر الثاني: صعبة جسدياً ونفسياً!
ربما حان الوقت لأتحدث عن تجربتي مع الإجهاض في الشهر الثاني. لست مؤثرة على السوشال ميديا، لست شخصاً معروفاً ولكن أنا إمرأة مثل أي إمرأة أخرى اختبرت الإجهاض وأرادت مشاركة تجربتها.
هذه أول مرّة ربما أكتب عن شيء خاص بي لهذه الدرجة. فأنا عادةً low-key لا أحب لفت الإنتباه ولا أن يتم تسليط الضوء عليّ. ولكن في قلبي غصة أرغب أن أخرجها منّي.
قال البعض لي عاااادي هذا الأمر طبيعي وقد يحدث لأي إمرأة في الشهر الثاني من الحمل. والبعض الآخر قال لي، هل رأيت؟ لا تقولي لا أريد إنجاب الأطفال بعد الآن! لا أعتب على لا أحد ولا ألوم أحد، بالعكس، الكل حاول مواساتي بالطريقة التي رآها مناسبة.
نعم الأمر عادي وطبيعي ووارد، ونعم أنا لم أكن أخطط للإنجاب، ولكن لا لم يكن الأمر عادياً بالنسبة إلي وصحيح أنني لم أكن أخطط للإنجاب ولكنني أردت هذا الجنين وأردته من كل قلبي.
أنا علمت أنني حامل في شهر أبريل، شعرت بالصدمة وبكيت وشعرت أنني ربما لست جاهزة ولكن كنت في داخلي سعيدة وسعيدة جداً. كنت مع صديقتي عندما أجريت الفحص المنزلي ورغبت أن أذهب فوراً لإخبار زوجي، وأخبرت شقيقاتي عبر الفيديو كول. كانت الفرحة لا تسعني. ولكن الفرحة لم تستمرّ لأنني أجهضت في أول شهر يونيو.
تجربتي مع الإجهاض في الشهر الثاني
الجميل أنني لم أختبر أي أعراض حمل وكنت مسرورة بذلك. فالكثيرات يعانين من غثيان أو دوار أو غيرهما. فعندما ذهبت إلى الطبيب كنت في الأسبوع السادس من الحمل وقلت له هل من الطبيعي أنني لا أشعر بشيء، قال لي أن الأمر أكثر من طبيعي وخضعت للإيكو ورأيت كيس الحمل.
كان موعدي الثاني بعد أسبوعين أي في الأسبوع الثامن من الحمل، وفي ذلك اليوم لا أعلم لماذا كنت متوترة لهذه الدرجة، كنت أشعر بالقلق! وفي فحص السونار لاحظ الطبيب أن كيس الحمل أصبح أكبر حجماً ولكن من دون نمو الجنين ولا وجود للنبض! علمت حينها في داخلي أن حملي لن يستمرّ.
قال لي الطبيب يجب أن آتي بعد أسبوع لنتأكد ربما حسابات الحمل خاطئة، وقال لي أنني قد أنزف وحينها يكون الإجهاض تلقائياً. خرجت من عند الطبيب قوية وكنت ذاهبة لأرى أمي وأبي وقلت لهما أن الحمل قد لا يستمرّ ولكن قلتها وكأنني أتحدث عن أي شيء سخيف ليس له قيمة.
هذا الأسبوع كان صعباً لأنني كنت أنتظر موعدي عند الطبيب لأتأكد من حالتي وفي الوقت عينه أنتظر لأرى إذا كنت سأجهض. بكيت طبعاً وحزنت واكتأبت قليلاً وحين جاء موعد الطبيب كنت عندها تقبّلت الموضوع وقال لي أن كيس الحمل كان على حاله، حجمه كبيراً ولكن من دون جنين.
هذه الحالة طبيعية قد تحدث لأي إمرأة في أول أشهر الحمل، فقد تكون البويضة تالفة مما يؤدي إلى الحمل اللاجنيني. يتوقف نمو الجنين في مراحله الأولى ويصبح كيس الحمل فارغاً، وغالباً ما تكون الأسباب مجهولة أو نتيجة اختلال بالكروموسومات في البويضة الملقحة.
المزعج في الأمر كله أنني اضطُررت إلى أخذ دواء من أجل الإجهاض لأنه لم يحدث بشكل تلقائي. استخدمت دواء سايتوتك الذي يسبب تقلصات في الرحم وبالتالي إلى نزيف والتخلص من محتويات الرحم. ويشهد عليّ الله أنني لم أختبر ألماً مثل هذا الألم!
أخذت الدواء عند الساعة الخامسة بعد الظهر وبدأت آلامي فوراً لتستمرّ حتى الساعة السادسة صباحاً أي 11 ساعة من الألم المتواصل. شعرت في هذه الساعات التي لا تنتهي أنني أموت! هذه كانت أصعب ساعات أعيشها في حياتي…استمرّت آلامي بعدها لحوالى أسبوع ولكن بشكل متقطّع.
لا أعلم لماذا قررت الآن التحدث عن الموضوع، ولكن كان من المفترض أن أكون في الشهر التاسع اليوم. كان موعد ولادتي في آخر ديسمبر وكلما أفكّر بذلك أحزن. فكان من المفترض أن أحمل طفلاً جميلاً مع نهاية السنة ولكنني اليوم أنهي العام فارغة اليدين.
حتى تخيّلوا أنني حلمت من يومين أنني أقوم بإرضاع طفل! أنا التي كنت أشمئز من فكرة الرضاعة لا أعرف لماذا، حلمت أنني أقوم بإرضاع طفل وكان الأمر رائعاً.
تحية لكل امرأة أجهضَت
لم أتحدث من قبل عن تجربتي مع الإجهاض في الشهر الثاني إلاّ مع القليل من الأشخاص وبإختصار شديد. ولكن أنا هنا اليوم لأقول لكل إمرأة أجهضت أنني أعرف مدى صعوبة الأمر وأقول لها لست وحدك وأنت قوية. الأمر ليس بهذه البساطة مثلما يجسّده البعض ولكن الأمل موجود دائماً وإن لم تنجح في المرّة الأولى، قد تنجح في الثانية أو الثالثة.
وإلى كل امرأة أجهضت، لا تخافي من التعبير من حزنك. أنا أبقيت مشاعري داخلي وكأن الموضوع ليس بهذه الأهمية ولكنني اليوم أشعر بارتياح أكبر بعد التحدث عن الموضوع وسيأتي يوم أشعر فيه أنني جاهزة لأصبح أماً و سأختبر حينها شعوراً جميلاً!
اقرئي أيضاً: