تعرفي على أسباب الولادة المبكرة ونتائجها وعلاجاتها

محتويات

تعتبر الولادة سابقة لأوانها، أو مُبكرة، عندما تحدث قبل الأسبوع 37 من الحمل. يستمر الحمل الطبيعي عادةً حوالى 40 أسبوعًا. فهل سبق أن سألت عن أسباب الولادة المبكرة وكيفية معالجتها؟

هذه الأسابيع الأخيرة في الرحم هي حاسمة لزيادة الوزن بشكل صحي ولتنمية الأعضاء الحيوية المختلفة بشكل كامل، بما في ذلك الدماغ والرئتين. هذا هو السبب في أنّ الأطفال المولودين قبل أوانهم قد يعانون من مشاكل طبيّة أكثر وقد يتطلبون وضعهم لفترة أطول في المستشفى. وقد يكون لديهم أيضًا بعض المشاكل الصحيّة طويلة المدى، مثل صعوبات التعلّم أو الإعاقات الجسدية. ما لا تعرفينه عن متلازمة موت الرضيع المفاجئ.

في الماضي، كانت الولادة المُبكرة السبب الرئيسي لوفيات الرضع في الولايات المتحدة الأمريكية. أمّا اليوم، فقد تحسّنت جودة رعاية الأطفال حديثي الولادة، كما تحسنت معدلات بقاء الأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم على قيد الحياة. ومع ذلك، لا تزال الولادة المبكرة هي السبب الرئيسي لوفيات الرضع في جميع أنحاء العالم، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. كما أنّه سبب رئيسي لاضطرابات الجهاز العصبي على المدى الطويل عند الأطفال. فما هي أسباب الولادة المبكرة ؟ ما هي المشاكل الصحيّة المحتملة التي تلي الولادة المبكرة؟ كيف يتم علاج رضيع وُلد قبل أوانه؟ كيف يتم منع الولادة المبكرة؟

 

أسباب الولادة المبكرة

غالباً لا يمكن تحديد أسباب الولادة المبكرة ومع ذلك، من المعروف أنّ عوامل معيّنة تزيد من خطر دخول المرأة المخاض باكرًا.

من المجرح أن تلد المرأة باكرًا في أيّ من الحالات التالية:

- داء السكري

- مرض القلب

- مرض كلوي

- ضغط دم مرتفع

 

ومن أسباب الولادة المبكرة أيضًا عوامل مرتبطة بالحمل وهي:

- سوء التغذية قبل وأثناء الحمل

- التدخين أثناء الحمل

- بعض الالتهابات، مثل المسالك البولية، إلتهابات الغشاء الذي يحيط بالجنين

- الولادة المبكرة في الحمل السابق

- الرحم غير الطبيعي

- ضعف فتحة الرحم مُبكرًا

 

لدى النساء الحوامل أيضًا فرصة مُتزايدة للولادة مُبكرًا إذا كُنّ أصغر من 17 عامًا أو أكبر من 35 عامًا.

 

المشاكل الصحيّة المحتملة لدى الأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم

كلمّا وُلد الطفل مُبكرًا، زادت إحتمالية تعرضّه لمشاكل طبيّة. قد يُظهر الرضيع الذي وُلد قبل أوانه العلامات فور ولادته:

- صعوبة في التنفس

- وزن خفيف

- إنخفاض الدهون في الجسم

- عدم القدرة على الحفاظ على درجة حرارة ثابتة للجسم

- نشاط أقل من المعتاد

- مشاكل الحركة والتنسيق

- صعوبات في التغذية

- لون شاحب أو أصفر بشكل غير طبيعي

 

إنّ الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم قد يعانون أيضًا من ظروف تُهدد حياتهم وهي تشمل:

- نزيف في الدماغ

- نزيف رئوي

- نقص السكر في الدم

- الإنتان الوليدي، عدوى الدم البكتيرية

- الإلتهاب الرئوي، عدوى وإلتهاب في الرئتين

- القناة الشريانية السالكة، أي ثقب غير مغلق في الأوعية الدموية الرئيسية للقلب

- فقر الدم، نقص خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين في كافة أنحاء الجسم

- متلازمة الضائقة التنفسية الوليدية، وهي اضطراب في التنفس ناجم عن ضعف الرئتين

 

يمكن حلّ بعض هذه المشاكل من خلال الرعاية الحرجة المناسبة لحديثي الولادة. ويمكن أن تؤدي مشاكل أخرى إلى إعاقة أو مرض طويل الأمد.

يقوم الأطباء بإجراء فحوصات مختلفة للأولاد الذين وُلدوا قبل أوانهم وذلك فور خروجهم إلى الحياة بوقت قصير. تساعد هذه الاختبارات على تخفيف خطر حدوث مضاعفات. كما يراقب الأطباء الرضع باستمرار أثناء وجودهم في المستشفى.

 

تشمل الاختبارات الشائعة ما يلي:

- تصوير الصدر بالأشعة السينية لتقييم نموّ القلب والرئة

- إختبارات الدم لتقييم مستويات الجلوكوز والكالسيوم والبيليروبين

- تحليل غازات الدم لتحديد مستويات الأكسجين في الدم

 

علاج الأطفال الذين وُلدوا قبل أوانهم:

غالبًا ما يحاول الأطباء منع الولادة المبكرة من خلال إعطاء الأم بعض الأدوية التي يمكن أن تؤخر الولادة.

إذا لم يكن بالإمكان إيقاف المخاض قبل الأوان أو كان الطفل بحاجة إلى الولادة المبكرة، فإنّ الأطباء يستعدون لولادة عالية المخاطر. قد تحتاج الأم إلى الذهاب إلى مستشفى يحتوي على وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، فذلك سيضمن حصول الرضيع على رعاية فورية بعد ولادته.

في الأيام والأسابيع القليلة الأولى من حياة الطفل المبكرة، تركز رعاية المستشفى على دعم النموّ الحيوي للأعضاء. يمكن وضع المولود الجديد في حاضنة يتم التحكم في درجة حرارتها. تتتبع معدات المراقبة معدل ضربات قبل الطفل، وتنفسه، ومستويات الأكسجين في الدم. قد يستغرق الأمر أسابيع أو أشهر قبل أن يتمكن الطفل من العيش بدون دعم طبي.

لا يستطيع عدد من الأطفال المولودين باكرًا من الأكل عن طريق الفم لأنهم لا يمكنهم حتى الآن تنسيق المص والبلع. يتم تغذية هؤلاء الأطفال بالمغذيات الحيوية إمّا عن طريق الوريد أو باستخدام أنبوب يتم إدخاله من خلال الأنف أو الفم وإلى المعدة. بمجرد أن يصبح الطفل قويًا بما يكفي لامتصاصه وبلعه، يكون من الممكن عادة الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة من الزجاجة. تعرفي على فوائد الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة.

 

قد يُعطى الطفل المولود قبل أوانهم الأكسجين إذا لم تتطور رئته بالكامل. إعتمادًا على مدى قدرة الطفل على التنفس من تلقاء نفسه، يمكن استخدام واحد مما يلي لتوصيل الأكسجين:

- جهاز تهوية، جاهز يضخ الهواء إلى الرئتين وخارجها

- ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر، وهو علاج يستخدم ضغط هواء معتدل لإبقاء مجاري الهواء مفتوحة

- غطاء الأكسجين، وهو جهاز يناسب رأس الرضع لتزويد الأكسجين

 

بشكل عام، يمكن أن يخرج الطفل الذي وُلد قبل أوانه من المستشفى بمجرد أن يتمكن من:

- الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة بالزجاجة

- تنفس بدون دعم

- الحفاظ على درجة حرارة الجسم ووزن الجسم

 

التوقعات على المدى الطويل للأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم

يحتاج غالباً الطفل الذي ولد باكرًا إلى رعاية خاصة. هذا هو السبب في أنهم عادة ً يبدأون حياتهم في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. توفر هذه الوحدة بيئة تحد من الضغط على الطفل. كما توفر الدفء والتغذية والحماية اللازمة للنموّ والتطور المناسبَين.

بسبب عدد من التطورات الأخيرة في رعاية الأمهات والمواليد الجدد، تحسنت معدلات بقاء الأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم على قيد الحياة. وجدت دراسة أنّ معدل البقاء على قيد الحياة للأطفال الذين ولدوا قبل 28 أسبوعًا، والذي يعتبر سابق لأوانه للغاية، إرتفع من 70% في العام 1993 إلى 79% في العام 2012.

ومع ذلك، فإنّ كل هؤلاء الأطفال معرضون لخطر حدوث مضاعفات طويلة الأمد. يمكن أن تستمر المشاكل التنموية والطبيّة والسلوكية خلال مرحلة الطفولة. وقد يسبب البعض إعاقات دائمة.

 

تشمل المشاكل الشائعة الطويلة المدى المرتبطة بالولادة المبكرة:

- مشاكل في السمع

- فقدان البصر أو العمى

- صعوبات التعلم

- إعاقات جسدية

- تأخر النموّ وضعف التنسيق

 

يحتاج آباء هؤلاء الأطفال إلى الإنتباه بعناية إلى النموّ المعرفي والحركي لأطفالهم. وهذا يشمل تحقيق بعض المهارات، مثل الابتسام والجلوس والمشي.

الكلام وتطوّر السلوك مهمان أيضًا للمراقبة. قد يحتاج بعض هؤلاء الأطفال إلى علاج النطق أو العلاج الطبيعي طوال فترة طفولتهم.

 

كيفية منع الولادة المبكرة

بعد اكتشاف أسباب الولادة المبكرة، كيف يمكننا تجنبها؟

إنّ الحصول على رعاية سريعة ومناسبة قبل الولادة يخفف بشكل كبير من فرص الولادة المبكرة. وتشمل التدابير الوقائيّة الهامة الأخرى ما يلي:

 

1- تناول نظام غذائي صحي قبل وأثناء الحمل:

تأكّدي من تناول الكثير من الحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والخضار والفواكه. يوصى بشدّة بتناول مكملات حمض الفوليك والكالسيوم.

 

2- شرب الكثير من الماء كلّ يوم:

إنّ الكمية الموصى بها هي ثمانية أكواب في اليوم، لكنك ستحتاجين إلى شرب المزيد إذا كنت تمارسين الرياضة.

 

3- تناول الأسبيرين يوميًا بدءًا من الثلث الأول من الحمل:

إذا كنت تعانين من ارتفاع ضغط الدم أو لديك تاريخ ولادة مبكرة، فقد يوصي طبيبك بتناول 60 إلى 80 ملغ من الأسبيرين كلّ يوم.

 

4- الإقلاع عن التدخين أو تعاطي العقاقير المحظورة أو الإفراط في استخدام العقاقير الطبيّة:

قد تؤدي هذه الأنشطة أثناء الحمل إلى زيادة خطر الإصابة ببعض العيوب الخلقية وكذلك الإجهاض.

 

تحدّثي إلى طبيبك إذا كنت قلقة بشأن الولادة المبكرة. قد يكون قادرًا على اقتراح تدابير وقائيّة إضافية يمكن أن تساعد على تخفيف خطر أسباب الولادة المبكرة قبل الأوان.

 

اقرئي أيضًا: كل ما يخص فترة النفاس بعد الولادة الطبيعية بالتفصيل

scroll load icon