د. عازار لـ "يومياتي": الليفة غير السرطانية لا تمنع الحمل

 من أكثر الأمراض الشائعة لدى النساء، ألياف الرحم والثدي التي تنقسم بين ما هو حميد، وما يحمل خلايا سرطانية، والتي غالباً ما تحتاج إلى جراحة لاستئصالها. عن أسباب تكوّن هذه الألياف، وأخطارها، استشارت "يومياتي" الطبيب المختص بالأمراض السرطانية لدى النساء د. شبل عازار.

 

عن كيفية اكتشاف السيدة لوجود ألياف في رحمها أو خارجه، يقول د. شبل إنه "في البدء تقوم السيدة باستشارة طبيبها النسائي، وذلك نتيجة أعراض قد سبّبت لها الإزعاج. مثلاً تلاحظ السيدة نزف الكثير من الدماء، خلال الدورة الشهرية، أو تمتد فترة الحيض لديها إلى العشرة أيام، بينما المعدّل الطبيعي لها يكون بين الثلاث والأربعة أيام. حينها تستشير السيدة طبيبها، فيطلب منها إجراء فحوصات وصور بينها الـ "Ecographie" وصورة "IRM"، وتظهر هذه الصورة وجود الألياف في الرحم أو عدمه، كما تحدّد بشكل تقريبي إذ ما كانت ليفة طبيعية أو أننا بحاجة إلى الجراحة وزرع خزعة للتأكد".

 

ويضيف د. عازار أنه "عادةً نكتفي بالدواء للمريضة ونبقيها تحت المراقبة، إذا كبر حجم الليفة 3 أو 4 سنتيمتر نطلب إجراء عملية نتيجة الشك في طبيعة هذه الألياف".

ويشرح أنّ "الألياف أمرٌ شائع لدى النساء، ولا نشعر بها إلا في حال ظهرت بعض العوارض كما سبق وذكرنا، فغشاء الرحم مهيّئ بطبيعته لتكوين هذا النوع من الخلايا. أحياناً تلعب الوراثة دوراً في تكوّنها، سواء على الرحم أو في الثدي، كما تلعب الهرمونات دور في هذا المجال. فظهور هذه الألياف يكثر قبل انقطاع الطمث لدى السيدة من بعده، حتى أن حجمها يتقلّص بعد عمر الخمسين".

ويذكر د. عازار أنه "قد مرّ لدي حالات لسيدات، تكوّنت لديهن الألياف في عمر العشرين، وازداد حجمها مع الوقت، ولكن بعد انقطاع الطمث تقلّص حجمها من تلقاء نفسه، وقد اختفت عند البعض".

 

وعن إمكانية الحمل في ظل وجود هذه الألياف، يوضّح د. عازار أنّ "الحمل قد يحدث بشكلٍ طبيعي في ظل وجود هذه الألياف، حتى أننا نلاحظ كثيراً عند إجراء عمليات الولادة القيصرية وجود ألياف والطفل ينمو بشكل طبيعي. في حالات قليلة نسبياً، يكون حجم الليفة كبير ما يؤثر على صحة الطفل فلا يسمح له بالنمو بشكل طبيعيٍ، ما قد يؤدي إلى الإجهاض".

 

وعن علاج هذه الألياف، يقول د. عازار إنه "قد نستعين أحياناً بالأدوية، لكن إذا كانت الليفة كبيرة الحجم وتسبّب الإزعاج لصاحبتها، يصبح لا مفر من الجراحة. في السابق لجأنا إلى تقنية إزالة الألياف عبر التنظير. لكن حالياً، نتجنب هذه التقنية لأنها لا تقضي على الألياف بشكلٍ كلّي بل تبقى بعض الخلايا في الداخل، في حال كانت الليفة سرطانية، فهي ستتكون من جديد وتتمدّد في الداخل".

 

ويشير د. عازار إلى أنه "في حال كانت الألياف سرطانية، وإذا كانت لا تزال داخل الرحم ولم تتمدّد إلى الخارج بعد، وهي غالباً ما تكون من نوع (Cancer Sarcom)، تشفى المريضة بشكلٍ كلّي. من هنا نشير إلى أهمية الكشف المبكر للسيدة لاكتشاف وجود هذه الألياف".

scroll load icon