أستراليا... أصغر قارّة وأكبر جزيرة
اسمها باللاتينيّة يعني "أساطير عن أرض الجنوب المجهولة"، تقع في أقصى المحيط الهادي وهي، بحسب علماء الجيولوجيا، كانت ملتصقة بأفريقيا وفصلت عنها مع التغييرات الجيولوجيّة والعصور المتلاحقة عبر ملايين السنين، لتصبح أصغر قارّة وأكبر جزيرة في العالم.
تقع أستراليا في النصف الجنوبي من الكرة الأرضيّة عند جنوب شرق آسيا، غرب المحيط الهادي، ويحيط فيها من الغرب والجنوب المحيط الهندي، وتمتدّ على مساحة سبعة مليارات وستمئة مليون كيلومتر مربّع.
وبسبب مساحتها الشاسعة، فإنّ أنماطاً عديدة تسيطر على مناخها، من المناخ الصحراوي إلى الاستوائي فالمعتدل، وتُعتبر أكثر قارّة مأهولة تعاني الجفاف.
كان يقطنها السكّان الأصليين قبيل احتلالها عام 1788 من قبل بريطانيا، التي كانت تستعمر نصف العالم الحديث تقريباً، واعتبرت مستعمرة تابعة للمملكة ومركزاً للخارجين عن القانون، حيث كانت البواخر الانكليزيّة ترسو في شواطئها محمّلة بالمحكومين والمجرمين، وفي العام 1848 وصلت آخر سفينة تحمل على متنها المحكومين إلى "نيو ساوث ويلز" وتحديداً إلى ميناء "ارثور بتسمانيا" الذي كان يعتبر أكبر سجن للمحكومين المنقولين إلى أستراليا.
في العام 1909 أصبحت المستعمرات الأستراليّة تشكل اتحاداً فدراليّاً وانضمّت إلى ما يُعرف بـ "دول الكومنولث"، أي الدول كافّة التي كانت تعد مستعمرات بريطانيّة، وتحوّلت إلى اعتماد نظامٍ سياسي ليبرالي مستقرّ لا يزال على صلة وطيدة بالمملكة.
تنقسم أستراليا إلى ستّ ولايات ومقاطعتين أساسيتين: "نيو ساوث ويلز" وعاصمتها "سيدني"، "كوينزلاند" وعاصمتها "برزبين"، جنوب أستراليا وعاصمتها "ادليد"، "تازمانيا" وعاصمتها "هوبارت"،"فيكتوريا" وعاصمتها "ملبورن"، أستراليا الغربيّة وعاصمتها "بيرث"، المقاطعة الشرقيّة وعاصمتها "دارون"، ومقاطعة العاصمة الأستراليّة وعاصمتها "كانبييرا".
نظامها قائم على أساس نظام "الويست منيستر" البريطاني، ملكتها الملكة البريطانيّة التي تقيم في بريطانيا، لكن يمثّلها في أستراليا الحاكم العام في المرحلة الفدراليّة، وفي كلّ ولاية تكون السلطة التنفيذيّة ممثّلة برئيس حكومة ووجود وزراء، والأمر نفسه في كل إقليم. كما يوجد في كلّ ولاية برلمان مؤلّف من مجلسَي نوّاب وشيوخ ويشكّلان السلطتَين التشريعيّة والقضائيّة.
مميّزات سياحيّة عالميّة
تشتهر أستراليا بأنّها بلداً سياحي بامتياز، وتعتبر شواطئها من أكبر وأوسع الشواطئ في العالم، ويقصد مدنها ولاسيّما سيدني ملايين السيّاح سنوياً لزيارة هذه الشواطئ ومشاهدة "الهاربور بريدج" الذي كلّف بناؤه أموالاً طائلة وأرواحاً إضافة إلى مبنى "الأوبرا هاوس"، وهما يُعتبران رمزَي سيدني وأستراليا بشكل عام، فضلاً عن "الدارلينغ هاربور" والمقاهي والمطاعم المنتشرة على جوانبهما و"البونداي بيتش" و"مانلي بيتش" و"السنترال" أو قلب المدينة النابض الذي يعتبر مركز الأعمال والمصارف، إضافة إلى المتاجر الفخمة والملاهي والعديد من المتاحف والمعارض.
الأطعمة الأسترالية
يشكّل الطعام في أستراليا نوعاً من أنواع الثقافات، فقد تأثّر بالخليط السكّاني الذي يؤلّف الشعب الأسترالي، ومن أبرز المطابخ في أستراليا نجد المطبخ البريطاني المحدود، إلى جانب المطابخ الآسيويّة والإيطاليّة واللبنانيّة والتركيّة، دون أن ننسى أطباق ثمار البحر المتنوّعة ولا سيّما أنّ أستراليا تعوم على المحيطَين الهندي والهادي المعروفَين بالثروات السمكيّة وغيرها الكثير من الخيرات.
الثروات الطبيعية
لا تصبّ الدولة الأستراليّة اهتمامها على الثروة الحيوانيّة البحريّة فقط، بل أيضاً على سائر الثروات الحيوانيّة البريّة والطيور على اختلاف أنواعها، وتخصّص لها مساحات شاسعة من أراضيها ولا سيّما حيوان "الكوالا" المهدّد بالإنقراض والذي تقوم الدولة بحملات توعية للحفاظ على نسله، إضافةً إلى رمز البلاد الذي لا يتواجد إلا فيها وهو "الكونغورو" الذي يسرح بحريّة في القرى والبلدات البعيدة عن العاصمة.
الرياضة
رياضة الأستراليين المفضّلة هي "الكريكت"، اللعبة الانكليزيّة الشهيرة، وهي تحتلّ مكانة مهمّة منذ القرن التاسع عشر، إضافة إلى أنواعٍ عديدة منها كرة القدم الأميركيّة والرياضات المائيّة وركوب الأمواج وسباقات الزوارق والسباحة إذ تعتبر أستراليا ثاني دولة في العالم من حيث فوزها بالميداليّات في هذه الرياضة خلال الألعاب الأولمبيّة.
اقرئي أيضًا: