لاس فينتاس... عنوان لمصارعة الثيران في مدريد

عند دخولك في دهاليز حلبة لاس فينتاس لمصارعة الثيران في مدريد تطالعك لافتة على باب صغير مدون عليها عبارة غرفة الماتادور، ومن هذه الغرفة يمكن لمصارعي الثيران أن يتجنبوا تحديق وأنظار المتطفلين ويرتبوا أفكارهم في هدوء استعداداً للخروج وملاقاة الثور.

 كما يوجد مكان آخر للتأمل وهو الكنيسة الصغيرة التي تحتوي على أشياء مقدسة، من بينها صورة لعذراء لا بالوما وهي قديسة راعية لمدينة مدريد لأن الذهاب إلى الكنيسة هو نوع من الطقوس الذي ينبغي على الماتادور مراعاتها.

وتجري المصارعة كل يوم أحد حيث يتم جلب الثيران التي يزن كل واحد منها خمسمئة كيلوغرام إلى الحظائر يوم الخميس، وتجرى لها سلسلة من الاختبارات لتقييم درجة سرعة ردود أفعالها.

ويرى الماتادور الذي عادة ما يصل إلى حلبة لاس فينتاس قبل بدء العرض بنصف الساعة خصمه الثور لأول مرة داخل الحلبة، ويقوم مصارعو الثيران بشكل تقليدي بسحب القرعة لاختيار الثور الذي سيتحداه كل مصارع. 

وعندما يحضر أعضاء العائلة المالكة في إسبانيا عرض مصارعة الثيران فإنهم يشغلون مقصورة منعزلة عن بقية المتفرجين، ويجلس الملك في غرفة مجاورة بحيث تكون لديه الفرصة في تبادل بعض الكلمات مع الماتادور وأقاربه. 

ويأتي الكثير من السياح إلى الحلبة ومعظمهم يريدون فقط القول إنهم شاهدوا مصارعة الثيران فيقومون بمغادرة المكان بمجرد رؤية أول دماء تتدفق من الثور. 

وعلى الرغم من اهتمام السياح إلا أن عددا كبيرا من المقاعد بالشرفة يبقى شاغرا، بحيث لا تزيد نسبة الحضور على الثلاثين بالمئة فقط من نسبة المقاعد لأن الناس وخصوصاً الشباب مهتمون بكرة القدم بدرجة أكبر هذه الأيام.

scroll load icon