هذا ما حصل عندما زرت اسطنبول!
ما تتوقعينه في الحياة اليومية يكون في الكثير من الأحيان بعيداً كل البعد عما تجدينه يوم تدوسين في بلد غريب للمرة الأولى تماماً...
من ناحيتي، أردت أن أنهي العطلة الصيفية بطريقة مميّزة وخارجة عن المألوف، لذلك ما كان منّي سوى أن أحجز رحلة الى تركيا، وبالتحديد الى اسطنبول التي لطالما كانت تشدّني اليها بأسواقها القديمة وأجوائها الفرحة والصاخبة، الى جانب مناظرها الطبيعية الخلابة.
عند هبوط الطائرة في المطار تنتقلين بباص مخصص للركاب نحو داخل المطار لاستلام الحقائب، يذهلك جمال الطبيعة الخضراء المحيطة بأرض المطار والهواء العليل الذي تزيّنه أولى نسمات أيلول الباردة. استلمنا الحقائب وتوجهنا نحو سيارة الأجرة التي كانت بانتظارنا أمام المطار لتنقلنا الى الفندق حيث سنمكث لخمسة أيام متتالية.
وصلنا الى الغرفة ووضبنا الحقائب وخرجنا لنمشي في شوارع تقسيم المبهرة. أصوات السيارات وضجيج المارة يأسرون انتباهك فتجدين نفسك تبتسمين من دون تفكير، كيف ولا وأنت ترين أمامك أسراباً من الحمام الزاجل الذي ينتظر فتافيت الخبز الصغيرة ليتغذى. في شوارع تقسيم تشتمين رائحة الكستناء وتلعبين مع بائعي البوظة العربية، وترتشفين القهوة التركية في ظل أجواء جميلة من الموسيقى التي تنطلق فجأة من بعض أركان الشوارع الخفية لفرق صغيرة لم تجذبها المسارح أكثر مما جذبتها عيون المارة المذهولين.
في اليوم الثاني، قررنا زيارة بورصا، فاشتركنا في رحلة سياحية مميّزة، جالت بنا في المدينة وتوجهنا نحو الجبال العالية في بورصا حيث الحرارة منخفضة جداً لدرجة أن الصقيع يحرق وجهك وجسمك من دون أن تشعري، ولكن منظر المغيب من أعلى القمم لا يفوّت طبعاً.
في اليوم التالي، زرنا المسجد الأزرق، وهو مسجد السطان أحمد إبن السلطان سليمان، وعند الدخول اليه تتفاجئين بضخامته وروعة هندسته، مع الباحة الخارجية الواسعة له والتي تربطه بأسواق تركيا القديمة حيث تجدين العطور والبهارات والأقمشة والملابس وكل ما تريدينه.
هذا وزرنا أيضاً متحف أيا صوفيا القديم الذي يضم تاريخ أديان برمتها ما بين المسيحية والفتحات الإسلامية الذي دخلت الى البلاد. عندما تجولين بين جدرانها وتتأملين جمال ألوان هندستها الخلابة تنسين نفسك أمام عظمة تاريخ مدهش.
بالطبع، مرت الأيام الخمس من دون أن نشعر ولا ريب أن التوجه الى اسطنبول يحتاج منك عطلة تتخطى الأسبوع، لذلك بالطبع سنعود في أقرب فرصة لنتابع استكشافاتنا المميّزة...