جمالك يبدأ من الداخل.. كيف يؤثر نظامكِ الغذائي على نضارة بشرتكِ وشعركِ؟

لطالما ظنّت كثير من النساء أن الجمال يبدأ من الخارج، من الكريمات، والزيوت، والماسكات، ومستحضرات التجميل. لكن الحقيقة التي يؤكدها خبراء التغذية والجلدية اليوم أن الجمال الحقيقي يبدأ من الداخل، من المطبخ تحديدًا، ومن طبق الطعام اليومي الذي تضعينه أمامك.

فما تتناولينه لا ينعكس فقط على وزنكِ أو طاقتكِ، بل على بشرتكِ وشعركِ أيضًا، إذ يحدد النظام الغذائي مدى نضارتهما ولمعانهما وقوتهما.

 يأخذكِ "يومياتي" في جولة غذائية داخل مطبخ الجمال، لنتعرف على العناصر الأساسية التي يحتاجها شعركِ وبشرتكِ لتتألقي طبيعيًا دون مجهود.

 

الغذاء والجمال.. علاقة لا تنفصل

ما نأكله ينعكس على مظهرنا تمامًا كما ينعكس على صحتنا، فالبشرة والشعر آخر ما يصله الغذاء بعد أن يغذي الأعضاء الحيوية، ولهذا يظهر تأثير سوء التغذية سريعًا عليهما.

فإذا كان نظامكِ الغذائي فقيرًا بالمعادن والفيتامينات، فستلاحظين بهتان البشرة، وجفاف الشعر، وتساقطه، مهما استخدمتِ من منتجات باهظة الثمن. بينما النظام الغذائي المتوازن والغني بالعناصر الصحيحة يمنحكِ نضارة دائمة، ولمعانًا طبيعيًا، ومظهرًا حيويًا لا يمكن تقليده بمستحضر تجميل.

 

الزنك.. معدن القوة واللمعان

الزنك هو أحد أهم العناصر التي تلعب دورًا مباشرًا في صحة الشعر. نقص الزنك من أكثر الأسباب الخفية وراء تساقط الشعر وضعف البصيلات، خاصة بين الفتيات اللاتي يتبعن حميات قاسية.

فالزنك يساعد في تكوين البروتينات داخل خلايا الشعر، ويدعم التئام الأنسجة وتجددها. احرصي على إدخال مصادر الزنك الطبيعية إلى طعامكِ مثل اللحوم الحمراء، صفار البيض، والمأكولات البحرية كالمحار والجمبري. وللنباتيات، يمكن تعويضه من البقوليات والمكسرات.

 

الدهون الصحية.. سر اللمعان الطبيعي

كثير من النساء يعتقدن أن الدهون عدوة الجمال، في حين أن بعضها ضروري لصحة الشعر والبشرة.

فالدهون الصحية — مثل الأحماض الدهنية الأساسية أوميغا 3 و6 — تعمل كدرع واقٍ يحافظ على رطوبة الجلد ومرونة الشعرة.

يؤدي نقصها إلى جفاف فروة الرأس وتشقق أطراف الشعر.لذلك، اجعلي في طبقكِ اليومي حفنة من المكسرات (اللوز، الجوز، الفستق)، ووجبة من الأسماك الدهنية (السلمون، الماكريل، التونة)، ورشة من زيت الزيتون البكر فوق السلطة. الدهون الصحية لا تضر القوام بل تحافظ عليه، لأنها تنظم الهرمونات وتغذي بصيلات الشعر من الداخل.

 

البيوتين.. فيتامين الجمال الخفي

ينتمي البيوتين إلى مجموعة فيتامينات “ب” المركّبة، وهو معروف بدوره الحيوي في تقوية الشعر والأظافر. البيوتين يدخل في إنتاج الكيراتين، البروتين الأساسي المكوّن للشعر. نقصه يسبب هشاشة وتساقطًا تدريجيًا.

من أهم مصادر البيوتين الغذائية: البيض، الكبد، اللحوم الحمراء، والمكسرات.

أما النباتيون فيمكنهم الحصول عليه من العدس والفاصولياء وفول الصويا.

وإذا كنتِ تلاحظين ضعفًا مستمرًا في شعركِ رغم العناية، فقد يكون من المفيد إجراء تحليل بسيط لمستوى البيوتين في الجسم، تحت إشراف الطبيب.

 

الحديد.. الأوكسجين الذي يتنفسه شعرك

الحديد ليس فقط مكوّنًا أساسيًا في الدم، بل هو "نَفَس" الشعر والبشرة. فعندما ينخفض مستواه، تقل كمية الأوكسجين التي تصل إلى البصيلات، ما يؤدي إلى تساقط ملحوظ وشحوب في البشرة.

تشير الإحصاءات إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء تعاني من نقص الحديد بدرجات متفاوتة، خاصة خلال فترات الدورة الشهرية أو بعد الولادة.

أغني طعامكِ بمصادر الحديد مثل اللحوم الحمراء والكبدة، والخضروات الورقية الداكنة كالسبانخ والجرجير، والبقوليات كالعدس والفول.

ولتسهيل امتصاص الحديد، تناولي معها مصدرًا لفيتامين C مثل عصير البرتقال أو الفراولة.

 

الماء.. سر النضارة الأبدي

لا يمكن الحديث عن الجمال الداخلي دون ذكر الماء.

الماء هو العنصر الذي يغذي الخلايا ويمنحها الحياة. فقلة شرب الماء تجعل البشرة باهتة والشعر هشًا ومتقصفًا.

احرصي على شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب يوميًا، وزيدي الكمية في الأجواء الحارة أو بعد ممارسة الرياضة.

ويمكنكِ دعم الترطيب بتناول الخضروات والفواكه الغنية بالماء مثل الخيار، البطيخ، البرتقال، والعنب. هذه الأطعمة لا ترطب فحسب، بل تمدكِ بمضادات أكسدة تحمي خلايا الجلد من الشيخوخة المبكرة.

 

الفترة بعد الحمل.. اختبار حقيقي لمخزون الجسم

تمر المرأة بعد الولادة بمرحلة حساسة، تنخفض فيها مستويات الفيتامينات والمعادن بشكل كبير، مما يؤثر على صحة الشعر والبشرة، ويؤكد الأطباء أن تساقط الشعر بعد الولادة أمر طبيعي ومؤقت، لكنه قد يستمر إذا لم تُعوّض الأم مخزونها الغذائي.

لذلك، يُنصح بالاستمرار في تناول المكملات الغذائية التي يصفها الطبيب، خاصة الحديد والكالسيوم والزنك، بجانب نظام غذائي متوازن.

 

العامل النفسي لا يقل أهمية

حتى لو كان طعامكِ صحيًا، فإن التوتر والضغط النفسي قادران على إبطال مفعوله، فالقلق المزمن يرفع هرمون الكورتيزول، الذي يضعف البصيلات ويؤثر على إنتاج الكولاجين، مما يجعل البشرة أكثر عرضة للبهتان والشعر للتساقط.

احرصي على إدخال النشاط البدني إلى يومكِ — مثل المشي أو اليوغا — فالحركة تفرز الإندورفين الذي ينعكس إيجابًا على جمالكِ الداخلي والخارجي.

 

نظامكِ المثالي يبدأ بالوعي

ليس المطلوب أن تتبعي نظامًا صارمًا أو تعتمدين على المكملات فقط، بل أن توازني.

قومي بتنويع أطعمتكِ بين البروتين، الخضروات، الدهون الجيدة، والحبوب الكاملة.

ابتعدي عن الوجبات السريعة، المشروبات الغازية، والسكر الأبيض، فهي أسرع طريق لفقدان النضارة.

تذكري أن بشرتكِ وشعركِ مرآة لما تأكلينه — إن غذّيتهما بما يحتاجان سيكافئانكِ بنضارة تدوم.

scroll load icon