لوك كيم كارداشيان يعود من جديد.. صيحة المكياج الكلاسيكي تغزو إنستجرام النجمات العرب
في عالمٍ يتبدّل فيه الجمال كالمواسم، ويُعاد تعريف الأناقة كل بضعة أشهر، يعود من جديد لوك كيم كارداشيان ليؤكد أن المكياج الكلاسيكي لا يموت أبدًا، بل يتجدّد بذكاء كل جيل على طريقته. هذه المرة، لم تأتِ الصيحة من هوليوود أو عروض الأزياء الباريسية، بل من حسابات النجمات العرب على "إنستجرام"، اللواتي أعادن تقديم المظهر الأيقوني لكيم بلمسة شرقية دافئة، تجمع بين الجرأة والرقة، والترف والبساطة في آنٍ واحد.
عودة الصيحة: حين يصبح الكلاسيكي موضة من جديد
منذ أكثر من عقد، ارتبط اسم كيم كارداشيان بإطلالة مكياج صارت مدرسة قائمة بذاتها: البشرة المضيئة الخالية من العيوب، الكونتور الحاد الذي ينحت الملامح، العيون المحددة بألوان ترابية، والرموش الكثيفة التي تمنح النظرة عمقًا هوليووديًا، إلى جانب شفاه ممتلئة بدرجات النيود الهادئة.
اليوم، وبعد موجة من الاتجاهات الجمالية الغريبة — من المكياج الزجاجي إلى الألوان الفلورية — عادت النجمات إلى الأسلوب الكلاسيكي الذي لا يخضع لزمن ولا لمزاج الموضة، بل يعيد التوازن بين الجمال الطبيعي والفخامة الأنثوية.
ما هو المكياج الكلاسيكي؟
المكياج الكلاسيكي ليس مجرد "ستايل"، بل فلسفة في إبراز الجمال الطبيعي دون اللجوء إلى المبالغة.
جوهره يقوم على ثلاث ركائز أساسية:
البشرة المثالية: تعتمد على تغطية ناعمة موحدة اللون، مع لمسة من الإشراق الصحي، وكأن الإضاءة تنبع من الداخل.
العيون المحددة: يتم التركيز على رسم العين بأسلوب ناعم باستخدام ظلال ترابية بدرجات البني أو البرونزي، مع كحل أسود رفيع يمتد بخفة عند الأطراف لإبراز شكل العين دون إفراط.
الشفاه المتوازنة: تبتعد تمامًا عن الألوان الصارخة، وتركز على درجات النيود، الروز الفاتح، أو البيج المائل للزهري، وهي ألوان تضيف دفئًا ورقّة في الوقت نفسه.
هذا النمط يُظهر المرأة كما هي، لكن في أجمل حالاتها، ويعتمد على توازن دقيق بين التحديد والإخفاء — يبرز الملامح القوية دون أن يطمس نعومة الوجه.
View this post on Instagram
كيم كارداشيان: من التأثير إلى الأيقونة
لم يكن صعود كيم كارداشيان في عالم الجمال مجرد مصادفة، بل ثورة هادئة في فهم أنوثة القرن الواحد والعشرين.
من خلال مكياجها الكلاسيكي المتقن، جعلت من الكونتور فنًا يوميًا، ومن الإضاءة (الهايلايتر) أداة لخلق بعد بصري جديد للوجه. ومع الوقت، صار لوكها رمزًا للقوة والسيطرة الأنيقة — امرأة تعرف تفاصيل وجهها، وتعيد رسمها بثقة كل صباح.
تأثيرها امتد ليصل إلى العالم العربي، حيث تبنّت العديد من النجمات هذا الأسلوب، لكن بطابع محلي أكثر دفئًا وملاءمة للملامح الشرقية.
المكياج الكلاسيكي بصيغة عربية
بين عامي 2024 و2025، يمكن ملاحظة عودة قوية لهذا اللوك على حسابات النجمات العربيات، لكن مع تكييفه مع الذوق الإقليمي.
فبدلاً من البشرة المطفية تمامًا التي كانت تميّز كيم، اختارت النجمات العرب بريقًا خفيفًا (Glow) يمنح الوجه مظهراً مشرقاً يناسب أجواء الشرق الأوسط الدافئة.
كما تم استبدال الكونتور الحاد بظلال ناعمة تدمج الخدود والوجنتين في تناغم أنثوي أكثر سلاسة.
هذه التفاصيل الصغيرة حولت المكياج الكلاسيكي من صيغة غربية جامدة إلى إطلالة عربية مترفة — تُبرز الملامح القوية وتحتفي بالبشرة السمراء والزيتونية التي تميز نساء المنطقة.
نجمات عرب أعدن إحياء اللوك
1. بلقيس فتحي: الكلاسيكية بنبض عصري
تُعد الفنانة بلقيس فتحي من أوائل من أعادوا تقديم لوك كيم بروح جديدة.
في آخر جلسة تصوير لها بدبي، ظهرت ببشرة مضيئة، عيون برونزية لامعة، ورموش كثيفة محددة بالكحل، مع شفاه بلون النيود المائل للبيج.
هذا المزيج بين النعومة والدقة جعلها تبدو قريبة من أسلوب كيم، لكن بطابع عربي أنيق، يُبرز الملامح لا يغيرها.
View this post on Instagram
2. مايا دياب: الكلاسيكي الجريء
أما مايا دياب فذهبت باتجاه أكثر جرأة، فاعتمدت المكياج الكلاسيكي بلمسة معدنية، مستخدمة ظلال ذهبية فوق الجفن، وهايلايتر قوي عند عظمة الخد.
هي لم تكتفِ بتقليد الصيحة، بل أعادت تعريفها على طريقتها، لتخلق إطلالة فيها من الفخامة بقدر ما فيها من الجرأة.
بهذا الأسلوب، حافظت على الفكرة الأصلية للوك كيم، لكنها حولتها إلى توقيع بصري لبريق السهرات العربية.
3. نادين نسيب نجيم: الأنوثة الهادئة
تتربع نادين نسيب نجيم على قمة النجمات اللاتي يتقنّ اللعب على تفاصيل الجمال الكلاسيكي.
في أحدث ظهور لها في مهرجان البحر الأحمر، اختارت مكياجاً ترابياً بدرجات البني والروز الفاتح، مع لمعة خفيفة على الجفن، وشفاه طبيعية شبه خالية من اللمعان.
كان المكياج هادئاً لكنه قوي، يعكس حضورها الواثق ويعيد التذكير بروح الجمال الكلاسيكي الذي يعتمد على التوازن لا المبالغة.
View this post on Instagram
4. درة زروق: البساطة التي لا تُنسى
النجمة التونسية درة مثال آخر على كيف يمكن للبساطة أن تكون فخمة.
في أحدث جلسة تصوير لها بالقاهرة، ظهرت بمكياج ناعم جداً يركز على صفاء البشرة، مع كحل أسود رفيع، وخدود وردية خفيفة.
كانت النتيجة: إطلالة تُشبه نجمات السينما الكلاسيكية في الخمسينيات، لكنها بنَفَس عربي متجدد.
تحليل الاتجاه: لماذا عاد الكلاسيكي الآن؟
العودة إلى المكياج الكلاسيكي ليست مجرد حنين لماضٍ جميل، بل رد فعل على الإفراط البصري الذي اجتاح مواقع التواصل خلال السنوات الماضية.
النساء سئمن من الإطلالات الصناعية الثقيلة والفلاتر التي تُغيّر الملامح. ومع صعود موضة “Skinimalism” — أي التجميل البسيط — جاء المكياج الكلاسيكي كحلّ وسط: مكياج يُظهر الجمال ويخفي العيوب دون أن يُخفي الشخصية.
إنه مكياج المرأة الواثقة من ملامحها، لا التي تسعى لتغييرها.
كيف تعتمد المرأة العربية هذا اللوك؟
لتطبيق لوك كيم الكلاسيكي بأسلوب عربي، يمكن اتباع خطوات بسيطة:
ابدئي ببشرة نظيفة ومرطبة جيدًا، ثم استخدمي كريم أساس بملمس خفيف لتوحيد اللون فقط دون إخفاء الملامح الطبيعية.
استخدمي الكونتور بدرجات دافئة، وادمجيه جيداً ليبدو كظل طبيعي لا كخط هندسي.
ظلال العيون البنية والذهبية هي المفتاح لإبراز العين الشرقية، مع لمسة ماسكارا كثيفة وكحل مسحوب بخفة.
الشفاه النيود بدرجات الخوخ أو الروز تمنح الوجه توازناً وتترك مساحة للنظرة لتتحدث.
وأخيراً، الإضاءة الخفيفة (هايلايتر ناعم) عند عظمة الخد والأنف تضيف لمسة هالة طبيعية تشبه ما جعل كيم كارداشيان تُعرف بوجهها المتوهج.
من هوليوود إلى الشرق الأوسط: تحوّل في رموز الجمال
من المثير أن نرى كيف انتقلت صيحة وُلدت في لوس أنجلوس لتجد مكانها الطبيعي في العواصم العربية.
النجمات العربيات لم يكتفين بتقليد كيم، بل أعطين المكياج الكلاسيكي بعدًا جديدًا — جمالاً يليق بملامح شرقية تحمل مزيج القوة والدفء.
هذا الاندماج بين العالمي والمحلي هو ما يجعل الصيحة قابلة للاستمرار، لا مجرد موجة موسمية عابرة.
حين يتجدد الكلاسيكي بروح عربية
عودة لوك كيم كارداشيان ليست تكرارًا للماضي، بل إعادة تعريفٍ للجمال المعاصر بلغة أكثر نضجًا.
فالمكياج الكلاسيكي لم يعد رمزًا للترف فقط، بل صار رسالة عن الثقة والقبول الذاتي — أن تكون المرأة جميلة لأنها تعرف نفسها، لا لأنها تُخفيها.
وعلى صفحات "إنستجرام" النجمات العرب، يتجلى هذا المعنى يومًا بعد يوم: جمال يختار البساطة، لكنه لا يتخلى عن الفخامة؛ يلتزم بالكلاسيكي، لكنه لا يخاف من التجديد.
في زمنٍ يتغير فيه كل شيء بسرعة، يبدو أن العودة إلى الكلاسيكية هي في الحقيقة أحدث صيحات الجرأة.