من حق أطفالك أن يضجروا قليلاً

من حق أطفالك أن يضجروا قليلاً

محتويات

    يعتقد بعض الأهل أنّهم يكونون مربّين أفضل، إن منحوا أولادهم كلّ وسائل اللهو والترفيه طوال الوقت. تكرّست هذه الفكرة، مع انتشار وسائل التقنية الحديثة في كلّ بيت، بحيث بات الأولاد منذ طفولتهم الأولى يجدون ما يشتت انتباههم من ألعاب الفيديو، إلى الأغاني والتسجيلات المتاحة على الهواتف... ذلك مؤسف، لأن التشتت الدائم يحدّ من خيال الطفل، ويجعل قدرته على التركيز شبه معدومة.

     

    من حقّ الأطفال أن يضجروا قليلاً، وألا يكون برنامجهم اليومي مليئاً طوال الوقت بأمور أو أنشطة "مسلية". يحتاج الطفل لوقت يمضيه وحيداً، بصمت، كي يعتاد على فكرة وجود وقت ضروري للوحدة. وقت الضجر أو الصمت، يساعده على تنمية عوالمه الداخلية، وعلى التفكير أكثر بكيانه وأحساسيه، عوضاً عن التشتت الدائم بالألوان والأشكال البراقة.

     

    حين يتعلّم أطفالنا أن يضجروا قليلاً، ذلك يعني أنّهم يكتسبون خصال الصبر منذ طفولتهم الأولى. بمنحهم ساعة للصمت والهدوء والتأمل، بعيداً عن التسلية المستدامة، نعلّمهم كيف يتغلبون على القلق، وعلى الرغبة الدائمة بفعل شيء يحفّز جهازهم العصبي.

     

    من الأفضل ألا نربّي أطفالاً مدمنين على الألعاب الالكترونية والانترنت. ليس ظلماً أن يضجر الطفل لبعض الوقت، فذلك سيعطيه مساحة للتفكير، وتنمية طاقاته الروحية، ليكون إنساناً أفضل. كما أنّ علماء الأعصاب يؤكدون أن الأطفال الذين يحظون بوقت للصمت خلال اليوم، يحققون نتائج مدرسية أفضل من غيرهم.

    scroll load icon