البندورة... من فاكهة سامة إلى نجمة المطبخ
عرفت حضارة الأزتيك البندورة منذ القرن السابع قبل الميلاد، لذلك يعتقد المؤرخون أنها ظهرت في القارة الأميركية بدايةً. ولكن، لم يتعرف الأوروبيون عليها إلا في القرن السادس عشر، حين ساد اعتقاد بأنها فاكهة سامة.
ففي ذلك الزمان، كان الأغنياء يأكلون الطعام في أوانٍ مصنوعة من القصدير. وعند ملامسة المعدن لعصارة الطعام، كان يذوب، ويتحول إلى سم، ويتسبب بالوفاة. تلك المشكلة لم تواجه الفقراء الذين كانوا يأكلون في أوانٍ خشبية. لذلك بقيت البندورة طعام الفقراء حتى القرن التاسع عشر.
شهد مطلع القرن التاسع عشر هجرة الأوروبيين، ومن بينهم الطليان، إلى القارة الأميركية، آخذين معهم عاداتهم الغذائية، وعلى رأسها البندورة. وإلى جانب الهجرة، ساهم ابتكار البيتزا بشهرة البندورة. ومن المرجح أن يكون طباخ من نابولي قد ابتدعها في أواخر القرن التاسع عشر، احتفاءً بالملكة مارغريت، أول ملكية إيطالية تحكم البلاد منذ احتلالها على يد نابوليون. وصنعت البيتزا من ألوان العلم الايطالي: الأحمر للصلصة، الأبيض لجبنة الموزاريلا، والأخضر للحبق. ومن تلك المكونات صنعت أول بيتزا "مارغريتا" تيمناً بالملكة، ولا تزال تعدّ البيتزا الأصلية حتى يومنا هذا.
ساد النقاش على مر السنوات حول ما إذا كانت البندورة فاكهة أم خضار، لكنها تكرست كنوع خضار أساسي في المطبخ بعد الحرب الأهلية الأميركية. واليوم، بعيداً عن الانشغال بالتسميات، لم يعد أحد ينظر إلى البندورة كفاكهة سامة، بل باتت نجمة من نجوم المطبخ، ولا يمكن لأي عائلة أو مطعم الاستغناء عنها.