الرقص لصحّة وحياة أفضل

 

 

كلّنا نعرف أنّ للرقص فوائد صحيّة عديدة، إذ أنّه ينشّط الدورة الدمويّة، ويقوّي العضلات والمفاصل، ويعزّز المعنويّات والصحّة النفسيّة، كما يفيد الراغبين بخسارة الوزن.

 

دراسة صدرت حديثاً خلال مؤتمر صحّي في الولايات المتحدة، أثبتت، مرّة أُخرى، منافع الرقص الصحيّة، خصوصاً عند كبار السنّ، ممن أمضوا سنوات طويلة من دون ممارسة الرياضة أو أيّ نوع من أنواع الحركة.

 

في حديث لمجلّة "تايم" الأميركيّة، قال أحد معدّي الدراسة دافيد ماركيز، وهو أستاذ مساعد في علم الحركة والتغذية في جامعة الينوي، إنّ نتائج الدراسة تعدّ سبقاً من الناحية العلميّة، وإن كان ما تثبته معروفاً في الثقافات التي تعتمد الرقص جزءاً من يوميّتها مثل مجتمعات الأميركيين من أصول لاتينيّة.

 

لإنجاز الدراسة، قرّر ماركيز وزملاؤه البحث عن تمارين تجذب كبار السنّ من أصول لاتينيّة، خصوصاً أولئك المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري، والضغط، بهدف دراسة أثر الحركة على جسدهم. وبعد تفكير، قرّر فريق الباحثين اعتماد الرقص كأداة للاختبار، فاستعانوا بمدرّب الرقص اللاتيني ميغل منديز.

 

أعدّ منديز صفّ رقص خاص بكبار السنّ، جمع فيه بين عدّة رقصات مثل التشاتشا، والسالسا، والميرنغي. ودعا فريق الباحثين 57 شخصاً في الستينيات من العمر للمشاركة في تمارين حركيّة لمدّة أربعة أشهر. انقسم المشاركون إلى فريقين، فريق اتبع صفّ منديز، وفريق آخر انضمّ إلى صفّ خاصّ بالتربية الصحيّة، يشمل الحمية والحركة وبعض العلاجات. في نهاية الدراسة، لحظ العلماء أنّ الفريقين حقّقا تقدّماً لناحية زيادة الحركة. لكنّ المفاجأة كانت أنّ فريق صفّ الرقص تقدّم بشكل أكبر وملحوظ. وأجرى الباحثون اختباراً للفريقين، لقياس قدرتهم على السير لمسافات طوية. عندها، لاحظوا تحسّناً عند الفريقين، لكنّ فريق الرقص تمكّن من السير بسرعة أكبر.

 

بعدما أثبت البروفسور ماركيز فوائد الرقص الصحيّة بشكل عام، يسعى حاليّاً مع فريقه لإظهار مكمن تلك الفوائد بدقّة، مثل تحديد تأثيره على الدماغ، عبر اختبارات جديدة، بحسب مجلّة "تايم". وينصح معدّو الرسالة الأفراد من كافّة الأعمار باعتماد الرقص كوسيلة لزيادة حركتهم، إذ قد تكون صفوف الرياضة اليوميّة بواسطة الآلات مملّة، لكنّ صفوف الرقص تعدّ محفّزاً فعليّاً على مغادرة الكنبة، خصوصاً إن جرى اعتمادها كنشاط عائلي، يشارك فيه الزوجان، أو الأم مع أولادها.

scroll load icon