برد القدمين يفسد صحتك!.. نصائح للمحافظة على حرارة الجسم وتحسين الدورة الدموية!

مع دخول الشتاء وتقلبات الطقس، تبدأ السيدات في مواجهة واحدة من أكثر المشكلات إزعاجًا: برودة القدمين. وبرغم أن الكثيرات يتعاملن معها باعتبارها عرضًا بسيطًا، فإن الحقيقة أن برودة القدمين قد تكون مؤشرًا لخلل في الدورة الدموية أو إنذارًا بأن حرارة الجسم لا تُدار بالشكل الصحيح. ومع الانشغال اليومي والضغط النفسي، قد تتجاهل المرأة هذه الإشارة الجسدية المهمة، ما يؤدي أحيانًا إلى شعور مزعج مستمر، وصعوبة في النوم، وانخفاض في مستوى النشاط.

إن الحفاظ على دفء القدمين ليس مجرد شعور بالراحة، بل خطوة أساسية لحماية الصحة العامة، فالأقدام من أكثر مناطق الجسم حساسية للبرد، وأول أجزاء تفقد حرارتها بسبب بعدها عن مركز الجسم. ومع انخفاض الحرارة، تتأثر قدرة الجسم على التنفس بشكل طبيعي، وتتراجع كفاءة الدورة الدموية، وقد تبدأ أعراض مثل انسداد الأنف، التنفس من الفم، أو الشعور بالإرهاق العام. ومن هنا تأتي أهمية الوعي بدور القدمين في تنظيم حرارة الجسم، واتباع عادات يومية يمكن أن تُحدث فرقًا واضحًا في الإحساس بالدفء والنشاط.

 

كيف يفقد الجسم حرارته؟ وما علاقة القدمين بذلك؟

لفهم سبب برودة القدمين وتأثيرها على الصحة، من المهم معرفة الطرق التي يفقد من خلالها الجسم حرارته. يفقد الجسم حرارته عبر أربع آليات رئيسية: الإشعاع، التوصيل، الحمل الحراري، والتبخر. وكلها تعمل بشكل أسرع عندما تكون القدمين مكشوفتين أو غير معزولتين بشكل جيد. فملامسة الأرض الباردة، أو ارتداء أحذية غير عازلة، أو رطوبة الجوارب، كلها عوامل تُسرّع فقدان الحرارة.

ومع انخفاض حرارة الجسم، يُرسل الدماغ إشارات لتقليل تدفق الدم للأطراف للحفاظ على حرارة الأعضاء الحيوية، فتكون القدمين أول ما يتأثر. لذلك، عندما تشعرين ببرودة القدمين، فهذه إشارة واضحة بأن جسمك يحاول التكيف مع البيئة الباردة وقد بدأ فعليًا في فقدان جزء من حرارته الداخلية.

 

 

طبقات الملابس.. سر الحفاظ على حرارة الجسم

إن ارتداء الملابس الشتوية المناسبة هو أول خطوات مواجهة البرد. ومن أهم النصائح ارتداء الملابس على طبقات، بحيث تكون الطبقة الأولى قطنية رقيقة تمتص الرطوبة، بينما تكون الطبقة الثانية صوفية تمنح الدفء، وتأتي الطبقة الأخيرة لتحمي من الهواء والبرد والمطر. هذه الطريقة تسمح للجسم بالاحتفاظ بالحرارة وتوفير عزلة فعّالة ضد الطقس البارد.

أما بالنسبة للقدمين، فإن الجوارب الصوفية أو الحرارية هي الخيار الأمثل؛ لأنها تحبس الحرارة وتُبعد الرطوبة. وفي الأيام شديدة البرودة، يمكن ارتداء جورب قطني رقيق تحت جورب صوفي ثقيل. كما يُفضل ارتداء أحذية ذات نعل سميك وعازل يمنع برودة الأرض من الانتقال إلى القدمين. وتذكري دائمًا: الجوارب الضيقة تقلل تدفق الدم، وبالتالي تزيد الإحساس بالبرودة.

 

حمامات الماء الدافئ.. دفء سريع ومفعول ممتد

لا يوجد ما هو أفضل من حمام ماء دافئ للقدمين في نهاية يوم شتوي طويل. يساعد النقع لمدة 10–15 دقيقة في إعادة تدفق الدم إلى القدمين وتحفيز الشعور بالراحة. وبعد التجفيف الجيد، يُفضل ارتداء جوارب دافئة فورًا للحفاظ على الحرارة داخل الجلد. كما أن الحركة الخفيفة، مثل تدوير الكاحلين أو المشي لبضع دقائق، تعزز تدفق الدم وتمنح دفئًا طبيعيًا.

أثبتت الدراسات أن حمامات القدم الدافئة تُحسّن الدورة الدموية بشكل ملحوظ، وتزيد الشعور بالراحة الحرارية، ما يجعلها وسيلة بسيطة وفعّالة يمكن لجميع النساء اتباعها، خاصة في المساء أو قبل النوم.

 

التغذية.. الدفء يبدأ من الداخل

إن التغذية السليمة خلال الشتاء تلعب دورًا كبيرًا في تحسين تدفق الدم وإنتاج الطاقة اللازمة للحفاظ على حرارة الجسم. ومن أهم الأطعمة التي يُنصح بتناولها:

  • العسل: مصدر طبيعي للطاقة، يخفف أعراض الرشح، ويمنح الجسم دفئًا فوريًا.
  • القرفة: تحفّز عملية الأيض وتساعد الجسم على إنتاج الحرارة.
  • الزنجبيل: يزيد حرارة الجسم ويدعم المناعة، ويمكن تناوله كشاي مع العسل.
  • الفلفل الحار: يحتوي مادة "الكابسيسين" التي ترفع حرارة الجسم وتُنشط الدورة الدموية.
  • السمسم: يساعد على تدفئة الجسم ويدعم الصحة العامة.
  • الموز: غني بفيتامين ب والمغنيسيوم، وكلاهما يساعدان في تنظيم حرارة الجسم.
  • الشوربات الساخنة: خيار مثالي يمنح الدفء دون سعرات عالية.
  • الحبوب الكاملة: تحتاج طاقة كبيرة لهضمها، ما يرفع حرارة الجسم ويستمر مفعولها لفترة طويلة.
  • هذه المجموعة من الأطعمة لا تمنحك الدفء فقط، بل تدعم صحتك ومناعتك خلال فصل الشتاء.

 

جفاف القدمين.. مفتاح الاحتفاظ بالحرارة

الرطوبة هي العدو الأول للدفء. الجوارب المبللة، الأحذية غير المجففة، أو حتى العرق قد يؤدي إلى فقدان سريع للحرارة. لذلك، من المهم جدًا الحفاظ على جفاف القدمين، وتجفيف الأحذية جيدًا، واستخدام مرطب للقدمين لمنع التشققات التي تزيد من الشعور بالبرودة.

 

 

الحركة.. علاج فعّال لضعف الدورة الدموية

الجلوس الطويل يقلل وصول الدم إلى الأطراف، لذلك من الضروري إدخال القليل من الحركة إلى الروتين اليومي. قومي بالوقوف كل ساعة، تمديد الساقين، أو المشي لبضع دقائق. هذه الحركات البسيطة كافية لتنشيط الدورة الدموية ومنع الشعور بالبرد.

كما أن ممارسة الرياضة اليومية، حتى لو كانت خفيفة مثل المشي، تعزز صحة القلب وتنظم التنفس وتُحسن تدفق الدم.

 

علامات يجب الانتباه لها

في حال استمرت برودة القدمين رغم ارتداء الملابس الدافئة والحركة الجيدة، أو لاحظتِ تغيّرًا في لون الجلد، فهذا قد يشير إلى ضعف في الدورة الدموية ويحتاج إلى استشارة طبية. فبعض الحالات الصحية، مثل السكري أو ضعف الغدة الدرقية، قد تؤثر على إحساس الجسم بالبرد وقدرته على تنظيم حرارته.

 

نصائح إضافية لتحسين تدفئة الجسم

اشربي ما لا يقل عن 8 أكواب ماء يوميًا للحفاظ على الدورة الدموية.

حافظي على مستويات الحديد الطبيعية؛ لأنه مسؤول عن نقل الأكسجين داخل الجسم.

غيري وضعية جسمك باستمرار وتجنبي الجلوس لساعات طويلة.

امنحي نفسك حمامًا دافئًا بين حين وآخر لتنشيط الدورة الدموية.

دلّكي القدمين لتحفيز تدفق الدم وتخفيف التوتر.

scroll load icon