فحص السكري يجب ألا يقتصر على ما قبل الطعام...
بالرّغم من التقدّم الكبير الذي أحرزه الطب في مجال إدارة مرض السكّري، فإنّ معدّل الإصابة بمرض السكّري في العالم يرتفع كثيرًا، وبحسب الإحصاءات الأخيرة، يتوقّع أن يبلغ عددهم 550 مليوناً في حلول العام 2030. كذلك في لبنان، ما زال 50% من اللبنانيين المصابين بالسكّري، لا يدركون لحالتهم إلا حين يتمّ تشخيص المرض لديهم في مرحلةٍ لاحقة.
سبب هذا المرض يعود إلى اختلال وظيفة البنكرياس، حيث لا يمكن للجسم استعمال "الأنسولين" الذي ينتجه البنكرياس استعمالاً فعّالاً. وتعكس نسبة الإصابة بمرض السكّري من النوع الثاني التي تتراوح ما بين 11% و13% في لبنان، حاجة هائلة لم تتمّ تلبيتها بعد بسبب الطبيعة التصاعديّة للمرض. بالإضافة إلى أنّ ما يقارب الـ 50% من المرضى لا يحافظون على المستوى المطلوب لمخزون السكّر في الدم HBA1C لديهم، بالرّغم من قدرتهم على التحكّم بمستوى السكّر في الدم قبل الطعام.
المصابون بالسكّري يعتقدون عن خطأ أنّه يكفي مراقبة معدّل السكّر في الدم لديهم قبل الطعام، في حين أنّ الدراسات تُظهر أنّ معدّل "الغلوكوز" في الدم يرتفع جداً بعد الطعام، ما يسلّط الضوء على الحاجة إلى مراقبة "غلوكوز" الدم بعد الطعام أيضاً. وارتفاع السكّر بعد الطعام ما زال أمراً مهملاً وغير مأخوذ على محمل الجدّ، لذلك فقد تمّ مؤخراً إنتاج علاجات لارتفاع السكّري بعد الطعام لأنه يمكن أن يشكّل تهديدًا حقيقياً للأوعية الدمويّة.
اقرئي أيضًا: