هل البكاء مفيد للصحة؟

 

عندما نشعر بالحزن أو الاحباط، من المفيد أن نبكي ولو قليلاً. الدموع تشعرنا بالراحة، وتخفّف من الاحساس بالضيق. ولكن، حتى الآن، لم ينجح العلماء بإثبات أنّ البكاء أمر صحّي حقّاً، سواء على صعيد الصحّة النفسيّة أو الجسديّة. بحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانيّة، وفي دراسة للمقالات العلميّة التي نشرت عن البكاء خلال 140 عامًا، فإنّ معظم ما كتب يؤكّد على فوائد البكاء الصحيّة. وتربط تلك المقالات بين عدم البكاء بشكل كافٍ، وبين الاصابة بالربو، وارتفاع ضغط الدمّ، وحتّى السرطان. ودعت دراسة جديدة الرجال للبكاء أكثر، لأنّ ذلك يساعدهم على تخفيض الشعور بالأمل، وعلى الشفاء.

 

وفي مقال نشرته "غارديان" تكتب الطبيبة لويزا ديلنر أنّ البكاء من الحزن، أو الغضب، أو السعادة، أمر خاص بالبشر فقط، دوناً عن كلّ المخلوقات الأخرى. لكنّ الرأي حول منافع البكاء الصحيّة، تختلف من ثقافة إلى أخرى. في أندونيسيا مثلاً، يسود اعتقاد أنّ كلّ بكاء خارج الحداد، أمر غير صحي، ويؤدّي إلى اضطرابات صحيّة، ويقصّر من احتمالات الحياة.

 

وفي دراسة شملت 5 آلاف شخص من 35 بلد، وقادها الطبيب النفسي الهولندي آد فينجرهوتس، تبيّن أنّ المرأة تبكي بين 30 و64 مرّة في السنة، مقابل 6 إلى 17 مرّة في السنة للرجل. ورأى الطبيب الهولندي أنّ هرمون التستوستيرون عند الرجال، يحدّ من رغبتهم في البكاء، بينما يرتبط البكاء عند النساء بارتفاع هرمون البرولاكتين. وخلال فترة الحمل، يكون منسوب البرولاكتين مرتفعاً في الدمّ، ما يجعل المرأة تبكي أكثر.

 

تخلص ديلنر للقول إنّ البكاء قد يكون مفيداً، بوصفه طلب استغاثة، لأنّه قد ينبّه المحيطين بنا إلى حاجتنا للمساعدة، ويحثّهم على التخفيف عنّا. لكنّه في أحيان أخرى يعدّ دليل ضعف، وقد يساهم في إضعاف موقف الشخص، وتنفير الآخرين منه. إذاً، هل يعدّ البكاء مفيداً للصحّة؟ تردّ ديلنر: "إن كان سيجعلنا نشعر ببعض الارتياح، فلم لا"؟

scroll load icon