هل التوّقف عن تناول الكربوهيدرات يؤدي إلى مشاكل في القلب؟
أظهرت الدراسات أنّ الرياضيين منذ فترة طويلة هم عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني، وهو نوع من اضطراب ضربات القلب الشائعة التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وأظهرت دراسة حديثة قُدّمت خلال الاجتماع السنوي للكلية الأمريكية لأمراض القلب، إلى أنّ الناس الذين يتّبعون نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات هم أيضاً عُرضة للإصابة بالرجفان الأذيني.
فأولئك الذين يتناولون أقل من 45 في المئة من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات، يأكلون عدداً قليلاً من الخضار والفواكه والحبوب – أطعمة معروفة كونها تحدّ من الالتهابات المُرتبطة بالرجفان الأذيني.
أصبح خفض الكربوهيدرات استراتيجية مُنتشرة بين راكبي الدراجات والعدّائين الذين يتطلّعون إلى خفض وزنهم. ولكن اليوم، تشير البحوث إلى أنّه من الحكمة وقف هذه الاستراتيجية، أو على الأقل قطع الكربوهيدرات بحذر.
ذلك لأنّ الأشخاص الذين يستهلكون نسبة منخفضة من السعرات الحرارية اليومية من الكربوهيدرات كالحبوب والفواكه والخضار النشوية هم أكثر عُرضة للإصابة بالرجفان الأذيني – وهو عدم انتظام ضربات القلب التي يمكن أن تزيد من خطر جلطات الدم أو السكتة الدماغية التي يمكن التعرّف على أبرز علاماتها، وفقاً للبحث الأولي المُقدّم خلال الاجتماع السنوي للكلية الأمريكية لأمراض القلب.
حلّلت الدراسة السجلات الصحيّة والمدخول الغذائي لحوالي 14000 شخص من العام 1985 ولغاية العام 2016. في بداية الدراسة، لم يكن أيّ من المشاركين يعاني من الرجفان الأذيني. ولكن بعدها تمّ تشخيص ما يقارب 1900 حالة مُصابة على مدار 22 عاماً.
واكتشف الباحثون أنّ أولئك الذين يتناولون كميات منخفضة من الكربوهيدرات كانوا الأكثر عُرضة لتطوير الرجفان الأذيني. وعلى وجه التحديد، أولئك الذين تناولوا أقل من 45% من الكربوهيدرات في نظامهم الغذائي كانوا بنسبة 18% أكثر عرضة لتطوير الرجفان الأذيني مقارنة بأولئك الذين يتناولون الكربوهيدات بمعدل 45 إلى 52% من السعرات الحرارية اليومية. كما أنّ نسبة 16% كانت أكثر عرضة لتطوير اضطراب ضربات القلب مقارنة بأولئك الذين يتناولون نظاماً غذائياً عالي الكربوهيدرات بنسبة 52% من مجموع السعرات الحرارية.
إرتبط النظام الغذائي المنخفض الكربوهيدرات بزيادة خطر وقوع الرجفان الأذيني بغض النظر عن نوع البروتين أو الدهون المستخدمة لتحلّ مكان الكربوهيدرات.
هناك عدّة عوامل محتملة يمكن أن تفسّر سبب حصول الرجفان الأذيني بفعل نقص الكربوهيدرات. وأحد هذه العوامل هي أنّ الناس يتناولون نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات وبالتالي يميلون إلى تناول عدد أقل من الخضار والفواكه والحبوب – أطعمة معروفة بالحدّ من الالتهابات المُرتبطة بالرجفان الأذيني. كما أنّ تناول المزيد من البروتين والدهون بدلاً من الأطعمة الغنيّة بالكربوهيدرات قد يؤدي إلى ضرر مؤكسد ضار بالخلايا، المُرتبط أيضاً بالرجفان الأذيني. وأخيراً، يمكن أن يكون التأثير مُتعلقاً بزيادة خطر الإصابة بأشكال أخرى من أمراض القلب والأوعية الدموية.
توصي المبادئ التوجيهية الغذائية بأنّه يجب أن تُشكّل الكربوهيدرات 45 إلى 65% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. لذا وبالنظر إلى التأثير المحتمل لعدم إنتظام ضربات القلب من الأفضل اتباع نظام قطع الكربوهيدرات للتحكم بالوزن بحذر.
ويمكنك ايضاً التعرّف على علامات أخرى تنذر بوجود مشاكل في القلب.