هل القولون العصبي يسبب الخوف والقلق والاكتئاب؟
محتويات
مؤخرًا انتشرت بكثرة حالات من اضطرابات القلق والتي تظهر على شكل تعب شديد وعدم القدرة على فعل شيء واضطرابات الخوف والتي تظهر على شكل سرعة نبضات القلب وحدوث تعرّق بطريقة غير طبيعية وعدم القدرة على تطوير العلاقات الاجتماعية. فما العلاقة بين القولون العصبي والدماغ؟ وهل القولون العصبي يسبب الخوف والقلق والاكتئاب؟
هل القولون العصبي يسبب الخوف والقلق والاكتئاب؟
قد أكّدت بعض الدراسات أنّ هناك علاقة قوية بين القلق والخوف مع القولون العصبي وأعراض اضطراب الجهاز الهضمي، لذا في حال تساؤلتم يومًا هل القولون العصبي يسبب الخوف والقلق؟ فالإجابة نعم.
كما وأثبتت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي هم أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض النفسية كالخوف والقلق والاكتئاب وذلك منذ تشخيصهم بالقولون العصبي حتى بعد 5 سنوات من الإصابة به.
إضافة إلى ذلك، أشارت بعض الدراسات أنه يعاني 40% من مرضى القولون العصبي من اضطرابات القلق، بحيث القلق شائع لدى الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي ويصف القلق المعدي المعوي الأفكار والعواطف المتعلقة بالجهاز الهضمي، فتنشأ هذه المشاعر من الخوف من الأعراض التي يشعر بها المريض في الجهاز الهضمي.
بذلك ترتبط المستويات المرتفعة من القلق بتفاقم أعراض القولون العصبي، إذ الذين يعانون من مستويات عالية من القلق تكون أعراضهم أكثر ألم وشدّة وانتفاخ وتشنّج.
العلاقة بين القولون العصبي والدماغ
داخل الجسم يوجد سيالات عصبية تصل بين خلايا القولون العصبي وبين خلايا الدماغ ومرورًا بالقلب والرئتين، وبالتالي هذه السيالات تعمل على نقل المعلومات بين الدماغ والقولون مما يؤثّر بدوره على المشاعر ومزاج الإنسان وبذلك ترتبط صحة العقل بصحة المعدة.
بذلك تؤثر القناة الهضمية والدماغ على بعضهما البعض وقد ثبت أن البكتيريا الموجودة في القولون تؤثر على الصحة العقلية وبإمكانها التسبب بالأمراض النفسية مثل اضطراب القلق والخوف والاكتئاب، كما أنّ البكتيريا النافعة الموجودة في المعدة تلعب دور مهم في العلاقة بين القولون العصبي والدماغ، إذ تساهم هذه البكتيريا النافعة والمعروفة بأنها مفيدة للقولون مع مضادات الاكتئاب في علاج مرض الخوف والقلق والاكتئاب. ولهذه البكتيريا تأثير أيضًا من ناحية النظام الغذائي الذي يمكن أن يكون له تأثير مباشر على الصحة العقلية.
الرابط بين اضطرابات القلق والخوف بالقولون العصبي
تشير النظريات العلمية إلى عدة عوامل تعمل على تطور واستمرار القولون العصبي، بحيث قد ثبت سريريًا أن القولون العصبي له تأثير سلبي ومدمّر على الحالة النفسية للإنسان، كما أنّ مرضى القولون العصبي قد يميلون أكثر للأفكار الانتحارية بسبب إصابتهم بالقولون العصبي.
أعراض القولون العصبي النفسية والجسدية
العديد من الأشخاص يعانون من أعراض القولون العصبي النفسية والجسدية معًا، وتختلف هذه الأعراض بين الأشخاص وهي التالية:
أعراض القولون العصبي النفسية
القلق والاكتئاب
يصيب القولون العصبي النساء أكثر من الرجال، وتبدأ الأعراض بالظهور منذ الطفولة، وأشارت الدراسات بأن الأشخاص المصابين بالقولون العصبي يعانون من القلق والاكتئاب أكثر من غيرهم مما بدوره يجعل من أعراض القولون العصبي أكثر حدّة وسوءًا على المصاب.
الشعور بالحزن
يشعر دائمًا الأشخاص المصابين بمرض القولون العصبي من الحزن بشكل مستمرّ، ولكن حتى اليوم لم تظهر أي دراسة علمية تؤكّد سبب الشعور بذلك وعلاقته مع مريض القولون العصبي، ولكن لا ترتبط أعراض الحزن بأي مشاكل فيزيائية تحدث في الجسم.
الرغبة بالانتحار
أكّدت دراسة قد أجريت على مرضى القولون العصبي بأن ثلث الأشخاص ممن خضعوا للدراسة قاموا بالتفكير بالانتحار بسبب سوء الأعراض.
الإصابة بالاضطرابات النفسية
قد تبيّن أنّ فرصة الإصابة بأمراض الاكتئاب والخوف والقلق واضطرابات النوم تكون أعلى لدى الأشخاص المصابين بالقولون العصبي مقارنةً بالأشخاص الطبيعيين، وتزداد احتمالية الإصابة بالأمراض النفسية في أول سنة من التشخيص ومن ثمّ تتلاشى شيئًا فشيئًا بمرور السنين.
أعراض القولون العصبي الجسدية
- من أكثر أعراض القولون العصبي شيوعًا هي ألم في البطن والمغص وذلك فور تناول الطعام ثمّ يختفي بعد ذلك تدريجيًا.
- يصاب الأشخاص المصابين بالقولون العصبي إما بالإسهال أو الإمساك، ويشعر هؤلاء الأشخاص بالرغبة في البقاء في المنزل وعدم الذهاب لمكان بسبب هذه الحالة.
- تعدّ النفخة في البطن من أكثر الدلالات الواضحة على الإصابة بالقولون العصبي، مما يؤدي لارتداء الملابس بحجم أكبر من حجمها الطبيعي.
- والغازات من أكثر الأعراض المزعجة لدى الأشخاص المصابين بالقولون العصبي ويؤدي ذلك للإحراج وعدم الراحة في الأماكن العامّة.
- خروج مادة مخاطية مع البراز بشكل أكثر من الطبيعي ويؤدي ذلك للإزعاج وعدم الراحة.
نصائح لتفادي تهيّج القولون
- على مريض القولون العصبي اتباع نظامٍ غذائيّ جيّد وتناول الأطعمة الصحيّة.
- الإكثار من تناول المأكولات الغنيّة بالألياف الغذائيّة لأنّها تساعدُ على مكافحة الإمساك ومنع تشنّجات المعدة والغازات.
- الابتعاد عن كافّة الأطعمة التي تسبب في التهاب القولون العصبي.
- شرب الأعشاب الطبيّة التي تساعد على تخفيف التهاب القولون العصبي وتقليل آلامه وأوجاعه.
- تناول المسكّنات والأدوية التي يصفها الطبيب بشكل منتظم.
- إجراء عمليّة جراحيّة لإزالة القولون الملتهب وذلك في حالة الالتهاب الحادّ للقولون.
اقرئي أيضًا: