هل المسكنات تمنع نزول الدورة؟
محتويات
تستعين العديد من النساء بالمسكّنات الخاصة بفترة الدورة الشهرية، دون أن يعين أنّ ثمة احتمالاً في ألاّ يقتصر دور هذه الأدوية على الجزء المرتبط بالألم بل أن يتعدّاه إلى أن يكون لها تأثير على مسار الدورة الطبيعي. فما حقيقة هذا الاحتمال؟ هل المسكنات تمنع نزول الدورة ؟
هل المسكنات تمنع نزول الدورة ؟
يمكن لبعض مسكنات الدورة الشهرية أن تؤخّر الحيض أو حتّى تمنعه، إنما في حال تمّ تناولها بجرعات كبيرة وعلى نحو دوري لعدّة أيام متتالية. مثلاً، بينما يشكّل كلّ من الإيبوبروفين و النابروكسين مسكّناً قويّاً، لا يبدو من السهل أن يقدرا على التأثير على مسار الدورة الشهرية إلّا إذا تناولت أقراص الإيبوبروفين 800 ملغ كل 6 ساعات أو كبسولة النابروكسين 500 ملغ لثلاث مرّات في اليوم. وبنتيجة استهلاك أحدهما بهذه الكميّة الكبيرة قبل بدء الدورة أو في بدايتها، وجدت الإحصاءات أنّ النزيف يقلّ بنسبة 30%.
هل المسكنات تمنع نزول الدورة أم تؤجلها أم تقصر أيامها ؟
الإيبوبروفين
عندما تكون المرأة في فترة نزيف الدورة، ينتج الجسم هرمون البروستاغلاندين الذي يسبّب إنقباضات وتقلّصات في الرحم. هذه الأخيرة تساعد على إلقاء بطانة الرحم بينما تقوم المسكّنات وبما فيها الإيبوبروفين بإبطاء عمليّة إفراز البروستاغلاندين. كميّة أقلّ من البروستاغلاندين تعني بدورها عدم تحرّك الرحم، أي تقلّصات ونزيف بمعدّل أكثر انخفاضاً.
هذا ويخشى الأطبّاء من استخدام الإيبوبروفين بكميّات كبيرة . إذ، تبيّن أنه قد يتسبّب ب :
- زيادة خطر الإصابة بالنزيف أو حتّى جلطات الدم.
- تلف الكبد.
- تقرّحات المعدة.
- الوثمة أو التورّم .
لذا يمكن استبداله بعلاجات طبيعية أخرى كالكمادات الحرارية أو التغييرات في النظام الغذائي.
من الممكن أن تتقصّد المرأة استهلاك الايبوبروفين كمخفّف للنزيف أكثر منه كمسكّن لألم الدورة وذلك من وقت لآخر وعلى المدى القصير. في هذا الإطار، ينصح الأطباء بجرعات عالية من مضادات الالتهاب مثل الإيبوبروفين لإبطاء الدورة الشهرية الغزيرة. ويؤكّدون أيضاً أنّ تدفّق الدم سيتباطئ بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20% لا أكثر.
الأسبرين
إنّ خصائص الأسبرين المخفّفة للدم تجعل منه دواءً أقل ملاءمة لأوجاع الدورة الشهرية. فعلى عكس مسكنات الألم الأخرى المضادة للالتهابات ، يحظى الأسبرين بخصائص ترقق الدم والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة تدفق الدورة الشهرية. إذاً، تدفع الأسبرين بفترة الحيض إلى أن تصبح أكثر شدّة وتلاحظين هذا عندما تضطرّين لتغيير الفوطة الصحّيّة أكثر من المعتاد أو تسرّب الدم من ملابسك بانتظام.
الناكسوبرين
يمتلك الناكسوبرين تأثيراً شبه مماثل للإيبوبروفين. لكنّه معروف أكثر من أي دواء آخر في الغالبية العظمى من حالات نزيف الدورة الشهرية الغزير. فهو واحد من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAID الفعّالة للغاية في مجال تقليل فقدان الدم. يتمّ تناول هذا الدواء كدواء لتخفيف نزيف الدورة الشهرية فقط خلال أول 3 إلى 7 أيام من الدورة الشهرية بحيث تمثّل خطراً أقلّ على الصعيد التسبّب بمضاعفات خطرة أخرى. يتميّز بسعره الرخيص أي أنه بمتناول الجميع، وآمن طبّيّاً، خاصّة أنّ الحاجة إلى تلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب تصبح ملحّة في حال النزيف الشديد.
هل يمكن التحكم بطول أيام نزول الدورة ؟
في الواقع، لوحظ أنّ مع التقدّم بالعمر، تقصر أيام الدورة تلقائيّاً وتدريجيّاً. لكن، وإلى جانب العديد من مسكّنات الألم التي ذكرناها آنفاً و لا تستلزم وصفة طبيّة، إذا أردت تقصير أيّام نزيف الدورة الشهرية إراديّاً ، نقترح عليك الاجراءات التالية :
- أخذ حبوب منع الحمل الهرمونية
يمكن أن تساعد هذه الحبوب في تنظيم الدورة الشهرية وكذلك تقصير عدد الأيام التي تستغرقها.
- ممارسة الجنس
يمكن أن يساعد ذلك في تقليل التقلصات وتخفيف تدفق الدورة الشهرية ، بحيث تتسبب هزات الجماع في تقلص عضلات الرحم ، مما يساعد على إخراج الدم من داخل الرحم.
- عدم استخدام السدادات القطنية
يمكن أن توقف السدادات القطنية التدفق الداخلي لدم الحيض مما قد يجعل فترة الدورة الشهرية أطول. وينصح بتجربة المناشف الصحية كبديل.
- ممارسة الرياضة بانتظام
يعد التمرين أثناء الدورة الشهرية طريقة رائعة لتخفيف أي ألم قد تعانين منه ، حيث يقوم الجسم بإفراز مسكنات الألم الطبيعية وهي مادة الإندورفين.
من خلال ممارسة التمارين التي تساهم في تمديد العضلات على مثال اليوغا ، يمكن المساعدة في إرخاء عضلات البطن والظهر والفخذين مما قد يشعرك بتحسن أثناء الدورة الشهرية.
إقرئي أيضاً :