هل تختلف أعراض سرطان الثدي ونتائج علاجه عند النساء تحت الـ 40؟ سألنا الطبيب

هل تختلف أعراض سرطان الثدي ونتائج علاجه عند النساء تحت الـ 40؟ سألنا الطبيب

محتويات

يُقلق سرطان الثدي النساء دائماً، وبخاصة النساء فوق سن الأربعين. لكن هل تعلمين أنّه من الممكن للشابات الصغيرات في العمر أيضاً أن يصيبهن هذا المرض؟ 

لحسن الحظ باتت المواجهة أكثر نجاحاً مع سرطان الثدي، فتجاوزت نسب الشفاء منه الـ 95% في مراحله الأولى. وبخاصة إذا تم الكشف مبكراً عن المرض وعلاجه بالطريقة الصحيحة. من هنا، قررنا اليوم تسليط الضوء على مسألة إصابة الشابات بسرطان الثدي، ورأي الطب بهذا الشأن.

 

ماذا يقول الطب النسائي عن سرطان الثدي عند الشابات؟

لا يختلف سرطان الثدي الذي يصيب النساء دون سن الأربعين عن السرطان الذي يصيب النساء فوق هذا السن. وباعتيار أنّ المعطيات تُظهر أن احتمالية إصابة النساء في هذه الفئة العمرية منخفض جدًا تتجاهل النساء علامات الإنذار كتحسس كتلة في الثدي أو الإفرازات غير الطبيعية من الحلمة. لذلك يزيد الكشف المبكر عن المرض من احتمالات الشفاء بنسبة عالية.

 

من دون شك، هناك الكثير من الأسئلة والاستفهامات حول مسألة إصابة الشابات في عمر مبكر بسرطان الثدي. فلا يتم دائماً تسليط الضوء على هذا الموضوع المهم. لذا حملنا في موقع "يومياتي" بعض الأسئلة وطرحناها على الطبيب النسائي المختص هادي الهاشم في مقابلة معه.

هادي الهاشم

 

ما هي نسبة إصابة الشابات في عمر مبكر بسرطان الثدي؟

يُعتبر سرطان الثدي من أكثر أمراض السرطان انتشاراً في العالم، وأكثر سرطان انتشاراً عند النساء. إنّ خطر الإصابة بهذا السرطان في حياة المرأة فوق الأربعين حوالي 15%. أمّا بالنسبة للشابات قبل عمر الأربعين فنتحدث عن نسبة 1% إلى 2%.

 

هل تختلف أعراض سرطان الثدي عند الشابات في عمر مبكر عن اللواتي يصبن به فوق الأربعين؟

عندما نتحدث عن أعراض سرطان الثدي، فهي نفسها عند اللواتي يصبن به قبل سن الأربعين أو بعد هذا السن. وفي أغلب حالات لا تظهر أعراض سرطان الثدي، ولا يمكن اكتشافه إلا من خلال الفحص السنوي. لكن هناك بعض الأعراض التي لا يجب تجاهلها مثل: ورم أو تكتل في الثدي، تغير في لون الجلد، تغير في حجم الثدي، أوجاع في منطقة الثدي وأي إفرازت غير طبيعية من منطقة الحلمة مثل الدم أو إفرازات غريبة.

في حال ظهور أي من الأعراض التي ذكرتها، يجب أن تزور المرأة الطبيب المختص وأن تقوم بالفحص المطلوب.  

لكن تجدر الإشارة إلى أنّ في كثير من الحالات عند الشابات قد تظهر لديهن كتل في الثدي، لكن قد تكون 90% من هذه الكتل غير سرطانية. لكن لا يمكن معرفة هذا الأمر من خلال الفحص الذاتي فقط، بل يجب زيارة الطبيب.

 

ما هي خطورة أن تخضع الشابة لفحوصات سرطان الثدي مثل الـ mammography في هذا العمر؟

لا يستحسن أن تخضع النساء دون سن الأربعين لتصوير الثدي الشعاعي بطريقة عشوائية أو بسبب الخوف من الإصابة بهذا السرطان. لذا من الأفضل وأنصح أن تُجري الشابات تصويراً بالموجات فوق الصوتية للثدي. فيسمح هذا الفحص بإظهار ودراسة الكتلة بشكل أفضل.

وننصح بالبدء بإجراء صورة الثدي الشعاعية (الماموغرام) بعمر الأربعين، إلا إذا كان هناك داعي لهذا الأمر وعوامل خطر، مثل وجود تاريخ طبي عائلي يتضمن إصابة إحدى القريبات بالسرطان وأمراض جينية تزيد من نسبة الإصابة بسرطان الثدي. ولا تُشكل صورة الثدي الشعاعية أي خطر على المرأة طالما يتم القيام بها مرّة واحدة كل عام.

 

هل إنّ الإصابة بسرطان الثدي عند الشابات في العشرينات أو الثلاثينات هو أخطر من الإصابة به في عمر الأربعين وما فوق؟من ناحية فعالية العلاج وآثاره الجانبية على صحة المرأة؟

هناك إشاعة يتم تداولها مفادها أنّ سرطان الثدي عند الشابات هو دائماً أخطر. يُمكنني القول إنّ هذا الأمر ليس صحيحاً دائماً.

لكن من المهم أن نعرف أنّ إصابة الشابات بسرطان الثدي يكون في أغلب الحالات سرطان جيني، وبهذه الحالة يكون أسوأ وأصعب وأكثر عدوانية. ومن جهة أخرى، هناك ما يُعرف طبياً بسرطان الثدي الثلاثي السلبي والذي تُصاب به الشابات في كثير من الحالات. 

وتجدر الإشارة أنّ علاج سرطان الثدي وآثاره الجانبية هي نفسها للشابات تحت عمر الأربعين والنساء فوق هذا العمر. مع العلم أنّ الشابات يتمتعن بقدرة أكبر على مقاومة هذا المرض والآثار الجانبية المترتبة عن العلاج.

للأسف في بعض الحالات قد يكون سرطان الثدي عند الشابات من الحالات الصعبة والعدوانية جداً ويلزم علاجاً سريعاً. لكن اليوم مع تطور العلاجات، باتت نسب الشفاء من سرطان الثدي تتخطى الـ 90%. ويلعب الكشف المبكر الدور الأكبر في تحقيق عملية الشفاء.

 

هل من الممكن أن يعود المرض في حال شُفيت منه الشابة في أولى مراحله؟

نعم، على الرغم من أنّ نسبة الشفاء عالية من سرطان الثدي، إلا أنّه ممكن لهذا المرض أن يعاود المريضة. ويظل احتمال أن يعود المرض قائماً لحوالي 10 سنوات. فإنّ أخطر مرحلة بعد العلاج هي أوّل سنتين، ثم أوّل 5 سنوات ثمّ أول 10 سنوات. لذلك يتوّجب على المرأة التي هزمت سرطان الثدي، أن تتابع دائماً مع طبيبها لمدة 10 سنوات على الأقل، وتقوم بفحوصاتها الدورية اللازمة مثل فحوصات الدم، صورة الثدي وصورة للبطن.

 

نصيحة منكَ لكل شابة لتوعيتها عن سرطان الثدي وأعراضه، وأهمية كشفه في مراحله المبكرة

أقول لكل الشابات أنّ سرطان الثدي موجود، ومن الممكن أن يُصيب الفئة الشابة وليس النساء فوق الأربعين فقط، لكن على الرغم من خطورة سرطان الثدي، إلا أنّه من الممكن التغلّب عليه وأن تُكمل المرأة حياتها بشكل طبيعي وتُشفى منه.

90% من الأشخاص يمكن أن يكملوا حياتهم، حتى الشابات يمكنهن أن يتزوجن وينجبن أطفالاً. رسالتي لكل مرأة هي أن تنتبه:

  • في حال كان لديها سوابق وتاريخ في العائلة، فمن الأفضل أن تستشير الطبيب المختص وتجري جميع الفحوصات باكراً
  • المرأة التي ليس لديها تاريخ مرض سرطان الثدي، أنصحها بإجراء الفحص السنوي إبتداءً من عمر الأربعين
  • أقول لكل شابة في حال تم تشخيصها بمرض سرطان الثدي، أن الأمل موجود وسوف تُشفى من المرض، ويمكن أن تكمل حياتها وتتزوج وتنجب الأطفال. أنصحها بأن تُراجع وتتابع مع طبيبها وتلجأ لعملية تجميد البويضات أيضاً، لكي تتمكن فيما بعد من إكمال حياتها بشكل طبيعي وأن تُنجب أطفالاً إذا أرادت.

 

رسالتنا لكِ من موقع يومياتي: من المهم أن تتنبه الشابات لهذا الموضوع وأن يتابعنه، وبخاصة في حال كان هناك وجود تاريخ طبي عائلي لهذا المرض. وهنا يجب مراجعة الطبيب المختص من عمر مبكر والبدء بالفحوصات الدورية اللازمة باكراً لتشخيص سرطان الثدي والبدء بالعلاج لحظوظ أكبر بالشفاء.

 

إقرئي أيضاً:

 "نعتقد أن المرض بعيد عنّا" غنى غندور تخبرنا عن رحلتها مع سرطان الثدي بإيجابية

scroll load icon