هل كثرة ممارسة العلاقة الحميمة تؤثر على صحة الجسم؟
محتويات
العلاقة الحميمة هي من أسس الحياة الزوجية السعيدة وركن أساسي من أركانها، يلجأ إليها الزوجان بهدف الاستمتاع والتقرب من بعضهما البعض قدر المستطاع، ولكن هل كثرة ممارسة العلاقة الحميمة تؤثر على صحة الجسم؟ لكل شيء - في الحياة الزوجية أكانت أم الاجتماعية أو الصحية أو سواها- حسناته وسيئاته، تعرفي معنا في ما يلي على أهم فوائد وأضرار كثرة العلاقة الحميمة بين الزوجين.
إقرئي أيضًا: ما هي اضرار العلاقة الزوجية اثناء الدورة الشهرية؟
تكثر أسباب فرط ممارسة العلاقة الحميمة وتتعدّد، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: قدرتها على التخفيف من التوتر والقلق، الهروب من المشاكل والواقع المرير بالإضافة إلى الرغبة في الحمل الذي يضمن في بعض الأحيان استمرارية العلاقة الزوجية. فلنبدء بمعرفة ما هو معدل ممارسة العلاقة الحميمة السليم.
ما هو معدل ممارسة العلاقة الحميمة السليم؟
عادة ما تتساءلين عن معدل عدد مرات العلاقة الحميمة الطبيعي، كما وأنك تتساءلين أيضاً ما إذا كان هنالك خللا ما في حياتكما الزوجية. إليك الجواب: وفقا لاختصاصيين في العلاقات الجنسية، لا يمكن الاجماع على اجابة صريحة واحدة إذ إن الحياة الجنسية للزوجين تتأثر بعوامل حياتية عدة تماماً كفئتهما العمرية، وحالة كل منهما الصحية، بالاضافة الى نمط حياتهما ونسبة توافقهما.
على الرغم من كل ذلك، ينصح هؤلاء الاختصاصيين الزوجين بممارسة العلاقة الحميمة ولو لمرة واحدة في الأسبوع. إذ إنه خلافا لذلك ستتفاقم المشاكل الزوجية وتتأزم وتزداد.
ولكن إذا ما رغب أم كان الزوجان يمارسان هذه العلاقة الحميمة بشكل مفرط غالباً ما بيحثان عن اجابة لتساؤلهما هذا: هل كثرة ممارسة العلاقة الحميمة تؤثر على صحة الجسم؟
هل كثرة ممارسة العلاقة الحميمة تؤثر على صحة الجسم؟
فوائد كثرة ممارسة العلاقة الحميمة
وتتعدد مميزات كثرة ممارسة العلاقة الحميمة التي تعود على الزوجين بالفائدة ، نذكر لك منها عزيزتي على سبيل المثال لا الحصر:
- الشعور المستمر بالسعادة والفرح، نظراً لهرمون الاندورفين الذي سيفرزه الجسم عند القيام بالعلاقة الحميمة بالاضافة الى أنكما ستسعيان لارضاء واسعاد بعضكما البعض من خلال هذه الممارسة.
- الشعور بالاسترخاء وبالتالي النوم بسهولة إذ إن العلاقة الحميمة تؤدي لتخفيض نسبة هرمون الكورتيزول - المسؤول عن الشعور بالقلق والتوتر- في الجسم وزيادة هرمون السيروتونين فيه مما يسهل عملية النوم. إنها الوسيلة المثلى للتخلص من الأرق!
- زيادة الترابط والحب والألفة في ما بين الشريكين على ألا يتعاملا والعلاقة الحميمة على أنها واجب عليهما تأديته وأن يحترما رغبات بعضهما البعض.
- التخسيس عن طريق حرق السعرات الحرارية غالباً ما تلجئين عزيزتي الى الرياضة المنهكة والروتينية كوسيلة لحرق السعرات الحرارية وبالتالي فقدان الوزن، غير أن المجهود المبذول في أثناء العلاقة الحميمة يساعدك على حرق السعرات الحرارية والتمتع في الوقت في آن واحد.
- التقليل من خطر الاصابة بالنوبات القلبية والمحافظة على صحة القلب والأوعية الدموية.
أضرار كثرة ممارسة العلاقة الحميمة
وعلى الرغم من كل فوائد كثرة ممارسة العلاقة الحميمة التي قمنا بذكرناها أنفاً، غير أنها أيضاً تؤثر سلبا على صحة الجسم، إليك بعض أضرار كثرة ممارسة العلاقة الحميمة:
- انطفاء الرغبة الجنسية وفقدان عامل الانجذاب في ما بين الطرفين.
- الضّعف الجنسي: حذارٍ إن الإفراط في ممارسة العلاقة الحميمة هذه يؤثر سلباً على الرّغبة الجنسيّة لدى الطّرف الذي اعتاد على الاسراف في مثل هذه الممارسات؛ وكما هو معروف ومؤكد، إن هذه الرغبة تقل مع مرور الزّمن فتتحوّل بالتالي إلى ضعف جنسي إن من جهة الانتصاب أم الرّغبة وسرعة القذف.
- الاصابة بآلام أسفل الظهر لدى المرأة.
- جعل العلاقة الحميمة مجرّدة من العواطف والشغف، إذ انها تصبح وسيلة لارضاء واشباع رغبة ما فحسب.
- الاصابة بخلل في التوازن الهرموني في الجسم نتيجة الحالة النفسية السيئة
- زيادة نسبة الإصابة بالالتهابات التناسلية، والتهابات المسالك البولية.
- التعب الشديد والإرهاق إذ إن ممارسة العلاقة الحميمة بكثرة وباستمرار يجعل الشريكين مهكين بشكل شبه دائم، إن على الصعيد الجسدي أم على الصعيد النفسي نظراً للمجهود المفرط أثناء هذه الممارسة.
- قلّة مناعة الجسم: إن الاسراف في فرز هرمون البروستاجلاندين – الهرمون المسؤول عن الوصول إلى النّشوة- يساهم في خفض مناعة الجسم مفسحا الطريق أمام الاصابة بمختلف أنواع الالتهابات الفيروسيّة والميكروبيولوجية.
- التهاب في المسالك البوليّة: للعلاقة الحميمة اليوميّة لدى المرأة آثار سلبية تضر بصحتها؛ فكثرة ممارستها قد تتسبب لها آلام والإلتهاب جمة في المسالك البوليّة.
- ارتفاع ضغط الدم: يؤدّي الإفراط في إفراز هرمون الدوبامين والأدرينالين إلى التوتر والإنهاك النفسي والجسدي. كما وأنّ الإجهاد غالبا ما يسبب ارتفاع ضغط الدم ومستويات السكر فيه، وبالتّالي إلحاق الضرر أيضاً بالصحة القلبية.
- تضرّر الخلايا الدماغيّة إذ إن ارتفاع معدلات هرمون الكورتيزون والنورادانالين والبروستاجلاندين لأمد طويلة، يتسبب بتضرّر الخلايا الدماغيّة وقتلها في بعض الحالات.
في النهاية، يختلف تأثير كثرة ممارسة العلاقة الحميمة باختلاف الأسباب التي تدفع المرء للقيام بها، فإذا ما كانت كثرة الممارسة تكمن في إطار البحث عن المتعة أثناء هذه الممارسة، فهذا يعني أن العلاقة سليمة وهي تسير في المسار الصحيح. أما إذا كانت الأسباب الدافعة إليها هدفها الهروب من المشاكل أو الأزمات، فقد يؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية على صحة الجسم ويضر به. فبعد أن قمنا باستعراض كل من منافع وأضرار كثرة ممارسة العلاقة الحميمة على صحة الجسم، يبقى الاعتدال في ممارسة العلاقة الحميمة الحلّ الأنسب، فخير الأمور أوسطها.
إقرئي أيضًا: هل العلاقة الزوجية اثناء الحمل فى الشهر التاسع آمنة؟